الطريق في عالم السياسة ليس مغلق

كاتبان سياسيان: قطع الاتصالات بين فتح وحماس ليست نهاية المصالحة

الساعة 06:34 م|03 يناير 2019

فلسطين اليوم

يرى كاتبان سياسيان بأن قطع الاتصالات بين فتح وحماس وإبلاغ الجانب المصري بوقف الحوارات بين الطرفين ليست نهاية الطريق رغم انها تُشير إلى حالة من اليأس وعدم التوصل لتحقيق المصالحة.

وأكد الكاتبان لـ"فلسطين اليوم"، أن الطريق في عالم السياسي ليست مغلق رغم حساسية وصعوبة المرحلة التي نعيشها اليوم، مشيرين إلى أن بعض التصريحات التي تصدر هنا وهناك لا يعتمد عليها مطلقاً ما لم تصدر من جهة القرار ذاته.

واعتبر أحد الكتاب بأن التصريحات التي تصدر من قيادات حركة فتح للاستهلاك الإعلامي فقط وليس كلاماً موزوناً، فيما طالب الأخر بضرورة وقف النيران الإعلامية بين الطرفين وتدخل سريع من الفصائل لاحتواء الأزمة.

وكان عضو المجلس الثوري لحركة فتح، اللواء قدري أبو بكر قال الخميس: "إن حركته أبلغت الطرف المصري بشكل رسمي، بأنها قطعت العلاقة كلياً مع حركة حماس، وعدم العودة لأي لقاءات بين الحركتين، وفي حال لديها أي جديد يتم ابلاغنا عن طريق مصر".

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل يرى، أن الخلاف الواقع على الأرض بين حماس وفتح في هذه المرحلة الحساسة من الصعب تجاوزه؛ مستدركاً بالقول: "لا طريق مغلق في علم السياسة مطلقاً".

وقال عوكل لـ"فلسطين اليوم": "على مر التاريخ الفلسطيني شهدنا الكثير من الصعاب والأزمات لكن في نهاية المطاف جلس الطرفين وناقشا الأزمات وكان هناك نوعاً من التقارب في وجهات النظر والاتفاق على بعض القضايا الخلافية"، مشيراً إلى أن الازمة الحالية سيتم تجاوزها رغم المناخ السلبي الذي نعيشه اليوم من خلال شخصنة الازمة.

وأضاف: "الطرفان فتح وحماس مدركان تماماً أن التاريخ لن يرحم أحد، طالما جميع الفصائل يواجهون الخطر وخاصة قضيتنا الفلسطينية بفعل ما يجري من صفقات ومؤامرات".

وعما هو مطلوب في هذا الوقت، يرى الكاتب عوكل أن المطلوب حالياً هو تحرك سريع من قبل الفصائل الفلسطينية الأخرى بالتعاون مع جمهورية مصر العربية لتخفيف حدة الخلاف بين الطرفين وذلك عن طريق وقف النيران الإعلامية، مشدداً أن الإعلام يلعب بشكل سلبي ويعمق الخلاف.

وأشار إلى ان المطلوب أيضاً هو بلورة مبادرة من الفصائل بالتعاون مع القاهرة لإجراء حوار موسع لكافة الفصائل.

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن المواقف التي تصدر من بعض قيادات حركة فتح بإبلاغ مصر رسمياً بقطع العلاقات مع حركة حماس لا يعتمد عليها مطلقاً، معتبراً ذلك للاستهلاك الإعلامي وليس كلاماً موزوناً.

وأشار الكاتب الصواف لـ"فلسطين اليوم"، إلى أن قرار حركة فتح ليس بيد أحد من قيادتها بل هو بيد محمود عباس، مبيناً أن قراءته للواقع تُؤكد بأن عباس لا يريد مصالحة ذات شراكة سياسية حقيقية مع الفصائل بل يريد التفرد في صناعة القرار وهذا المنطق مرفوض فصائلياً.

وأوضح الصواف بأن لديه يقين تام بأن مصر تعلم جيداً بأن عباس هو الذي يقف في طريق المصالحة لكنها تبذل جهوداً مضنية لعل وعسى (يلين) عباس ويعود إلى مصالحة حقيقية مع أبناء شعبه، قائلاً: "من وجهة نظري حماس قدمت كل ما يلزم لكن الطرف الأخر يرفض ذلك بجحود وبإجراءات عقابية بين فترة وأخرى".

ويعتقد الصواف بأن الطريق الوحيد للمصالحة هو نسيان المصالح الشخصية والحزبية والعمل وفق استراتيجية متفق عليها من كافة الفصائل لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مستدركاً بالقول: "الاتفاق على استراتيجية بعيد المنال في هذه المرحلة".

يذكر أن عضو المجلس الثوري لحركة فتح، اللواء قدري أبو بكر قال: "إن فتح عاكفة على بلورة موقف تجاه حماس لتصرفاتها ومواقفها في قطاع غزة، والتي وصفها بـ"المخزية"، مشيراً إلى أن أول الردود على مواقف حماس حل المجلس التشريعي.

وشدد على أن الإجراءات القادمة، ستكون صارمة هذه المرة بحق حركة حماس، مؤكداً أنه في حال رفضت حماس إجراء انتخابات أو قاطعتها الفترة المقبلة، سيتم الإعلان بأنها خارج عن الصف الوطني الفلسطيني.

وبحسب أبو بكر، فقد وصلت فتح لقناعة بأن حماس لا تريد مصالحة، وهذا بدأ واضحاً للعيان، منوهاً إلى أنه من المستحيل أن تترك حماس السلطة في غزة، مشدداً على أنها لا تريد فقط غزة بل تريد عمل انقلاب في الضفة للسيطرة عليها وفقاً لقوله.

وفي ذات السياق قال القيادي في حركة حماس بالخارج، ماهر صلاح: "إن المصالحة الفلسطينية لن تتم في عهد رئيس السلطة محمود عباس وهي غير ممكنة"، مع تأكيده أن الانقسام ليس في مصلحة الفلسطينيين.

وأضاف صلاح "الحركة ورغم حرصها على المصالحة إلا أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أو على محطات الانتظار"، مشيرا إلى أنها تعمل بصورة حثيثة لكسر الحصار ضمن كل الأدوات والإمكانيات الممكنة".

كلمات دلالية