خبر جريمة حرب حماس المزدوجة / معاريف

الساعة 10:42 ص|15 يناير 2009

بقلم: ايلان دارشوفيتس

        (المضمون: تريد حماس ان تقتل اكبر عدد من المواطنين الاسرائيليين وان تجعل اسرائيل في الوقت نفسه تقتل اكبر عدد من المواطنين الفلسطينيين لكي تحظى بعطف العالم - المصدر).

        ان وقف اطلاق نار مؤقتا في غزة، سيمكن حماس من ان تحصل على سلاح فتاك اخر، وتضمن ان تستطيع الاستمرار على تكتيك اطلاق الصواريخ على مواطنين اسرائيليين وان تستعمل المواطنين الفلسطينيين بمقابلة ذلك، دروعا بشرية.

        كان افضل مثل على تكتيك جريمة حرب حماس المزدوجة في الاسبوع الماضي، عندما نجحت في اطلاق صاروخ على مدينة تقع جنوبي تل ابيب وجرحت ولدا. في الوقت نفسه جعلت اسرائيل تهاجم مدرسة لمنظمة الغوث الدولية، اطلقت حماس منها صواريخها. بحسب صحيفة النيويورك تايمز، تحدث سكان الحي عن ان اثنين من محاربي حماس كانوا في المنطقة في ذلك الوقت وابلغ الجيش الاسرائيلي انهما قتلا.

        هذه هي استراتيجية حماس المزدوجة: ان تقتل وان تجرح اكبر عدد من المواطنين الاسرائيليين باطلاق الصواريخ على اهداف مدنية، وان تجعل اسرائيل بمقابلة ذلك تقتل اكبر عدد من المواطنين الفلسطينيين لكي تحظى بعطف العالم.

        يسلك قادة حماس على حسب شعار حسن نصر الله القائل "سننتصر لانهم يحبون الحياة ونحن نحب الموت". تصعب محاربة عدو يحب الموت في عالم يحب الحياة. يميل العالم الى التفكير الشعوري غير العقلاني عندما يظهرون له نساءا واولادا امواتا عرضتهم حماس للخطر على عمد. بدل السؤال من هو المذنب حقا في موت هؤلاء المواطنين، يلقي الناس المسؤولية على من اطلقوا القذائف الفتاكة.

        فكروا في وضع مشابه في ظروف اخرى: ساط مسلح يقتل عدة موظفات ويأخذ زبونا رهينة. يتابع الساطي قتل المواطنين مختبئا وراء الرهينة الذي هو درع بشرية. يطلق ضابط شرطة في محاولة لمنع متابعة القتل، النار على الساطي لكنه يقتل الرهينة خطأ. من هو المذنب في القتل؟ ليس هو ضابط الشرطة الذي اطلق الرصاصة القاتلة، بل الساطي الذي اطلق النار من وراء الدرع البشرية.

        يقرر القانون الدولي ان استعمال الدروع البشرية كما تفعل حماس جريمة حرب. وكذلك حقيقة ان حماس تطلق الصواريخ على اهداف مدنية اسرائيلية وهي الصواريخ المليئة بالكرات والشظايا التي ترمي الى قتل اكبر قدر ممكن من المواطنين، هي جريمة حرب.

        افضل برهان على استراتيجية حماس في محاولتها اثارة العطف، هو طريقة علاجها الصاروخ الذي اطلقته المنظمة قبل يوم من بدء هجوم اسرائيل الجوي، والذي سقط داخل القطاع وقتل بنتين. فرضت حماس رقابة على صور فيديو حادثتي الموت هاتين. بالرغم من انه قد صدرت تقارير مكتوبة، لم ير احد صور البنتين الفلسطينيتين لانهم قتلا بنار حماس. تعلم المنظمة ان الصور اقوى من الكلمات. وهذا هو السبب الذي يجعل اسرائيل – بالخطأ كما ارى – تمنع المراسلين الاجانب دخول مناطق القتال.

        في هذه المرحلة من المعركة، يجب على اسرائيل الاستمرار على محاولة وقف اطلاق صواريخ حماس، التي تعرض للخطر اكثر من مليون مواطن اسرائيلي. ويجب عليها ايضا ان تستمر على فعل كل شيء لمنع الضحايا من المواطنين الفلسطينيين، لا لان هذا هو الشيء الذي يصح فعله، بل لان كل قتيل فلسطيني هو في مصلحة قيادة حماس.

        سيكون يوم حماس السيء هو اليوم الذي لا تنجح فيه الصواريخ التي تطلقها في قتل مواطن اسرائيلي او جرحه ولا تقتل اسرائيل اي مواطن فلسطيني. الى هذا يجب ان تطمح اسرائيل والعالم. فحماس تعلم انه في اللحظة التي يقف فيها اطلاق الصواريخ على المواطنين الاسرائيليين وهي تستعمل المواطنين الفلسطينيين دروعا بشرية، ستقف اسرائيل عمليتها العسكرية في غزة. وهذه بالضبط هي النتيجة التي تريد حماس الامتناع منها.