تقرير هدم منازل منفذي العمليات محاولات يائسة للضغط على المقاومة

فلسطين اليوم

تواصل سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، تطبيق سياستها بهدم منازل منفذي العمليات الفدائية، في محاولة منه لوأد فتيل العمليات ضد "إسرائيل" وردع الشبان الفلسطينيين عن مقاومة الاحتلال، ويسعى جاهداً في الوقت ذاته لطرد عائلات منفذي العمليات من أماكن سكناهم إلى أماكن أخرى.

وهدمت جرافات الاحتلال، فجر اليوم الاثنين، منزل الشهيد أشرف نعالوة في ضاحية شويكة شمال طولكرم، بعد يوم من هدم منزل آخر في مدينة رام الله.

الفصائل الفلسطينية، أكدت أن سياسة الاحتلال، بهدم منازل منفذي العمليات الفلسطينية تعكس حالة الافلاس الصهيوني التي يعيشها قادة الاحتلال، مشددين على أنه ذلك لن يكسر عزيمة الشعب الفلسطيني في تصديه للجرائم "الإسرائيلية".

"محاولة بائسة"

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن سياسة هدم بيوت المناضلين في الضفة جريمة وسلوك قديم جديد يمارسه الاحتلال بوحشية كنوع من العقاب الجماعي، مشددة على أنها محاولة بائسة من العدو للضغط على حواضن المقاومة الشعبية في الضفة المحتلة.

وأكد المتحدث باسم الحركة مصعب البريم، أن الإرهاب الصهيوني المتمثل بتدمير البيوت والتحضير لإبعاد عائلات المقاومين وإعدام الأسرى ميدانيا يعكس حالة القلق الذي يعيشه الكيان الصهيوني من تنامي المد المقاوم في الضفة.

وأشارت الحركة، إلى أن الثمن الذي يدفعه شعبنا على طريق الانتماء والنضال والتحرير هو مفخرة وصورة عز مشرقة تدفعنا لمواصلة المقاومة والثورة في وجه عدوان الاحتلال.

وأضافت: "المؤسسات الحقوقية والإنسانية أمام اختبار حقيقي في ظل استهداف العدو للقيم والحقوق السياسية والإنسانية للشعب الفلسطيني واستمرار العدو في عدوانه يعني حصوله على ضوء أخضر دولي واقليمي".

وطالبت، المجتمع الدولي الذ بأن يوقف عدوان الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا في الضفة، مبينة أن الهدوء الذي يطلبه المجتمع الدولي لن يكون أغلى من دماء شهدائنا و"لن نسمح بهدوء يدفع ثمنه شعبنا في أي من ساحات الوطن".

"سياسة فاشلة"

وقال مصدر مسئول في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، إن سياسة هدم منازل منفذي العمليات الفدائية التي تتبعها قوات الاحتلال ستفشل، وأن التلويح بإبعاد عائلات الشهداء لن يكسر عزيمة الشعب الفلسطيني.

وقال المصدر: ستفشل سياسة هدم الاحتلال لمنازل المجاهدين والتي كان آخرها منزل الشهيد أشرف نعالوة".

وشدّد على أن التلويح بإبعاد ذوي الفدائيين لن يكسر شعبنا، مذكرا بفشل سياسة إبعاد كوادر وقادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوب لبنان.

وثمّن المصدر، موقف السلطة الفلسطينية بإعادة بناء منازل الشهداء والأسرى التي يهدمها الاحتلال.

وأشار إلى أن سياسة الاعتقالات التي تنفذها سلطات الاحتلال ستؤجج الغضب الشعبي وستكون نتائجها عكسية على المحتل وعلى المستوطنين.

وأضاف: تصاعد الاٍرهاب الصهيوني بحق أبناء شعبنا لن يدفعنا نحو الاستسلام بل ستكون ردة الفعل الفلسطينية قوية وشديدة".

"قانون طرد عائلات منفذي العمليات"

وصادقت مساء أمس الأحد، لجنة حكومية إسرائيلية على مشروع قانون الذي تقدّم به حزب "البيت اليهودي" اليميني برئاسة وزير التعليم نفتالي بينيت والذي يستهدف طرد عائلات المقاومين الفلسطينيين إلى قطاع غزة أو خارج الأراضي المحتلة.

