خبر الدكتور شلح يدعو إلى حل السلطة الفلسطينية و تشكيل حكومة مقاومة

الساعة 03:27 م|15 يناير 2009

فلسطين اليوم: دمشق

دعا الدكتور رمضان عبد الله شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إلى حل السلطة الفلسطينية و تشكيل حكومة مقاومة في القطاع.

و شدد د.شلح في مقابلة تلفزيونية مع قناة الجزيرة الفضائية، أن المقاومة الفلسطينية ستنتصر لنفسها و لن تهزم، وان ما يجري من تصعيد للقصف هو انتقام العدو لعجزه عن تحقيقات انتصارات ميدانية.

وشدد شلح على أن المبادرة المصرية بصيغتها الحالية غير مقبولة لفصائل المقاومة ما لم تتضمن شروطها الأربعة بفتح المعابر و وقف العدوان و الانسحاب من غزة فورا، و رفع الحصار.

و انتقد د. شلح الأطراف العربية التي ترفض المشاركة في قمة الدوحة، و تدعو إلى الانتظار حتى قمة الكويت قائلا:" دمنا الفلسطيني ليس سلعة كي يناقش في قمة اقتصادية في الكويت.

وأوضح الأمين العام إن الفصائل الفلسطينية لا تقبل التفاوض فيما يضع العدو الاسرائيلي مسدسا في رأس المقاومة، مشددا على أن غزة لن تسقط ولن تستسلم ولن ترفض الراية البيضاء حتى لو استمر الصراع ألف عام لأن المعركة ليست على غزة وحدها وإنما على كل فلسطين

وفيما يلي نص الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي:

س1: اليوم شهد القطاع تصعيدا خطيرا، كيف قرأتم ذلك و ما هي قدرة المقاومة على الصمود؟

هذا التطور ليس بالجديد، فالعدو منذ الأسبوع الثاني للعملية البرية يحاول التركيز ميدانيا على محورين محور الشمال الغربي في منطقة السودانية في محاولة اختراق و الوصول إلى جباليا و يستخدم في ذلك قوات المظليين النظامية من اللواء 35 و دفع بالمظليين الاحتياطيين من اللواء 551 و لكنة حتى اللحظة يواجه بمقاومة أسطورية، ولم يحقق أي تقدم ملموس.

و المحور الثاني في الجنوب الغربي و ما يسمى محور الشيخ عجلين ومنطقة تل الهوى، والتي يعتقد العدو أنها منطقة رخوة للمقاومة لأنها كانت فارغة و مكشوفة و فيها بعض البناء و الأبراج دفع باتجاهها و رغم ذلك و منذ 5 أيام وهو يواجه مقاومة أسطورية أيضا.

هذا التصعيد الذي رأيناه الليلة الماضية يحاول تحقيق جملة من الأهداف للتغطية على الفشل الميداني كل المحاور التي اشتعلت عليها المقاومة في شرق غزة لم يتقدم العدو أكثر من 300 متر، و لم  يستطع أن يصل إلى الإسفلت الشرقي، و المنطقة كلها ما زالت مغلقة في وجهه، و منطقة التفاح صمدت منطقة الشعب والقتال في جبل الريس والكاشف، عزبة عبد ربه كلها مناطق ملتهبة و صامدة ببسالة منقطعة النظير.

الذي يحاوله في هذه البقعة بالذات هو الوصول إلى صورة تلفزيونية يتحكم هو بها، لذلك قصف أبراج الإعلام حتى يبعد وسائل الإعلام كأنه يريد استحضار مشهد بغداد، لكننا قلنا له من اليوم الأول غزة ليست مشهد بغداد و غزة تقاوم لليوم العشرين و لليوم الثالث عشر من الحرب البرية، مقاومة أسطورية ميدانية.

والقصف الذي حصل للمدنيين هو انتقام للمدنيين هو عندما يضرب المستشفيات و الإعلام، ومقر الاونروا، و انا ابن غزة ودرست في الجامعة الإسلامية، قبل خروجي من القطاع، مقر الاونروا في الجهة الشرقية من الجامعة الاسلامية على بعد مئات الأمتار من الشاطئ، من البحر ربما لا يعرف كثيرون أن شارع الجامعة الإسلامية على شارع يحمل أسم جمال عبد الناصر، يتقاطع على الشارع الساحلي الذي يحمل اسم احمد عرابي، هذه رموز مصرية.

