خبر طبيب نرويجي في مشفى الشفاء: إسرائيل ترتكب مجازر حرب في غزة

الساعة 07:34 ص|14 يناير 2009

فلسطين اليوم – الشرق الأوسط

 في الوقت الذي أبدى فيه الجرحى ومرافقوهم رضاهم التام عن أداء الطواقم الطبية الفلسطينية في ظل حالة الطوارئ التي تعيشها المستشفيات، فان عدد الجرحى بارتفاع مستمر، بفعل استمرار العدوان الاسرائيلي للاسبوع الثالث على التوالي، تعاني مشافي غزة أزمة في المستلزمات الطبية خاصة ألاجهزة الضرورية لتشخيص حالة المصابين في أقسام الاستقبال، والأدوية الضرورية، بالإضافة إلى الوقود والكهرباء وحتى المواد الغذائية. وقال مدير مستشفى الشهيد كمال عدوان شمال قطاع غزة الدكتور بسام أبو وردة لـ«الشرق الأوسط» إن استمرار أزمة الوقود في القطاع سيعطل في النهاية واذا ما استمر العدوان سيارات الإسعاف هذا أولا. وثانيا ستتأثر المولدات الكهربائية التي تعتمد عليها المستشفيات بشكل أساسي مع انقطاع التيار الكهربائي. وتحدث ابو وردة عن وجود نقص في الدعم اللوجستي من أغطية وفرشات لراحة الأطباء، وكذلك الأقمشة لتغطية الشهداء، فيما سبب نقص غاز الطهي بمشكلة في إعداد الطعام للعاملين في المستشفى والمرضى.

 

وأضاف الدكتور ابو وردة أن من المشاكل الكبيرة التي تواجه الطواقم الطبية هو الاتصال بينها، بفعل تدمير شبكات الاتصال جراء العدوان. وقال إن نحو 250 عاملاً في المستشفى يعملون في الدوام الواحد، بينهم ثلاثون طبيباً. وطالب بالسماح للمساعدات الانسانية والطبية بالوصول بالقدر الكافي لحجم المصيبة التي يعيشها قطاع غزة.

 

وأشار أبو وردة إلى تعطل أجهزة ضرورية بسبب عدم وجود قطع غيار، وتحديداً في قسم المختبر، والى نقص في الأسَِرة، والطواقم الطبية من تخصص الجراحة والعظام، رغم وجود الأطباء لكنهم لا يستطيعون الوصول للمستشفى بفعل العدوان.

 

وحول آلية التعامل الكبير مع الجرحى قال الدكتور أبو وردة: «يتم تصنيف الجرحى لثلاث حالات وهي الحالات البسيطة، والحالات الحرجة، والحالات الميؤوس منها»، موضحا أن الظروف الطارئة هي التي تجبرنا على التعامل بذلك. وأضاف أنه في الوقت الطبيعي يتم التعامل مع أي شخص يتعرض لقصف او اطلاق نار بصورة مختلفة تماماً، فيتم تقديم فحص شامل له خوفاً من ان يكون مصاباً بنزيف داخلي، وهو الأخطر لانه قد يؤدي الى الوفاة إذا ما تم اكتشافه بسرعة.

 

وفي مستشفى الشفاء الرئيسي اكد الدكتور حسن خلف وكيل مساعد وزارة الصحة في الحكومة المقالة لـ«الشرق الأوسط»، وجود أزمة في مشافي القطاع منذ 21 شهراً، وان هذه الأزمة وصلت ذروتها مع العدوان المستمر، مشيراً الى ان هناك معيقات كبيرة يعاني منها القطاع الصحي من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وتعطيل عدد كبير من الأجهزة الطبية، إضافة إلى العمل المستمر على المولدات الكهربائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وكذلك تقطيع أوصال القطاع وصعوبة التنقل للطواقم الطبية والمرضى، يضاف الى ذلك الاستهداف المباشر لهذه الطواقم وسيارات الاسعاف اذ بلغت الخسائر في صفوف المسعفين اكثر من 13 قتيلا وفي صفوف اثنين يضاف الى ذلك العديد من سيارات الاسعاف. وفي ما يتعلق بالمساعدات الطبية العربية قال الدكتور خلف: «رغم اهميتها في التخفيف من الأزمة لكنها غير كافية».

 

وقال الطبيب النرويجي ماس جلبروت لـ«الشرق الأوسط» الذي وصل لغزة منذ بدء العدوان، «جئنا بدافع منفرد لأننا نعلم أن إسرائيل ترتكب مجازر حرب وتجعل من المدنيين وقوداً لنارها»، واصفاً ما يجري في غزة بحرب الابادة. واعرب عن أسفه للاستهداف المباشر للمدنيين وخصوصاً الأطفال والنساء. وأكد جلبروت ان اسرائيل تستهدف بشكل مباشر الاطفال والنساء والشيوخ، معرباً عن أسفه لسقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين العزل.

 

وأوضح الطبيب النرويجي أن الجيش الاسرائيلي يستخدم سلاحاً غير معروف اسمه «دي آي أم آي». وأكد أنه عاين في إطار عمله على منذ وصوله لمستشفى الشفاء بمدينة غزة، إصابات تشير إلى احتمال استخدام قذائف «دي آي ام أي» بنسبة كبيرة.

 

من جهة أخرى عبر أهالي الجرحى في مستشفيي «كمال عدوان» شمال القطاع و«الشفاء» بغزة، عن رضاهم التام عن أداء الطواقم الطبية، وقال المواطن جبريل جنيد 34 لـ«الشرق الأوسط» الذي يرقد أمام غرفة العناية المركزة ينتظر شقيقه الذي أصيب بصاروخ إسرائيلي، ان الأطباء يعملون كل ما بوسعهم لمساعدة الجرحى رغم الضغوط التي يعيشونها، وتكدس المواطنين في المستشفى، مضيفاً أنهم يبدون استعدادهم لمتابعة الجريح حتى آخر لحظة.

 

وأضاف أنه في كثير من الأحيان يساعد الممرضون الجريح في أمور غير مطلوبة منهم كالغسيل وتغيير الملابس وغيرها.

 

وأكد الجريح جلال عفانة 23 عاماً لـ«الشرق الأوسط» الذي يرقد في قسم الجراحة بمستشفى كمال عدوان شمال القطاع، أن الأطباء والممرضين يتعاملون بأفضل معاملة ممكنة. وقال إنهم يقفون إلى جانبي في ظل غياب أهلي المحاصرين. وعن كيفية إصابته قال: «كنت اقود السيارة بالقرب من مدينة الشيخ زايد شمال القطاع، فجأة سمعت صوت صاروخ في المكان وذهبت باتجاهه لنقل المصابين وعند وصولي تم استهداف السيارة بصاروخ استطلاع من الخلف».