ويأتي مشروع القانون، خلافا لقرار المحكمة العليا الإسرائيلية التي حظرت على السلطات الإسرائيلية تهجير عائلات منفذي العمليات من أماكم إقامتهم؛ باعتبارها عقوبة غير مناسبة.

ويجيز مشروع القانون للجيش الإسرائيلي إبعاد عائلة كل من نفّذ أو حاول تنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية، في غضون أسبوع من تاريخها.

"إفلاس قادة الاحتلال"

من جانبها، قالت حركة "حماس"، إن ‏هدم قوات الاحتلال لمنازل منفذي العمليات البطولية والتهديد بإبعاد عائلاتهم يعكس حالة الافلاس الصهيوني والإحباط والعجز الذي يعيشه قادة الكيان

وأوضح المتحدث باسم حركة حماس الأستاذ عبد اللطيف القانوع، أن جرائم الاحتلال النكراء لن تنجح في ردع شباب الضفة الثائرين أو ثنيهم عن الاستمرار في مواجهة الاحتلال وجرائمه وستدفع شعبنا لمساندة أهليهم وذويهم.

"جمر من تحت الرماد"

وفي السياق، قالت حركة الأحرار الفلسطينية، إن تدمير الاحتلال لمنازل شعبنا في الضفة والتهديد بالإبعاد سياسة فاشلة لن تردع شعبنا أو تَفُضه من حول المقاومة.

وأضافت الأحرار في تصريح صحفي لها: "إذا اعتقد الاحتلال أن بتدميره لمنازل منفذي العمليات البطولية سيثني شعبنا عن التمسك بالمقاومة أو وقف العمليات فعليه التجهيز لهدم بيوت الضفة لأن القادم أعظم فهي جمر من تحت الرماد".

ودعت أبناء شعبنا في الضفة والقدس لتصعيد العمليات والمواجهة والاشتباك مع الاحتلال على كافة خطوط التماس والميادين لردعه ولجم عدوانه على شعبنا وممتلكاته.

"عقاب جماعي"

من جهتها، اعتبرت الحكومة الفلسطينية أن ما تفعله إسرائيل، من هدم المنازل الفلسطينية، يعدُ “عقابًا جماعيًّا مرفوضًا”، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل.

وقال المتحدث باسم الحكومة، يوسف المحمود: “ما أقدمت عليه قوات الاحتلال فجر اليوم في شويكة يقع في دائرة العقاب الجماعي والانتقام ضمن حملة التصعيد المسعورة التي تشنُّها قوات الاحتلال على شعبنا”.

وطالب المحمود، المجتمع الدولي بتفعيل قوانينه بوقف العدوان الاحتلالي، وتطبيق الشرائع الدولية التي تنص على انهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

"حملة وطنية"

على الصعيد ذاته، أطلقت حركة "فتح" إقليم نابلس، اليوم الاثنين، حملة وطنية لإعادة بناء منزل عائلة أبو حميد في مخيم الامعري برام الله، الذي هدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين.

وقال أمين سر حركة "فتح" في نابلس جهاد رمضان، إن هذه الحملة جاءت تأكيدا على تلاحم أبناء شعبنا ووقوفه في وجه سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن الحملة تضم عددا من المؤسسات والفعاليات في نابلس، في تعبير منها عن وحدة الصف والشراكة في الهم والمعاناة.

وشدد رمضان على التمسك بالثوابت الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدا صمود أبناء شعبنا وتمسكهم بأرضهم وحقوقهم غير القابلة للتصرف.

ويشار إلى أن قوات الاحتلال هدمت قبل يومين منزلا لعائلة أبو حميد في مخيم الأمعري برام الله، بحجة أن أحد أبناء العائلة أصاب جنديا إسرائيليا قرب مستوطنة أرئيل، بعد أن ضرب رأسه بصخرة.

وتنتهج حكومة الاحتلال سياسة هدم منازل منفذي العمليات الفدائية منذ سنوات، وشددت على هذا الأمر مؤخرا بعد تنفيذ سلسلة عمليات بالضفة الغربية أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجنود والمستوطنين.

جدير بالذكر، أنه بتاريخ 1/8/2002، أعلنت حكومة الاحتلال عن انتهاجها لسياسة هدم منازل ذوي فلسطينيين تدعي أنهم نفذوا، خططوا أو ساعدوا للقيام بأعمال ضد أهداف "إسرائيلية" في الأراضي المحتلة أو داخل "إسرائيل" كوسيلة من وسائل الردع في مواجهة الانتفاضة.