بالصور حديقة "إطارات الكوشوك".. رسالة من غزة الى العالم!
الساعة 09:50 م|17 يناير 2019
فلسطين اليوم
استطاعت معلمة من قطاع غزة أن تحيي ارضاً قاحلة مهملة ومهمشة تابعة لمدرسة "المأمونية الابتدائية المشتركة (ب) التابعة لوكالة الغوث الدولية (الأونروا) وسط مدينة غزة، و تحولها الى ساحة تنبعث منها الحياة لتكون حديقة مشجرة ومكانا ترفيهياً رائعاً ولوحة فنية جميلة تبعث الحياة والأمل.
المعلمة "لينا شقورة"، 39 عاماً استطاعت تجسيد فكرتها من خلال مبادرة "اشراقة أمل" بإبداع مميز و لافت من خلال تحويل الإطارات المطاطية الى لوحات فنية رائعة، بألوان زاهية ، موجهة رسالة للعالم بأن شعبنا الفلسطيني يحمل بين جوانحه طاقات هائلة من الابداع والابتكار في جعل المستحيل واقعاً جميلا يُبعث منه روح التفاؤل والامل.
"شقورة" تحدثت عن مبادرتها مع مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" قائلة: " إن شعبنا يملك الكثير من المواهب المبدعة، و الفنانين المهمشين، و استطعنا في هذا المشروع جمعهم في هذه الحديقة و إبراز ابداعاتهم و استثمارها في تجميل حياة طلابنا و أبنائنا".
و حول الرسالة التي أرادت إيصالها المعلمة "لينا" من استخدام الإطارات المطاطية التي يستخدمها المتظاهرون في مسيرات العودة لإرباك جنود الاحتلال، و التشويش عليهم قالت: " يعتقد العالم و الاحتلال بأن هذه الإطارات تستخدم فقط للحرق و الاحتجاج، و لكن من خلال مشروح الحديقة أثبتنا مع نخبة من الفنانين التشكيليين أن هذه الإطارات تحولت بأيدينا الى لوحات فنية جذابة، زرعت الابتسامة على وجوه المواطنين وأهلنا في غزة".
و أضافت:" لم تكن مهمة جمع الإطارات المطاطية مهمة سهلة، و لكن بفضل الله استطعت التعاقد مع أحد الشركات التي زودتني بعدد من الاطارات المستخدمة، كما أن المواد التي استخدمت في هذا المشروع كانت بتمويل ذاتي و استثمار الأصدقاء و المعارف، و بحسن التنسيق كان هدفي أقرب للتحقيق".
و وجهت شقورة الشكر لكل من ساعدها و ساندها في تنفيذ فكرتها، و خصوصاً مديرة المدرسة كريمة عنان التي قدمت لها الدعم النفسي و المعنوي، ومدير منطقة شرق غزة التعليمية، رأفت الهباش، الذي شجع و تابع العمل و كان له بصمة واضحة في نجاحه.
و أشارت الى أن الفكرة لاقت اعجاب و استحسان الكثيرين، الا أن هناك بعض الناس لم تصل لهم الفكرة بسهولة، بادعاء أن الوقت و الوضع الاجتماعي و الاقتصادي في البلد غير ملائم.
و دعت شقورة لتطبيق الفكرة في كل مكان، في البيوت و المدارس و الحدائق، قائلةً: "هنا غزة اجعلوا منها حكاية ترويها الأجيال في كل مكان، كي نتغلب على الظروف و الحصار، و أن نخلق حالة من الاكتفاء الذاتي التي يجب أن يتعلمها ابناءنا الطلبة".
و يشار الى أن مدرسة المأمونية، أقامت مهرجاناً ضخماً لافتتاح الحديقة، حضره العديد من الشخصيات، و تخلله عدة فقرات فنية كانت من تنسيق المعلمة شقورة، جمعت طاقم فني متكامل.
