عبر محللون سياسيون عن خشيتهم من تأييد عدد كبير من الدول الأوروبية للقرار الامريكي في الأمم المتحدة لإدانة حركتي حماس والجهاد الإسلامي؛ خاصة مع تأييد 87 دولة للمشروع الأمريكي مقابل 57 ضد و30 امتنعوا من التصويت.
وأكد المحللون في تعليقات لهم عبر صفحاتهم الشخصية في الفيسبوك، أن المطلوب اليوم هو تفعيل دور الدبلوماسية الفلسطينية والعمل على معالجة وترميم علاقاتنا الدولية، حتى لا نخسر الجولات القادمة في الأمم المتحدة.
وطالب المحللون حركتي فتح وحماس للإسراع بإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية خاصة أن الانقسام كان سبباً كبيراً في تأييد أغلب الدول الأوروبية للقرار الأمريكي.
الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري قال:" صحيح أن القرار الأمريكي سقط لعدم حصوله على ثلثي الأصوات؛ لكنه حصل على ٨٧ صوتا مع و٥٧ ضد، و٣٣ ممتنعا أي حصل على أصوات كما ونوعا مفترض أن تشعل كل الأضواء الحمراء، والشروع في البحث لماذا حصل ذلك؟ ما الأسباب؟ ومن المسؤول؟ وكيف الحفاظ على الدعم الدولي وتطويره؟
وأضاف المصري في تعليق عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك: "الوحدة الفلسطينية التي تجلت بوضوح ضد إدانة المقاومة في الأمم المتحدة من المفترض أن تشكل فرصة لفتح وحماس لمراجعة مواقفهما وعمل كل ما يلزم لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة قبل الندم ساعة لا ينفع الندم".
فيما قال الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا: "إن فشل الولايات المتحدة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي في تمرير مشروع قرار يدين حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية يعطي شعبنا قوة إضافية تجاه تعزيز العمل المشترك والمسارعة لإعادة بناء نظام سياسي قائم على مقاومة الاحتلال وليس التصالح معه.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: "إن أمريكا فشلت في تمرير القرار؛ لكن نجحت في طرح القضية والحصول على دعم كبير من الأصوات مقارنة بالدعم المقدم للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة".
وأوضح القرا أن "إسرائيل" فشلت في الحصول على ثلثي الأصوات؛ لكنها نجحت في الأغلبية 50+1، وهي تعد فرصة لطرح وجهة نظرها، إلا أنه أشار إلى أننا كسبنا جولة، والأهم أن نعيد ترميم علاقاتنا الدولية، حتى لا نخسر غيرها".
وقال: "حماس نجحت في الإفلات من القرار، لكن لديها الكثير لتفعله في علاقاتها الخارجية، فمن صوّت لم يصوت لحماس والمقاومة، بل صوت لصالح القضية الفلسطينية وليس المقاومة".
أما الباحث في العلوم السياسية خالد النجار، أكد أن التحول الخطير لدول العالم يُعد ضربة قاسية في خاصرة القضية الفلسطينية رغم فشل القرار.
وبين النجار أن 87 دولة أعطت ولاءها لأمريكا وحلفائها من قوى الشر العالمية، والعداء العنصري والعقدي لحماس والكل الفلسطيني، يقابلها 57 دولة فقط تصدوا للمشروع الأمريكي.
وأوضح أن الغالبية العظمى هيمنت على الحق الفلسطيني، وساندت القرار بعفويتها وجهلها أمام دبلوماسية حماس المنحسرة بين دول ومنظمات محدودة، والتي لا تكاد أن تتخطى شمال إفريقيا وبعض الأطراف الخليجية وبعض الدول الإسلامية في آسيا.
ولفت النجار إلى أن باقي الأعضاء الذين صوتوا ضد القرار جمعتهم مصالح العداء لأمريكا وحلفائها في المنطقة.
أما المحلل المالي رامي عبده (رئيس المرصد الأورومتوسطي سابقًا) قال: "إن خارطة التصويت في الجمعية العامة مرعبة"، وهي "حصاد مُرّ لزرع بائس" (في إشارة إلى ضعف الدبلوماسية الفلسطينية).
وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم في مقالة له بعنوان: "لماذا التراجع في الأمم المتحدة؟: "صحيح فشلت الولايات المتحدة الأميركية، في تمرير مقترح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يدين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولكنه في ميزان "إسرائيل" نجاح ويعبر عن تراجع في مواقف كثير من الدول التي كانت تساند وتقف مع الحق الفلسطيني، ودليل عجز ليس الدبلوماسية الفلسطينية إنما شيخوخة النظام السياسي الفلسطيني وعدم قدرته على النظر ما يجري حوله من تحولات في مواقف دول عربية وروسيا والهند والصين وافريقيا والبرازيل، حيث حصل القرار على موافقة 87 دولة واعتراض 57 وامتناع 33، بينما كان يحتاج لأغلبية الثلثين للمصادقة عليه".
وأضاف: "في لعبة الارضاءات والتكتيكات في الأمم المتحدة وردا على مشروع القرار الأمريكي، تقدم الاوروبيين بمشروع قرار مضاد وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، لصالح المشروع الذي قدمته إيرلندا لإدانة حركة حماس ونبذ العنف ضد المشروع الأمريكي وكان التصويت 156 لصالح فلسطين،6 أصوات معارضة، 12 ممتنع وحمل اسم "سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط".
وتابع قوله: "المشروع الاوروبي تحصيل حاصل وهو تكتيك وما تسمح به إجراءات الجمعية العامة ويتم إضافة تعديلات أو اقتراحات على أي مشاريع قرار يتم طرحها للتصويت خلال الجلسة. وتتيح التعديلات التي تحولت إلى مشروع قرار، للدول التي تعتزم التصويت لصالح القرار الأميركي أو الامتناع عن التصويت، كنوع من الموافقة الصامتة، تبرير موقفها، في محاولة لإرضاء الطرفين.
وأشار الكاتب إلى وجود شعور بالخيبة والاحباط والهزيمة يحول الانجازات البسيطة إلى انتصارات كبرى، ومع ذلك يثار جدل في الساحة الفلسطينية حول فشل القرار الامريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وأمضى يقول: "يتفاخر فريق من الفلسطينيين بانه استطاع افشال القرار، وانه انتصار لدبلوماسية الشرعية الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس، ويطالب هذا الفريق حركة حماس بتقديم الشكر له على هذا الإنجاز".
بينما علق الكاتب والمحلل السياسي عاهد فروانة بالقول: "المقلق في التصويت الاخير على قرار ادانة المقاومة الفلسطينية هو أن دول الاتحاد الاوروبي صوتت لصالح القرار مع عدد من الدول الافريقية وهذا يعطينا مؤشر خطير على ضرورة العمل بجهد أكبر من أجل اعادة هذه الدول للتصويت لصالحنا".
وتوقع فروانة أن التلاعب الذي قامت به الولايات المتحدة في صيغة القرار من خلال اضافة بنود تتعلق بعملية السلام وقرارات الشرعية الدولية الى جانب الحديث عن المصالحة الفلسطينية قد ساهم في جلب تأييد أكبر له، الا ان ذلك لا ينبغي ان يجعلنا نتراخى خاصة بعد افشال هذا القرار".
وأضاف: "لا شك أن القيادة والدبلوماسية الفلسطينية نجحت في عدم تمرير هذا القرار الخطير وهذا يحسب لها ولكن امامها عمل كبير من اجل استعادة هذه الكتلة التصويتية الكبيرة حتى لا تتسرب من بين ايدينا كما يحاول ترامب ونتنياهو عمله، وهذا يتطلب تحقيق الوحدة والمصالحة حتى لا ندع مبررا لمن يحاولون اللعب على هذا الوتر الخطير".
وكانت الولايات المتحدة الاميركية فشلت مساء الخميس في تمرير قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين المقاومة الفلسطينية.
ولم يتم اعتماد مشروع القرار الأميركي لعدم حيازته على أغلبية ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة وكانت المجموعة العربية في الأمم المتحدة قد دعت إلى التصويت ضد مشروع القرار الأميركي.