مئات الانتهاكات للمحتوى الفلسطيني بمواقع التواصل خلال العام الماضي

الساعة 04:39 م|19 يناير 2019

فلسطين اليوم

 أكد مركز "صدى سوشال" اليوم السبت، أنه وثق خلال العام 2018، مئات الانتهاكات للمحتوى الرقمي الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي،ورصد كذلك نحو 800 حالة اعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بسبب النشر عبر مواقع التواصل خلال العامين الماضيين.

وتوزعت الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني، كما وثقها "صدى سوشال": 370 انتهاكا عبر موقع (فيسبوك)، يليه موقع (يوتيوب) 45 انتهاكا، ثم موقع (تويتر) 60 انتهاكا، و(انستغرام) 30 انتهاكا، ليكون المجموع قرابة 500 انتهاك ضد المحتوى الفلسطيني عبر الشبكة العنكبوتية، فيما رصد خلال العامين الأخيرين قرابة 800 حالة اعتقال من قبل قوات الاحتلال للفلسطينيين، بسبب النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال منسق مركز "صدى سوشال"، إياد الرفاعي، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم السبت، بمدينة رام الله، إن "هذه الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني توزعت بين؛ حظر حسابات، وحذف محتوى وإغلاق صفحات، وكان للصحافيين النصيب الأكبر بين هذه الانتهاكات، والتي تركزت في موقع فيسبوك أكثر من باقي المواقع والمنصات".

وأوضح الرفاعي أن ذروة هذه الانتهاكات بلغت في الشهر الثاني من عام 2018، عقب عملية اغتيال الشهيد أحمد نصر جرار، بحيث أصبحت إدارات مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر أي متعلقات منشورة عبر الفضاء الرقمي تخص الشهيد جرار هي مواد تحريضية، ووصل عدد الانتهاكات خلال ذاك الشهر أكثر من 100 انتهاك.

وتأتي في المرتبة الثانية وفقًا لما رصده مركز "صدى سوشال" قضية حذف المحتوى المتعلق بالوحدة الخاصة التي تسللت إلى قطاع غزة، ولم تكتفِ إدارات منصات التواصل الاجتماعي بالتضييق على المحتوى المنشور فقط من خلال حظر المستخدمين أو إغلاق الصفحات، إنما تعداه ليصل إلى المراسلات الخاصة بين المستخدمين ليحذف أي صور لها علاقة بالوحدة الخاصة من داخل الرسائل الخاصة.

كما أن حملة اختراقات شنت ضد عدد من وكالات الأخبار الفلسطينية ومواقع إخبارية أطاحت بخوادم تلك المنصات عقب نشرها أخبارًا وتقارير متعلقة بالوحدة الإسرائيلية الخاصة التي دخلت قطاع غزة، وكان من أبرز هذه المواقع "وكالة سما" و"وكالة صفا"و"إذاعة صوت الأقصى"و" بوابة الهدف".

ونوه الرفاعي إلى عدم وجود جهات رسمية فلسطينية للدفاع عن المحتوى الفلسطيني الرقمي، إضافة لعدم وجود اهتمام كافٍ من قبل المؤسسات الأهلية الفلسطينية لهذا الجانب، في الوقت الذي أفرزت الحكومة الإسرائيلية لجنة وزارية لمتابعة التواصل مع منصات الإعلام الاجتماعي.

وشدد الرفاعي على أنه "في ظل تواطؤ إدارات مواقع التواصل الاجتماعي مع سياسات الاحتلال، وطريقة الكيل بمكيالين، والحملة المستمرة التي يشنها الاحتلال ضد المحتوى الفلسطيني المنشور عبر الفضاء الإلكتروني، يأخذ مركز (صدى سوشال) على عاتقه عملية توثيق هذه الانتهاكات ومحاولة علاجها من خلال التواصل مع إدارات منصات التواصل الاجتماعي لاستعادة الصفحات والحسابات والمحتوى الذي يتعرض للانتهاك المستمر".

من جانبها، عرضت الصحافية جيهان عوض، تجربتها خلال المؤتمر، حول ما واجهته من انتهاكات، من قبل إدارات مواقع التواصل الاجتماعي، بحذف محتوى على صفحاتها أو حذف حسابها الشخصي، وتواصلت من جانبها مع إدارة موقع فيسبوك، ليتبين لها أن حذف حسابها الشخصي كان بسبب عملها السابق بصفحة فضائية (فلسطين اليوم)، وتمكنت بعد مراسلات من إعادة حسابها.

ونوهت عوض إلى أن تنبيهات وصلتها من إدارة مواقع التواصل الاجتماعي العام الماضي، بالتزامن مع فترة اغتيال الشهداء "أحمد نصر جرار، وأشرف نعالوة وصالح البرغوثي"، وحظرت من النشر لحين من الوقت، بسبب نشرها للأحداث عبر مواقع التواصل، حيث تم إبلاغها من قبل إدارات مواقع التواصل أنها قد تعدت "سياسة النشر"، لكن جيهان تؤكد عدم وجود سياسة واضحة للنشر، وهي تنشر كل شيء إخباري في حساباتها وصفحاتها عبر مواقع التواصل.

و"مركز صدى سوشال"، هو مبادرة شبابية فلسطينية، انطلقت بالنظر إلى الحاجة للتعامل مع إدارات مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة لإنصاف المحتوى الفلسطيني الذي يتعرض لانتهاكات عديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وبمساعدة محتملة من إدارة منصات التواصل الاجتماعي ،ويقوم على المبادرة فريق تطوعي من الشباب الفلسطيني، يوثق الانتهاكات التي يتعرض لها المحتوى الفلسطيني والتضييق عليه بالدرجة الأولى، ومن ثم يسعى للتواصل مع إدارات هذه المواقع في محاولة لحل الإشكاليات التي يواجهها هذا المحتوى، بينما تقدم المبادرة مجموعة من النصائح والأفكار للمهتمين والعاملين في قطاع الإعلام الرقمي الفلسطيني لتطوير أعمالهم وإنتاجاتهم لتعزيز وتقوية المحتوى الفلسطيني.

كلمات دلالية