خبر بين واشنطن والقاهرة / هآرتس

الساعة 10:45 ص|15 يناير 2009

بقلم: الوف بن

        (المضمون: المبادرة المصرية والاتفاق الاسرائيلي – الامريكي لوقف التهريبات يمكن أن يشكل المسار الذي يجعل اولمرت يتفق مع وزيريه المشاركين في القيادة على وقف النار - المصدر).

        جلسة "محفل الثلاثية" أمس كرست للاعداد لسفر المسؤول في وزارة الدفاع عاموس جلعاد الى القاهرة، وبلورة المواقف التي سيعرضها في محادثاته مع المصريين. ولدى عودته من هناك سينعقد المحفل مرة اخرى للاستماع الى التقرير وليقرر اذا كانت اسرائيل تقبل المبادرة المصرية لوقف النار، وتنهي بذلك حملة "رصاص مصهور". اسرائيل امتنعت عن رد مباشر على بيان حماس بانها تؤيد المبادرة المصرية. ولكن في قرارها ارسال جلعاد الى القاهرة ينطوي على موافقة اسرائيلية على قبول الخطوة، حتى وان كانت مشروطة.

        الخلاف في قيادة الدولة خرج امس الى الملأ مع نشر العنوان الرئيس في "هآرتس" والذي تحدث عن مبادرة وزير الدفاع ايهود باراك لوقف النار، والتي اثارت ردا غاضبا ومتوقعا من رئيس الوزراء ايهود اولمرت. باراك ووزيرة الخارجية تسيبي لفني يصران على رأيهما في أن الحملة استمرت اكثر مما ينبغي، فيما أن اولمرت لا يزال على حاله مصمما على أنه محظور التوقف قبل استنفاد الانجازات.

        حيال تقديرات باراك والجيش في أن الاهداف تحققت، يستند اولمرت الى رئيس المخابرات يوفال ديسكن، ورئيس الموساد مئير دغان اللذين عززاه في قراره بالمواصلة.

        أمس اجتمع اولمرت، لفني وباراك في موقف مشترك، في اساسه انتظار الردود التي سيجلبها جلعاد من مصر. وبالتوازي تدير لفني مفاوضات مع الادارة الامريكية من خلال مدير عام وزارتها اهرون ابرموبتش للتوقيع على اتفاق للتعاون الاستخباري والعملياتي ضد تهريب السلاح الى غزة. اذا ما نضجت الخطوتان – المصرية والامريكية – اليوم فسيكون بوسع القيادة السياسية أن تقرر هذه الليلة انهاء العملية. السؤال هو هل مصر ستوفر لاولمرت مسار الخروج، وهل سيستكمل الاتفاق مع الامريكيين.

        الجدول الزمني ضيق: كونداليزا رايس تغادر يوم الجمعة منصبها ووزارة الخارجية. وهذا هو آخر يوم يمكنها فيه أن توقع على الاتفاق مع لفني. في قلب الوثيقة التي تبلورت في الاسبوع الاخير يوجد تعهد سياسي أول من نوعه من الولايات المتحدة لمكافحة تهريب السلاح من كل الانواع وعلى كل المستويات من حماس والمنظمات الارهابية الاخرى في غزة.

حتى اليوم عولجت التهريبات كمسألة فرعية. الان اسرائيل تطلب تعهدا امريكيا صريحا لمنعها من البحر ومن البر، وتبادل المعلومات الاستخبارية، وادارة العملية مع الدول في الطريق.

اسرائيل ترى في هذا الاتفاق "وضع قدم في باب" ادارة اوباما، التي ستكون مطالبة باحترام إرث سلفه. وزير الدفاع الامريكي بوب غيتس الذي سيبقى في منصبه بعد تبادل الرئيسين، شريك في الاتصالات على الاتفاق.

الاتفاق الاسرائيلي – الامريكي سيتشكل مدماكا في وقف نار مستقر، وعليه فواضح أن الادارة المنصرفة لن توقع عليه دون تعهد اسرائيلي مضاد بان النار ستتوقف بالفعل. يمكن ان نرى في هذه الخطوة محاولة من لفني لان توفر لاولمرت انجازا دبلوماسيا يستخدم كمسار خروج من العملية في غزة. المحادثات مع المصريين تحتاج الى زمن أطول وسيكون ممكنا مواصلتها بعد وقف النار ايضا.