خبر بوليفيا وفنزويلا أم مصر والسعودية؟ - نضال حمد*

الساعة 04:56 م|16 يناير 2009

 

 

في ظل حرب همجية وعدوان دموي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، حيث وصلت أعداد الشهداء والجرحى لنحو 6000 جلهم من المدنيين ، اي من الأطفال والنساء والعجزة. وبعد دخول العدوان اسبوعه الثالث حيث دمرت معه آلة الحرب الصهيونية مناطق كاملة من قطاع غزة. بعد كل هذا لم تقم دول التطبيع العربي مع الصهاينة بأي شيء يذكر. وحافظ النظام المصري على موقفه المشارك في جريمة الحرب على غزة. وأنضم له في ذلك النظام السعودي الذي تنتشر على اراضيه واراضي جيرانه القواعد الامريكية التي دمرت العراق وتقوم بالتجسس على الدول العربية وايران الاسلامية التي لا تتردد عن اعلان المواقف الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية. والتي كانت منذ انتصار ثورتها الاسلامية قد اغلقت السفارة الصهيونية في طهران. بينما قام نظام كمب ديفد في مصر باقامة صلح استسلامي وعلاقات تطبيعية كاملة مع الصهاينة وكيانهم الاجرامي. ثم تبعته عدة أنظمة عربية وكذلك القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية ، التي بدورها انجبت السلطة الفلسطينية و "سلام الشجعان" في اوسلو وشرم الشيخ والعقبة وكمب ديفيد الثانية وواي ريفر وايلات ..الخ .. بينما تشهر تلك الأنظمة العربية استسلامها وتخاذلها ومشاركتها في الجريمة و المؤامرة على غزة ومقاومة شعب فلسطين وحقوقه ، قامت فنزويلا بقيادة الرئيس الثائر هوغو شافيز بطرد السفير الصهيوني من كراكاس. ثم تبعتها هذا اليوم بوليفيا فطردت ايضاً السفير الصهيوني من اراضيها. كل ذلك تضامناً مع شعب فلسطين واستنكارا وادانة للجرائم الصهيونية هناك.

 

 

 

هذه المواقف النبيلة والجريئة من الأجانب تقابلها مواقف جبانة ومتخاذلة من أهم دولتين عربيتين مصر والسعودية ، اللتان رفضتا عقد قمة عربية طارئة لأجل غزة. ومارستا ضغطاً على المملكة المغربية التي سارعت لسحب موافقتها على المشاركة في القمة بعد ساعات من اعلانها قرار المشاركة فيها. و هناك ضغط شبيه يمارس على الامارات العربية لسحب موافقتها على عقد القمة الطارئة في قطر. كل هذا لأن النظام المصري له برنامجه الاستسلامي الذي بدأه مع الرئيس محمد أنور السادات ويكمله الآن الذين ورثوا نظامه. فمصر لم تجلب للعرب منذ توقيعها على معاهدة وسلام كمب ديفيد سوى الويلات والمصائب. جلبت لهم الصهاينة والأمريكان والتبعية والانحناء والذيلية والاحتلال المباشر مثلما حصل في العراق. واللامباشر مثلما هو الحال في غالبية الدول العربية الأخرى.

 

فنظام مصر كمب ديفيد يصدر الغاز للصهاينة باسعار مخفضة ويرفض وقف تصديره بالرغم من وجود قرار محكمة مصرية يأمر بوقف تصديره للصهاينة. والنظام المصري الذي يساهم في حصار غزة ويطالب بهزيمة المقاومة هناك. هو نفس النظام الذي قال ساركوزي أن رئيسه طلب منه ابلاغ " اسرائيل" أنه يجب هزيمة حماس في هذه المعركة. أوصل ساركوزي الرسالة للصهاينة واعلن ذلك في وسائل الاعلام. ولغاية الآن لم ينف النظام المصري أو يكذب أقوال الرئيس الفرنسي. هذا النظام هو الذي يرفض فتح المعابر للفلسطينيين إلا جرحى أو شهداء. هذا النظام يرفض حتى استدعاء السفير الصهيوني لتوبيخه ولا نقول طرده. ولا يقبل مجرد الحديث عن اغلاق السفارة الصهيونية في قاهرة عبد الناصر. ويمارس دور الوسيط المنحاز لجانب المعتدين الصهاينة على حساب الفلسطينيين. وللأسف فان رأس السلطة الفلسطينية الذي يطالب المقاومة بوقف مقاومتها وبقبول الشروط الصهيونية المذلة والمعيبة والمهينة يشاركه بذلك. لأن مطالبته القبول بشروط الهدنة التي في محتواها تريد انهاء الحقوق الفلسطينية وشطبها يضع نفسه في نفس معسكر الذين يدمرون غزة ويشنون الحرب على المقاومة الفلسطينية. كما لا يكتفي رأس السلطة بذلك بل حمل المقاومة في حال رفضها الهدنة المقدمة على الطريقة الاسرائيلية الامريكية المصرية بتحمل المسؤولية عن ما يجري في غزة. كيف لهكذا رئيس لا يؤمن بالمقاومة أن يقود شعباً مقاوماً بامتياز. ان الضرورة الفلسطينية الملحة بعد هذه المعركة تقتضي وجوب ايجاد حلول حاسمة للوضع الفلسطيني تعيد ترتيب البيت الفلسطيني وبناء مؤسساته الوطنية بشكل وطني سليم يليق بشعب المقاومة والتضحيات. فالسلطة التي تقف متفرجة على ابادة شعبها في غزة أو تتصرف وكأنها جهة تريد المساعدة من بعيد ، وترفض ولا تفكر حتى بالانتفاضة للدفاع عن الأرض والوطن عبر مواجهة الصهاينة وفتح جبهة الضفة الغربية للتخفيف عن غزة. هذه السلطة وكل من هو منخرط فيها سواء كان فرداً أو مؤسسة أو حزب أو تنظيم أو حركة أو فصيل يجب أن تنتهي. على من يريد الاستسلام أن يذهب رافعاً الراية البيضاء لأنه سيسبح عكس تيار شعب فلسطين ، أما من يريد مواصلة الكفاح لأجل التحرير والاستقلال والعودة ليتخذ من وحدة الشعب والمقاومة في غزة مثالاً له. وليعد عدته كي يبدأ رحلة الألف ميل، بعد سنوات العتمة والظلام التي جاءت بها اتفاقيات اوسلو وما تلاها من عار واندحار.

في الختام نطالب شعوب الأمة العربية تقديم طلب رسمي الى الجامعة العربية يعبر عن رغبة شعبية عربية عارمة لتوجيه دعوة رسمية لفنزويلا وبوليفيا لحضور القمة العربية الطارئة في قطر بدلاً عن مصر والسعودية.