لن تؤثر على العمل الميداني للمقاومة

تحليل محللون يوضحون أهداف الاحتلال من تحصين "حدود غزة" ويؤكدون فشلها

الساعة 07:14 م|18 ديسمبر 2018

فلسطين اليوم

أجمع محللون عسكريون وأمنيون، أن التحصينات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة ستفشل ولن يكون لها أي تأثير أو عائق أمام العمل الميداني لرجال المقاومة في استهداف الآليات العسكرية الإسرائيلي في أي اعتداء قادم على أبناء شعبنا في غزة.

ويرى المحللون لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المقاومة التي أبدعت في مواجهة الاحتلال بالتأكيد ستكون قادرة على إيجاد الوسائل والأدوات لمواجهة الاحتلال رغم كل التحصينات أو المحاولات الإسرائيلية لكبح جماح المقاومة.

وتوقع المحللون أن الهدف من تحصينات الاحتلال هو مساعدة الجنود لازالة الخوف والرعب الذي تركته عملية استهداف الباص في نفوسهم وقلوبهم ومحاولة الجيش لطمأنتهم للاقتراب إلى ساحة المعركة المتقدمة مع قطاع غزة.

وكانت مصادر صحفية "إسرائيلية" ذكرت الليلة الماضية أنه تقرر تحصين المناطق المكشوفة والحساسة في مناطق بغلاف غزة، كجزء من العبر المستخلصة بُعيد استهداف حافلة للجنود قبل أكثر من شهر شرق قطاع غزة.

وقالت القناة "العاشرة" العبرية: "إن قائد فرقة غزة "أليعيزر توليدانو" قرر تحصين المناطق المكشوفة لنيران القناصة والصواريخ من غزة عبر تشجيرها بالأشجار الحرجية وإقامة ألواح إسمنتية بارتفاع 3 أمتار"، مشيرةً إلى أن المخطط سيجري تطبيقه خلال الفترة القادمة.

وشهدت حدود قطاع غزة بتاريخ (13/11/2018) عملية بطولية للمقاومة باستهداف حافلة للجنود الإسرائيليين أسفرت عن إصابة جندي بجراح خطيرة واحتراق الحافلة المستهدفة بعد دقائق من ترجّل عشرات الجنود منها.

الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور إبراهيم حبيب يرى، أن محاولة الاحتلال الإسرائيلي لتحصين حدود قطاع غزة، تأتي في إطار استخلاص العبر من عمليات المقاومة التي أوجعت إسرائيل، خاصة التصعيد الأخير مع المقاومة في غزة والتي أدت إلى استقالة وزير الحرب افغدور ليبرمان.

وأشار د. حبيب لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن الهدف من محاولة تحصين الحدود هي إعادة الثقة ونزع الخوف من قلوب الجنود الإسرائيليين، بعدما استهدفت المقاومة الحالة النفسية للجنود من خلال استهدف الحافلة بصاروخ موجه.

وقال: "إسرائيل تحاول قدر الإمكان كبح جماح المقاومة ووقف قدراتها؛ لكن المقاومة علمتنا أنها قادرة على الابداع في اختراق كل التحصينات وأن لديها من الوسائل والأساليب ما يجعلها قادرة على تجاوز تحصينات الاحتلال".

وأضاف: "إن جيش الاحتلال يحاول قدر الإمكان أن يعيد الثقة في نفوس جنوده ليكونوا قادرين على أقل تقدير التواجد على حدود قطاع غزة"، لافتاً إلى أن إسرائيل لن تستطيع ترميم ثقة جنودها؛ لأن المقاومة تلعب منذ زمن على وتر الحالة النفسية للجنود.

وفيما يتعلق بما هو مطلوب من المقاومة قال: "المقاومة تعلم جيدا ماذا تريد؟ ولديها من الكفاءة والمهنية ومجاراة الأساليب الحديثة في الميدان ما يمكنها من تجاوز كل السدود التي يحاول الاحتلال تصحين نفسه خلفها".

وأوضح أن "العلم والبحث والقدرة على الاستمرار في التحدي هي من ستخلق وسائل جديدة لتجاوز هذه السدود الإسرائيلية".

ووافق اللواء المتقاعد والخبير العسكري واصف عريقات، في رؤيته الدكتور حبيب قائلاً: "إن التحصينات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة لن تؤثر ولن تكون مانع أو عائق أمام العمل الميداني للمقاومة".

وأوضح عريقات لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن التحصينات عبارة عن خطوة إسرائيلية في محاولة رفع معنويات الجنود وإخفاء إخفاقات الجيش في العدوان الأخير على قطاع غزة من خلال وجود تقصير هنا أو هناك.

وأشار إلى أنها خطوة تدلل على أن "إسرائيل" استفادة واستخلصت العبر من عملية خانيونس والعدوان الأخير على قطاع غزة الذي جوبها بمقاومة موحدة وبرد دقيق.

ولفت إلى أن العمل العسكري الإسرائيلي لا ينتهي، لكن المقاومة على الدوام تتطور في الجبهات كافة من خلال العمل العسكري والميداني والاستخباراتي.

فيما يرى الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن تحصين الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الحساسة والمكشوفة شرق قطاع غزة من صواريخ المقاومة هي محاولة للتمويه على حركته وتفادياً للصواريخ التي تطلقها المقاومة دفاعاً عن نفسها وأبناء شعبها.

وأكد الشرقاوي أن محاولة الاحتلال لتحصين الحدود ستفشل، ولن يكتب لها النجاح في التأثير على قوة المقاومة أو محاولة ردعها، مشيراً إلى أن محاولة الاحتلال هذه فشلت عام 1948 عندما حاول إخفاء المجازر التي ارتكبها ضد أبناء شعبنا من خلال زراعة الأشجار الحرجية في القرى المستهدفة.

وشدد على ضرورة أن تكون المقاومة يقظة وأن تجمع المعلومات المهمة عن الجدر حتى لا تتفاجأ، مبيناً أن الاحتلال الإسرائيلي ربما يضع خلف جدار الأسمنت الذي ينوي بنائه على حدود غزة مرابض مخفية للقبة الحديدة بهدف اصطياد صواريخ المقاومة، داعياً المقاومة إلى اليقظة وجمع المعلومات حول المنطقة بشكل دقيق.

ولفت إلى أن المقاومة هي عبارة عن إرادة للدفاع عن الروح والنفس ولا يمكن للاحتلال الإسرائيلي أن يمنعها في الدفاع عن نفسها وعن أبناء شعبها.