بالصور أصحاب البيوت المهدمة يعودون للمدارس: نريد العيش بكرامة ولا نهدف لتعطيل الدراسة 

لم تجد المواطنة (أم أحمد نصير) حلاً لمأساتها التي حلَت بها منذ توقف بدل الايجار الذي تدفعه "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا" لهم بعد تدمير منزلهم في حرب 2014 الأخيرة على قطاع غزة، سوى العودة للمدرسة كملجأ لها بعد فقدان الأمل في إيجاد حلول لأزمتها وعائلتها.

فأكثر من مئة عائلة، قررت اليوم السكن في إحدى مدارس جباليا شمال قطاع غزة، بعد فقدان الأمل لديهم بوجود حل لهم، حيث جرى طردهم من قبل أصحاب البيوت المستأجرة.

وقد بدأت قصتهم منذ حرب عام 2014، عندما اضطرت أكثر من 1600 عائلة للجوء للمدارس بعد هدم منازلهم، فاستأجرت "الأونروا" لهم بيوت كحل لأزمتهم، إلا أن الأزمة عادت بعد توقف الأونروا عن دفع بدل الإيجارات منذ 6 شهور.

لا نهدف لتعطيل الدراسة

 

نصير وهي أم لستة أطفال، تقول لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" خلال تواجدها في ساحة المدرسة برفقة العشرات من ذوي أصحاب البيوت المهدمة، أنها فقدت شقتها في أبراج الندى بعد قصفها خلال حرب 2014، حيث كانت قد اشترتها من خلال أحد البنوك، ومازالت تدفع أقساطها حتى اليوم.

اضطرت نصير للسكن في بيت للإيجار وفقاً لاتفاق مع الأونروا، إلا أنه بعد توقف بدل الايجار قام صاحب المنزل بطردهم، مما اضطرها للعيش حالياً في "بدروم" لدى بيت عائلة زوجها الأمر الذي يضيق سبل العيش عليها وأطفالها الستة.

وتشير نصير على أن لجوؤهم للمدرسة، ليس لإحداث ضجة أو لتعطيل المدارس ودراسة الطلاب، ولكن لفقدانهم الأمل في إيجاد حلول لأزمتهم، مضيفةً:" لا نطيق العيش بذل وإهانة من قبل أحد".

وطالبت، بضرورة إعادة إعمار منازلهم المدمرة بالأساس وليس العودة لايجارات المنازل هنا وهناك، وحل مشكلتهم بشكل متجذر.

 

مهددون بالطرد

المواطن أبو أمير لديه 4 أطفال، جاء بأولاده الثلاثة للمدرسة للبحث عن حلول لأزمتهم ولفت الأنظار إليهم، حيث قصف منزله في عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة، في حرب يوليو 2014.

يوضح أبو أمير لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن صاحب المنزل الذي استأجره بات يطالبه بمغادرة المنزل بعد توقف بدل الايجار للشهر السادس على التوالي، وهو يطالبه بالتوقيع على ورقة لضمان حقه، وهو مايرفضه.

وطالب، المسؤولين في الوكالة بالعمل على حل قضيتهم العاجلة التي باتت تهدد حياتهم، وأطفالهم وعوائلهم بعد توقف بدل الايجار، مؤكداً أن وجودهم في المدرسة للضغط على الجهات الرسمية ووضع حلول لها.

 

اعتصام مفتوح

محمد أبو شباب الناطق باسم العائلات المدمرة منازلهم عام 2014 أكد أن تواجد العائلات في المدرسة اليوم، هي أولى خطوات الاحتجاج على توقف بدل الايجار من قبل الوكالة لأصحاب البيوت المهدمة.

وأوضح في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن أكثر من 1600 عائلة من قطاع غزة من المدمرة منازلهم، فقدوا الحل لأزمتهم بعد توجيه مناشدات عديدة لأصحاب القرار في الوكالة، التي لم تقدم لهم أي حل في الأوفق.

وأضاف، أن الوكالة صمت آذانها عن أصحاب البيوت المهدمة، ولم تدفع لهم ايجار المنازل منذ 6 شهور، حيث تبلغ قيمة الإيجارات 300 ألف دولار.

وأشار إلى أن "الأونروا" لم تقدم لهم أي حل، مهدداً بالبقاء في المدارس لحين حل الأزمة، حيث ستكون البداية بالاعتصام المفتوح داخل ساحة المدرسة، ومنذ ثم الدخول في الصفوف المدرسية حتى حل الأزمة بشكل كامل.