خبر إذاعة صوت القدس تحل بدلاً عن الجزيرة في غزة و الخبراء يشيدون بمهنية طاقمها

الساعة 12:54 م|14 يناير 2009

فلسطين اليوم : خاص (عوض أبو دقة)

في ظل التحليق المكثف والمتواصل لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق أجواء قطاع غزة الأمر الذي يعطل متابعة المواطنين للأخبار عبر الفضائيات نظراً لاعتماد "الريسيفرات" التي تستقبل إشارة الأقمار الصناعية على التقنية الرقمية هذا إن وجد التيار الكهربائي للمتابعة من أصله، بات المواطن الغزي يعتمد في معرفة ما يدور من حوله عبر الإذاعات.

 

فطوال اليوم يلزم الغزيون منازلهم وينكبون على سماع الإذاعات المحلية لمعرفة ما يجري حولهم من أحداث متلاحقة، فيما برزت تغطية إذاعة صوت القدس حيث بات المواطنون يطلقون عليها أسماء مختلفة منها "إذاعة الجماهير" و"إذاعة المقاومة" و "الجزيرة المحلية"، كنايةً عن التغطية التي تقوم بها والتي وتحاكي فيها قناة الجزيرة الفضائية.

 

هذا ولم يقتصر تواصل الإذاعة على الجمهور الداخلي وحده، وإنما مع فلسطينيي الشتات، حيث أكدت الفلسطينية التي تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية أماني نصري في اتصال هاتفي مع "فلسطين اليوم"، أنها تتواصل مع قطاع غزة عن طريق إذاعة صوت القدس عبر شبكة الإنترنت.

 

وقالت:" عندما تتوقف الإذاعة عن البث عبر الإنترنت ينتابني القلقُ والخوف، وأقوم على الفور بالاتصال بالإذاعة، وأطلب منهم إعادة تشغيل الإذاعة".

 

وأشادت نصري بالإذاعة والقائمين عليها والعاملين فيها على جهودهم التي يبذلوها في ظل الوضع المتردي بقطاع غزة بفعل الإرهاب الإسرائيلي ضدهم، وأكدت أن إذاعة القدس تمثل لها حلقة الوصل بالقطاع الحبيب.

 

إلى ذلك، أثنى خبراء إعلاميون وكتّاب ومراسلون صحفيون على الأداء المميز الذي تبذله إذاعة صوت القدس في غزة - التي تبث على الموجة المحلية 102.7FM  - في تغطية أحداث وتطورات العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم التاسع عشر على التوالي.

 

واعتبر أولئك الخبراء والصحفيون في أحاديث منفصلة مع "فلسطين اليوم" طاقم الإذاعة بالإضافة للطواقم الإعلامية الأخرى العاملة في غزة مقاتلين بامتياز ويستحقون كل تكريمٍ وتقدير.

 

فقد أشاد الخبير الإعلامي حسن الكاشف، بأداء إذاعة صوت القدس المهني في مواكبة وملاحقة الأحداث والتطورات المتتابعة بهدف إطلاع الجمهور عليها.

 

وبيّن الكاشف – الذي عمل لسنوات طويلة مراسلاً لإذاعة BBC البريطانية - أن إذاعة القدس نجحت في هذه الحرب المستعرة بأن تكون صوتاً للشعب والمقاومة في آنٍ واحد.

 

وقال بحق الإذاعة:" بأمانة مطلقة، ومن حكم متابعتي لشبكة الإذاعات المحلية، إذاعة القدس استطاعت أن تنتهج خطاً مهنياً عالياً وتُعبّر عن نهج المقاومة وتسهم في جسر هوة الفرقة الداخلية"، مشدداً على وصف كوادر الإذاعة بالأبطال.

 

من جانبه، قيّم الصحفي عماد عيد مراسل قناة المنار الفضائية ومدير مكتب وكالة معا الإخبارية في غزة، أداء إذاعة القدس بأنه درجة أولى.

 

وأشار عيد إلى أن تقييمه ذلك بني استناداً على معايير لعل أبرزها كما أشار اعتمادها على عددٍ كبير من المراسلين والمصادر الموثوقة في كافة أرجاء قطاع غزة، واتباع طاقمها لشروط المهنية.

 

وقال مراسل فضائية المنار:" إذاعة القدس استطاعت رغم الصعوبات والأزمة لاسيما الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي أن تواصل بثها وتتواصل مع المستمعين الأمر الذي أسهم في خلق رأي صائب ومستنير للجمهور حول ما يجري من أحداث".

 

من ناحيته، حيّا الصحفي سامي زيارة مراسل شبكة التلفزة الأمريكية abc، كافة العاملين في إذاعة القدس، الذين قال بحقهم:" إنهم يسعون جاهدين لنقل الحقيقة للجمهور دون كلل أو ملل حتى يكون هناك صورة واضحة لدى المواطن الفلسطيني".

 

وأضاف زيارة:" إذاعة القدس من الإذاعات الحيادية إلى حدٍ ما، ونقدر مجهودها الذي تقوم به لاسيما وأن هناك صعوبةً تواجه مراسليها لإحاطة المواطنين بكل ما هو جديد".

 

على صعيدٍ آخر، وصف الكاتب الصحفي طلال عوكل طاقم إذاعة القدس بأنهم مقاتلين بامتياز نظراً لتغطيتهم لضخامة الأحداث والقدرة على نقل الخبر والتغطية.

 

وقال:" بصراحة شديدة ولست أجامل .. من باب الانتماء للمهنية إذاعة القدس واحدة من الإذاعات القليلة التي تقدم خدمةً ممتازة وتفصيلية ووحدية، ومن ناحية أخرى تشكل مصدراً للمعلومات أكثر سرعةً من أي وسائل أخرى، وخاصةً وأن الطواقم الصحفية مثلهم مثل المقاتلين على الأرض".

 

واعتبر عوكل صحفيي إذاعة القدس بأنهم يلعبون دوراً بطولياً في هذه الفترة، مشدداً على ضرورة أن يستمر هذا الصوت في تقديم الرسالة الإعلامية، موضحاً في الوقت ذاته أن كوادرها "يستحقوق أوسمة على صدورهم كونهم يتحركون طوال الوقت ضمن دائرة الخطر".

 

في سياقٍ منفصل، رأى الصحفي المصري رضا الشاذلي مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن إذاعة القدس تلعب دوراً متميزاً في هذه الأوضاع، مؤكداً أنها تعتبر مصدراً مهماً جداً لجميع الصحفيين و الإعلاميين نظراً لاعتمادها على شبكة كبيرة من المراسلين المنتشرين في أرجاء مختلفة من قطاع غزة.

 

وبيّن أن أبرز العوامل التي تجعل الإعلاميين يعتمدون على إذاعة القدس كمصدر هو قدرتها على نقل التطورات بأسرع وقت ومن المكان الذي تقع فيه.

 

وقال الشاذلي:" المستمع للإذاعة يجد نفسه أمام شبكة تلفزيونية نظراً لدقة وصف مراسليها حيث أنهم ينقلون الحدث بصورة حيّة و يصفون أجواء العدوان بكل تفاصيله حتى أثناء إلقاء الطائرات الحربية حمم نيرانها المجرمة على المواطنين".