خبر استياء فلسطيني من عباس .. خبراء سياسيون: غيابه عن قمة « الدوحة » غير مبرر

الساعة 11:45 م|16 يناير 2009

فلسطين اليوم : رام الله

لم يكن غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن قمة الدوحة حول غزة، أمس حديث بعض الزعماء العرب والمشاركين في القمة والفضائيات فحسب، بل حديث الشارع الفلسطيني، الذي استهجن في مجمله الخطوة غير المتوقعة من قمة الهرم السياسي الفلسطيني.

ورأى الفلسطينيون في هذه الخطوة، أنّ عباس بات يتعامل وكأنه رئيس للضفة الغربية دون قطاع غزة.

هذا وأجمع محللون وخبراء سياسيون على أن إحجام الرئيس عباس عن المشاركة في "قمة الدوحة" خطوة في غير مكانها، في حين وصفها البعض بالمخجلة.

وقال المحلل السياسي هاني المصري: "اعتقد أن غياب الرئيس عباس عن قمة الدوحة يعد أول إنجازاً سياسياً لحركة حماس، فهو يعني أن أكثر من نصف الدول العربية تعاطت معها واعترفت بها بشكل أو بآخر"، مضيفاً: "حماس استفادت من هذا الغياب، الذي لم يكن خطوة مناسبة من الرئيس عباس".

واستهجن المصري غياب عباس عن قمة الدوحة خاصة مع تأكيد الأخير المتواصل على أنه سيشارك في أية قمة تخص القضية الفلسطينية والعدوان على غزة، وسبق أن شارك في قمة دمشق رغم العلاقات المتوترة بين السلطة الفلسطينية وسورية، وقال " للأسف يجب على القيادة الفلسطينية ألا تدخل في لعبة المحاور العربية، أو تنحاز لمحور دون آخر .. الراحل ياسر عرفات كان يحرص على استقلالية القرار الفلسطيني، وعدم الزج بنفسه في مثل هذه المآزق".

أما المحلل السياسي خليل شاهين، فيقول: "لا يجب على الفلسطينيين الدخول في لعبة الصراعات العربية العربية، والانحياز لهذا أو لذلك"، مشدداً على أنه كان يجب على الرئيس عباس المشاركة في أي اجتماع لصالح غزة أو القضية الفلسطينية.

وأضاف "المبررات التي ساقتها السلطة واهية .. وجود الرئيس الفلسطيني وإلى جانبه أو حتى تحت مظلته خالد مشعل كان سيعزز شرعية عباس، وليس العكس .. وكان سيقدم للعرب والعالم صورة، ولو شكلية، عن توحد الفلسطينيين في ظل العدوان".

ويتابع شاهين "الغريب أن الفلسطينيين يطالبون العرب بموقف موحد إزاء العدوان، في وقت هم أنفسهم لا يجمعون على موقف موحد إزاءه"، مؤكداً "غياب رأس المرجعية الفلسطينية كرئيس للسلطة، والأهم رئيس لمنظمة التحرير الفلسطيني الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني عن قمة الدوحة أمرٌ غير مبرر، وفشل الفلسطينيين أنفسهم، وبعد ثلاثة أسابيع على العدوان من الخروج بموقف موحد أمر مثير للخزي والاشمئزاز".