ثقوا بالعرب، سينقسمون من تلقاء انفسهم- هآرتس

الساعة 01:18 م|14 يناير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: عودة بشارات

 (المضمون: يتبين أن الموضة التي لدى اليهود والتي تتجسد في البني غانتسيين واليئير لبيديين لم تقفز ايضا عن العرب: نجوم بلا أجندة - المصدر).

اربع سنوات كاملة صمدت الوحدة بين العرب والقوى الديمقراطية اليهودية – من كانون الثاني 2015، موعد تأسيس القائمة المشتركة، وحتى كانون الثاني 2019، موعد انسحاب تاعل (الحزب العربي للتجديد برئاسة احمد الطيبي) منها. هل هناك انجاز اكبر من ذلك؟ بعد بضعة عقود سيكتشف أحد المؤرخين النشيطين أنه في الفترة التي ضرب فيها الانقسام العربي بدون رحمة نجحت مجموعة واحدة مميزة مكونة من مليوني عربي في الاتحاد خلافا لكل التوقعات وتشكيل قائمة واحدة. يمكن التنبؤ أن هذا المؤرخ المخلص، لكن المسكين، لن يفهم مهما بحث اسباب تفكك هذه الوحدة. هو لن يستطيع التصديق أنه بسبب استطلاع واحد أعد لتحديد هوية الزعيم، وطريقة توزيع المقاعد، تفككت الوحدة. الآن نحن نسمع، حسب اقوال اميل حبيبي "هدير ضحك التاريخ".

   إذا أنا أعلن بأسف ممزوج بتنفس الصعداء بأننا مجبرين هنا على تبني كلمات "سفر الجامعة": "ما كان هو ما سيكون، وما تم فعله هو ما سيُفعل، لا جديد تحت الشمس". ولكن لماذا تنفس الصعداء؟ لأننا في هذه الاثناء تحررنا من قلقنا على الحفاظ على الوحدة، حيث أنه عندما تكون وحدة فانه يؤلمنا بلا توقف القلق على تفككها. ولكن عندما لا تكون وحدة فان قواعد اللعب تتغير. الجميع يكونون أحرار في فعل ما يخطر ببالهم. وبالعربية يقولون "الطبل شُق والمحبون تفرقوا".

 في هذه الاثناء سأقول لكم إن والدي، رحمه الله، كان يقول عندما اعتدت على حمل هموم العالم على كاهلي، بما فيها مصير الثورة في نيكاراغوا "لا تكن رأس لأن الرأس يتعرض للكثير من الألم". الآن الطيبي يريد أن يكون رأس بسبب شعبيته. ومع ذلك تجدر الاشارة الى أن شعبيته لم تصنع بسبب أنه رأس، بل لأنه نجم اعلامي يهزم في كل مواجهة ممثلي اليمين.

بسبب هذه الصفة فان الطيبي يحظى بالتشجيع. ومثل كل نجم هو مبني كي يكون في قلب الاجماع وأن يحظى بعناق المجتمع العربي، وأن يتلقى التشجيع من هنا وتربيت على الكتف من هناك. واذا اختير رئيسا فستلقى عليه أعباء كثيرة ليست شعبية: كيف سيجمع قوى متناقضة في منتدى واحد، كيف سيحسم الشؤون المختلف عليها، كيف سيمتص غضب الساخطين. وبهذا فان دور النجم لا يشبه دور الرئيس.

خلال السنوات الاربعة التي هي 48 شهر و1400 يوم، كل يوم جلب معه مشكلة وأحيانا اثنتين لعضو الكنيست ايمن عودة، رئيس القائمة، من قبل اصدقاءه المقربين الذين لم يتوقفوا بالتشكيك بمكانته، ومن شركائه في القائمة على هيئة تصريح هنا وفعل هناك وكأن الاتحاد ليس اكثر من غلاف براق. وهو الاكثر شبابا في المجموعة، كان عليه تحمل كل هذا العبء على كتفيه، وكأنه لا يكفي أنه هو الذي طلب منه خلافا للآخرين تقديم تقرير لوسائل الاعلام العربية فاغرة الفم على كل تغريدة لعضو الكنيست من القائمة المشتركة.

 

رغم ذلك، كانت هناك بشرى في اقامة القائمة المشتركة وفي أدائها. بشرى للجمهور الديمقراطي في اسرائيل، وبالذات من فم عودة. هذه كانت بشرى للمصالح المشتركة للشعبين، قول إن ما هو جيد للعرب جيد لليهود ايضا. البشرى الآن هي بشرى النجم، حيث أنه ما هي اجندة عضو الكنيست الطيبي باستثناء مسألة من هو الأكثر شعبية وبأي طريقة ستوزع المقاعد.

يتبين أن الموضة التي لدى اليهود تتجسد بالبني غانتسيين واليئير لبيديين، لم تقفز ايضا عن العرب: نجوم بدون أجندة.