خبر الطيران الإسرائيلي يخترق أجواء مصر مجدداً خلال جولة لجمال مبارك

الساعة 07:17 ص|14 يناير 2009

فلسطين اليوم - وكالات

قال شهود عيان إنّ عدة مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف 16" وطائرات استطلاع تابعة للطيران الحربي الإسرائيلي، اخترقت المجال الجوي المصري مساء الثلاثاء، وذلك للمرة الثانية، اثناء قصفها للمناطق الحدودية في منطقة رفح. وقد جرى هذا الانتهاك بينما كان وفد من الحزب الوطني الحاكم في مصر، يزور المدينة برئاسة صفوت الشريف أمين عام الحزب وجمال مبارك نجل الرئيس المصري.

 

وقالت مصادر أمنية فى معبر رفح، إنّ هذا الانتهاك للأجواء المصرية ليس الأول من نوعه، وأنّ قوات حفظ السلام فى المنطقة قد سجّلت الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الجانب المصري منذ بدء العدوان على غزة، حسبما ذكر موقع "مصراوي". فقد سبق وأن خرقت الطائرات الإسرائيلية الأجواء المصرية يوم الأحد الماضي، كما نتج عن الضربات الاسرائيلية إصابة ثلاثة ضباط وطفلين، فضلا عن تهدم مئذنة مسجد، وتضرر عدة مبانٍ على الجانب المصري.

 

الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق مصر على ارتفاع منخفض

 

وقال شهود عيان قرب معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، إنهم رأوا الطائرات الإسرائيلية تحلق مرات عديدة، وعلى مستوى منخفض "لدرجة أنه كان واضحاً أنها تطير فوق الأراضي المصرية"، وفق تأكيدهم.

 

وقد روى أعضاء قياديون في الحزب الحاكم لبرنامج "البيت بيتك" مساء الثلاثاء، أنّ المبني الذي كانوا يجتمعون فيه كان يهتزّ بفعل الضربات الإسرائيلية على الحدود، وأنّ هذه الضربات أثارت الذعر لدة بعضهم، مشفقين على المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الضربات الفعلية منذ ثمانية عشر يوماً.

 

جمال مبارك في موقع الانتهاك الإسرائيلي

 

وفي كلمته أمام فرع الحزب الوطني في مدينة رفح المصرية بالقرب من الخط الحدودي؛ قال جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، في معرض تعليقه على العدوان الإسرائيلي على غزة، إنّ "قنابل إسرائيل لن ترهبنا ولن ترهب أهل فلسطين‏"،‏ مشيراً إلى أنه "لا أمن لإسرائيل إلاّ بالإنسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية".

 

وكان السفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين، قد قدم اعتذاراً رسمياً يوم الاثنين، لإصابة خمسة مصريين في قصف إسرائيلي على المنطقة الحدودية مع قطاع غزة يوم الأحد. وجاء الاعتذار الإسرائيلي فيما أعلن مصدر أمني مصري أنّ صاروخاً إسرائيلياً سقط الاثنين في الجانب المصري من الحدود، لكنه لم ينفجر، وإلاّ لكان قد تسبب ربما بكارثة.

 

وكان ثلاثة من رجال الشرطة المصريين وطفلان في الثانية والخامسة من عمريهما، أصيبوا الأحد بشظايا صواريخ بالقرب من الحدود بين مصر وغزة، إثر قصف اسرائيلي استهدف منطقة الأنفاق.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، إنّ "السفير الإسرائيلي بادر بهذا التحرك بتعليمات من حكومته، حيث أعرب للجانب المصري عن اعتذار الحكومة الإسرائيلية عن ذلك، موضحاً أنّ هذا القصف كان المقصود به بعض أهداف عسكرية على الجانب الفلسطيني"، وأضاف أنّ السفير الإسرائيلي قدّم كذلك اعتذار حكومته عمّا حدث من تداعيات على الجانب المصري.

 

ردود فعل غاضبة

 

وسبق أن حلّقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد فوق الأراضي المصرية، في أثناء غاراتها المتتالية على مدينة رفح الفلسطينية على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وفق شهود عيان. وقد أثار ذلك الانتهاك غضب نواب جماعة الإخوان المسلمين في البرلمان المصري، الذين طالبوا الحكومة بالردّ على هذا الخرق وعلى إصابة مصريين وهدم مبان مصرية.

 

وبدوره؛ انتقد الكاتب فهمي هويدي "التساهل" الرسمي المصري مع الاعتداءات الإسرائيلية ووصف نيرانها التي أصابت مصريين بأنها في عرف الحكومة "نيران صديقة"، مقابل هجومها الإعلامي العنيف على حركة "حماس" عقب مقتل ضابط مصري عبر الحدود في تبادل لإطلاق النار مع شبان فلسطينيين حانقين.

 

وبمقتضى معاهدة "كامب ديفيد" للسلام الموقعة بين الجانبين المصري والإسرائيلي سنة 1979؛ فإنّ للجانب الإسرائيلي الحق في تحليق طائرات قتالية حتى الحدود الدولية، بينما لا يمكن للطائرات القتالية المصرية التحليق شرقي منطقة تغطي بالكاد الثلث الغربي من شبه جزيرة سيناء المصرية.