خبر غزة: المسعفون لا يتحركون إلا بتنسيق مع الصليب الأحمر ورغم ذلك تبقى الخطورة

الساعة 04:28 م|14 يناير 2009

فلسطين اليوم : غزة

باتت أعمال المسعفين الفلسطينيين اليومية محفوفة بالمخاطر فهم كبقية سكان غزة ليسوا بمأمن من القصف الإسرائيلي، لكنهم يصرون على مواصلة عملهم لإسعاف حياة المصابين.

ويجمع المسعفون الفلسطينيون على أن الطائرات الإسرائيلية لا تعير اهتماماً أين تلقي بقذائفها وعلى من تقذفها فهي -كما يقولون – "لا تفرق بين البيت والمؤسسة أو سيارة إسعاف أو أطفال ونساء من المدنيين".

وكان 12 مسعفاً استشهدوا وأصيب 23 آخرون منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية - قبل تسعة عشر يوماً الماضي- خلال تأديتهم لواجبهم المهني في مختلف مناطق قطاع غزة".

وقبل يومين، دمر الطيران الإسرائيلي أربع سيارات إسعاف بينما كانت تحاول نقل المصابين للمستشفى بالإضافة لتوقف عددٍ من سيارات الإسعاف عن العمل بسبب النقص الحاد في الوقود.

وتعمل في قطاع غزة 150 سيارة إسعاف وهي تعمل لوزارة الصحة وللهلال الأحمر الفلسطيني وللاتحادات الطبية ومعظمها مهدد بالتوقف عن العمل.

المسعف أبو فارس العكلوك الذي يعمل في لصالح منظمة الصليب الأحمر يقول: "لا يفرق الجيش الإسرائيلي بين مدني ومقاوم ولا حتى طواقم طبية .. أكثر من مرة استهدفنا بالقصف والقذائف المدفعية".

وأضاف: "سيارتي تعرضت لعدة شظايا حينما كنت أحاول إخلاء العديد من الجرحى في منطقة بيت لاهيا شمال القطاع .. غامرت بحياتي لأجل إنقاذهم .. حياتنا أصبح يهددها الخطر الشديد".

وتابع العكلوك: "أعمل في مهنتي منذ سنين ولم أشاهد مناظر فاجعة كالتي أشاهدها اليوم .. أطفال مقطعة وأشلاء متناثرة وجرحي محرقون ونساء مقطعة الأوصال .. أحياناً لا نستطيع لملمة أجزاء الجسد كي نضعها في سيارة الإسعاف".

وتقول منظمة الصليب الأحمر الدولي إنها اضطرت للحد من نشاطها في القطاع لأن "إسرائيل لم تقدم أي ضمانات بأن موظفيها لن يتم استهدفهم .. لكن هذا لم يمنع المسعفين الفلسطينيين ومن معهم من المتطوعين من مزاولة عملهم الذي يعتمد عليه الآلاف".

وتضيف: "هذه مخاطرة نقوم بها كل يوم .. سائقو سيارات الإسعاف والطواقم الطبية يدفعون حياتهم ثمناً لإجلاء المصابين فيما تقصف طائرات إف 16 المدنيين وترعب السكان". وتوضح: "يحول الجيش الإسرائيلي دون قيام رجال الإنقاذ بأعمالهم إذ منعهم في أكثر من مرة ولمدة أيام للوصول إلى المنكوبين".

وتطالب المنظمة "إسرائيل بتوفير أمن لسيارات الإسعاف حتى تتمكن من القيام بأكثر المهام إلحاحاً في هذه الأزمة وهي إنقاذ الأرواح".

ويؤكد مسعفون أنهم لا يستطيعون التحرك من مراكزهم إلا عندما "يقوم منسقو الصليب الأحمر الدولي بالاتصال بالجيش الإسرائيلي للسماح لسيارات الإسعاف بالوصول لإنقاذ جرحى لكن عادة ما يتأخر الرد ويكون الجرحى قد توفوا".