س2: هل وضع بيض المقاومة كله في سلة واحدة هي المبادرة المصرية، ام ان هناك خيارات أخرى للفصائل الفلسطينية لمواصلة ما يجري؟

نحن لم نضع بيضنا في سلة احد، هذه معركة فرضت علينا و كنا نتمنى ان يقف معنا كل العرب والمسلمين و كل العالم في هذه المعركة، أين العالم عندما تقصف الاونروا و المستشفيات؟، الغرب ضالع في هذه الجريمة ويتحمل مسؤوليتها.

فيما يتعلق بالمبادرة موقف الإخوان في حماس وموقف المقاومة الذي توافقنا عليه جميعا لم يتغير و قلنا للإخوة في مصر هذه المبادرة بشكلها الحالي لا يمكن أن نقبلها ولنا عليها تحفظات كبيرة، و لم يبلغنا المصريون الى الآن رد عبر وفد حماس، و ما زال العدو يمارس سياسة التفاوض و المسدس المحشو موجود برأس المقاومة، نحن لا نقبل من أي طرف عربي أن يوفر أي غطاء للعدو في هذه المعركة، لماذا يطال أمد التفاوض لهذا المدى؟، هل يريد العدو أن يحقق مكاسب جديدة وان يتقدم بضعة أمتار حتى يحسن شروط التفاوض.

بالنسبة للخيارات أنا أقول لك و ليسمع قادة العدو والذي تحدثت باسمه وزيرة الخارجية اليوم، انه بالأمس كان احد مؤرخي الصهاينة يكتب إذا أرادت القيادة الإسرائيلية أن تستمر علينا أن ننتظر ألف عام من هذا الصراع، ويقارن بين ما جرى بين الانجليز و ايرلندا، نحن نقول لقادة العدو: غزة لم تسقط و لن تستسلم و لن ترفع الراية البيضاء حتى لو استمر الصراع أكثر من ألف عام لان المعركة ليست فقط على غزة فالمعركة هي فلسطين كل فلسطين.

ففي عام 1982 دخلت إسرائيل لبنان ودمرت منظمة التحرير و أخرجتها إلى العالم في البواخر، لكن ماذا فعل هذا الكيان الغبي لقد أسس لمقاومة استمرت 18 سنة هزمته عام 2000 و في 2006 هزيمة نكراء، غزة لن تهزم و سنهزمهم هزيمة نكراء بإذن الله، فالمقاومة له بالمرصاد و لها تكتيكها و قدرتها العسكرية على ضرب الأهداف الإسرائيلية بالصواريخ، فاليوم أكثر من 20 صاروخ، و ليطمئن العالم والعرب و المسلمون و الشعوب التي خرجت في الشارع أن "رهانكم على المقاومة صحيح".

قالوا لنا سنستمر للنهاية أنا أقول لقادة العدو:"انتم بدأتم البداية لكن لن تحددوا النهاية، الشعب الفلسطيني هو من سيقرر هذه النهاية".

س3: بالنسبة للمبادرة المصرية انتم و على لسان بعض مسؤوليكم قلتم أن هناك تجاوب من الجانب المصري مع ملاحظاتكم و طلباتكم بالتعديل،  هل هناك تقدم فعلا؟

للأسف و أقول بصراحة ليس هناك أي تقدم، و ما عرض علينا في المبادرة المصرية الجميع قال أنها غير مقبولة بالنسبة لنا كمقاومة، و أنا لا يهمني التوصيفات، فكل عبر عن هذه المبادرة بلغته الخاصة و لكن اللغة التي سمعتموها منا سابقا و أقولها بالصيغة التي قدمت لنا المبادرة غير مقبولة، لأنها لا تتضمن الحديث عن الانسحاب أو آليات أو ترتيبات لضمان فتح المعابر، شروطنا الأربعة ما زالت كما هي لم تتغير، وقف العدوان و ليس وقف " النار" لأننا ليس جيشان متكافئين، و فتح كل المعابر بما فيها معبر رفح، و إنهاء الحصار بشكل كامل و الآن الانسحاب الفوري للعدو الإسرائيلي في قطاع غزة.

قدمنا بعض الملاحظات و لكن علمنا أن الإخوان في مصر فوجئوا بهذه التحفظات، والى الآن لم يصلنا عبر وفد حماس أي رد ايجابي يتعلق بالتطورات الأخيرة والموقف الذي قدمته المقاومة.

نحن نقول يجب أن لا نكون في ثلاجة انتظار، الدم الفلسطيني و النزيف الفلسطيني بهذه الطريقة، لماذا هذه "المطمطة" لماذا لا يقف هناك العرب الآن و الحديث عن القمة و السجال الموجود، ويطالب العام كله بوقف العدوان على قطاع غزة، ووقف نزيف الدم و الأسلحة المحرمة، و القنابل الفسفورية المضرة، القنبلة وزنها  2 طن قوتها الانفجارية 500 طن، الضغط الذي المترتب على أنش واحد هو  ألف باوند، ماذا يمكن ان يفعل العدو الصهيوني اكثر من ذلك، هل كل ما نتوقعه من العرب سجالات القمة التي نسمعها الآن.

