خبر كيف نهزم حماس / هآرتس

الساعة 09:14 ص|14 يناير 2009

بقلم: عكيفا الدار

        (المضمون: يجب على اسرائيل ان تبرز دور ابي مازن وتعلي مكانته بحيث يبدو للفلسطينيين انه من جلب لهم الخلاص - المصدر).

        اعاد الاردن سفيره من تل ابيب، وامس اطلقوا النار منه على قوة لحرس الحدود، كانت تجري دورية شمال ايلات. ومن الحدود السورية اطلقت النار على قوة اسرائيلية واصابت صواريخ كاتيوشا اطلقت من لبنان قلب نهاريا. تركيا غاضبة، والسعودية تغلي وقطر تقاطع. والضفة الغربية – وهي اقرب جماعة الى مئات القتلى والاف الجرحى في قطاع غزة – تحتفظ بضبط النفس. بل ان شوارع القدس الشرقية واللد اكثر هياجا من ازقة جنين ورام الله. كادت قوات الامن الاسرائيلية، التي استعدت لامكان ان تنتشر المواجهة في جميع انحاء الاراضي المحتلة، كادت تبقى بلا عمل. فرجال شرطة السلطة الفلسطينية يؤدون العمل بدلا منها. والضباط الذين سخروا من اجهزة امن السلطة يمتدحون عملهم وتمسكهم بالمهمات.

        ان الهدوء في الضفة ينقض الزعم الذي يثيره معارضو معادلة الارض مقابل السلام، وفحواها ان الانسحاب من ضواحي نابلس سيفعل بكفار سابا ونتانيا ما يفعله الانفصال عن غزة بسديروت وبئر السبع. يمكن للفرق بين الهدوء في الضفة والحرب في غزة ان يبرهن فقط على ان الهروب من الارض بلا اتفاق وفرض حصار على مليون ونصف من الناس عمل غبي، لا توجد اية صلة بينه وبين تسوية سلمية وترتيبات امنية. ان الحرب القاسية التي تجريها اسرائيل في غزة على حماس هي اصعب امتحان واجه قيادة السلطة في رام الله منذ نشوب الانتفاضة الثانية.

        ركب ياسر عرفات الاحتجاج الشعبي الذي نشب بعقب اخفاق قمة كامب ديفيد وزيارة اريئيل شارون للحرم القدسي، وساعد اولئك الذين ارادوا سلب معسكره مكانة "الشريك". كفى محمود عباس الاحتجاج في الضفة بعقب القصف الثقيل لغزة، واثبت حتى اليوم انه يستحق حقا هذه المكانة. ان اعلان حماس بان مدة ولاية ابي مازن رئاسة فلسطين قد انقضت في يوم الجمعة الماضي، لم يؤثر حتى الان في سكان الضفة. بازاء الضربات التي تقع بقطاع غزة منذ فوز حماس في الانتخابات للمجلس التشريعي في كانون الثاني 2006 ،لا يشتاقون الى رؤية اسماعيل هنية في المقاطعة في رام الله.

        كم من الوقت سيظل ابو مازن يقوم من اجلنا بالعمل الاسود؟ الى متى سيوافق رجال شرطته على التعاون مع سلطات الاحتلال؟ ان عملية "الرصاص المسكوب" تمنح ورثة شارون فرصة نادرة لجمع الشظايا التي خلفها بطلهم وراءه. هذا وقت تصحيح الاخطاء التي ادت الى فوز حماس في الانتخابات وجلبت كارثة على اولاد النقب وغزة. لن تعود فتح الى غزة راكبة دبابات اسرائيلية دمرت احياءها. يجب ان تعود فتح الى هناك فوق رافعات البناء التي ستعيد بناء انقاضها. ينبغي ان نضمن ان تقود السلطة الفلسطينية هذا الاجراء قبل ان يحول الايرانيون المليارات الى حماس، كما فعلوا في لبنان بعد الحرب على حزب الله. قال رئيس الحكومة الفلسطيني سلام فياض اول من امس انه قد توجه بهذا الشأن الى دول عربية والى جهات دولية.

        هذا وقت ان نطلب الى المصريين منح ابي مازن دورا رئيسا في الاتصالات لوقف اطلاق النار في قطاع غزة وفتح المعابر. اذا اتى ابو مازن سكانها البؤساء ببشرى التهدئة فسيربح عالمه عندهم. لا تستطيع وزيرة الخارجية، وهي نصيرة كبيرة (ينبغي ان نقول في الماضي) لاحادية الطرف، ان تعلن من الذي هي غير مستعدة لمحادثته في مستقبل غزة. لتبدأ الحديث الى من هي مستعدة للحديث معه. لا يوجد لنصف مقالتها الايجابية امس "نحن نجري حوارا ازاء المعتدلين ونستعمل القوة ازاء المتطرفين" اي تغطية في الواقع. ان سنة من الحوار برئاستها في التسوية الدائمة لم يقدمنا شيئا نحو اتفاق. هذا وقت ان نبرهن للناخب الفلسطيني على ان الطريقة لاخراج اسرائيل من المناطق ليست تبادل النار الذي يكون ضحاياه مواطنين بل تبادل الكلام بين القادة. وهذا وقت ان نري الناخب الاسرائيلي انه يوجد شريك فلسطيني ثقة في تقسيم البلاد. كل نتيجة اخرى لـ "الرصاص المسكوب" ستكون انتصارا كاسحا لحماس.