س4: هل تعتقدون أن قمة الدوحة المفترضة بسقفها المفترض من قرارات و إجراءات يمكن أن تكون دخول قوي على خط الحرب على غزة، و على وضعية النظام العربي الرسمي؟

* بالنسبة للقمة هناك مبدأ انعقاد القمة، و فيه نقول بصراحة بدون سياسية و مواربة فلم يعد الأمر  يحتمل، من يرفض انعقاد القمة من اجل غزة و المشاركة فيها رسالته لشعب غزة بكل وضوح هي "أنكم وحدكم و لسنا معكم و ليفعل بكم العدو الصهيوني ما يشاء"، هل يريد العرب فعلا توصيل هذه الرسالة للشعب الفلسطيني، نحن نثمن الموقف العرب الداعي لقمة الدوحة.

فإذا كان زعيم عربي كأمير قطر يقول شئ معيب بالنسبة لنا أن ندعو إلى مناقشة موضوع غزة والعدوان على غزة في قمة مقررة مسبقا و بصفة تشاوريه، ماذا يمكن نحن كمقاومة أن نقول؟

هذه وصمة عار الدم الفلسطيني الآن يكتبها في تاريخ كل من يتورط بهذا الموقف فليسارعوا إلى شطب أسمائهم من قائمة العار هذه وان يوافقوا على حضور قمة الدوحة، نحن لا نعرف لماذا يصرون على قمة الكويت، لسنا ضد قمة الكويت لكن لماذا تنعقد لأسباب اقتصادية، أقول لامين الجامعة العربية، هذه المؤسسة التي تسقط الآن تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية، نقول دمنا الفلسطيني ليس سلعة حتى يناقش كما تناقش أسعار العملات والبنزين و الكاز والبورصات في مؤتمرات اقتصادية، دمنا الفلسطيني عنوان مستقل هو عنوان الشرف و العزة والكرامة لكل الأمة والعرب والمسلمين و لأحرار العالم.

نحن نأبى أن نكون ملحقين، دمنا لا يمكن أن ينزل بجوار أحوال بورصة نيويورك  وما يجري في سوق الأسهم، سهمنا مرتفع هو سمهم المقاومة والعرب الانتصار والعزة والمقاومة، ومن يريد التخلي عن هذا الخط فليتحمل المسؤولية.

وأنا أقول لمن يريد أن يحضر القمة ومن لم يحضر هل يعقل ان بوليفيا تقطع علاقاتها بالكيان الإسرائيلي و نحن نصر على أن تبقى أعلام إسرائيل في عواصمنا علاقاتنا، هؤلاء في بوليفيا أجدادهم من الهنود الحمر هل أصبحوا أكثر غير من العرب أنفسهم، نريد من المفكرين أن يعرفوا لنا من هو العربي اليوم، فهو يعرف في غزة اليوم تعريف جديد كل القواميس لم تجيب عليه.

وأيضا أقول للإخوة العرب المعركة لم تبدأ بحماس ولا بالجهاد الإسلامي ولا في المقاومة هذا صراع تاريخي منذ أكثر من قرن، وما لم يتوقف هذا العدوان الإسرائيلي، الظلم الفادح الذي تعرض له الشعب الفلسطيني هو وقود هذا الصراع.

 

إذا كان المفكرون اليهود يقولون أن ننتظر ألف عام، نحن نقول لكل عرب الخيارات التي ستفتح أمامنا كبيرة، المقاومة في العراق بدأت بعد الغزو، هم يحكمون على ما يسمى بالسلام و يطلقون عليه رصاصة الرحمة.

ونحن الآن نضغط على حماس وفصائل أخرى و نقول لهم كفى أين هي السلطة الفلسطينية، علينا أن نعلن في قطاع غزة الذي قال عنه العدو منطقة وكيان معادي، تشكيل حكومة مقاومة و ندعو إلى حل السلطة، ولا يجوز أن يؤخذ الشعب الفلسطيني رهينة في رام الله ما بين حواجز و دبابات إسرائيل و اجتياحاتها و ما بين القمع لأجهزة سلطة رام الله، نريد مقاومة تنتصر لنفسها في غزة و في الضفة كما انتصرت الملايين في كل إنحاء العالم.