هذا ما يريده الشعب.. هآرتس

الساعة 01:36 م|06 ديسمبر 2018

بقلم

(ما يكرهه الشعب في نتنياهو هو صفاته الشخصية. وما قام به من فساد ليس هو ما يريده الشعب).

بنيامين نتنياهو ليس رئيس حكومة سيء، المتظاهرون ضده لا ينادون "خبز وعمل". وضعنا الاقتصادي جيد، وضعنا السياسي والامني ليس اسوأ مما كان في عهد أسلافه. وضعنا لا يختلف عن الوضع الذي كان في ظل حكم آخرين، ولن يكون مختلفا في ظل جدعون ساعر أو ميري ريغف أو غيرهما. فلماذا لا يحبونه؟ لا يحبونه لأنه شخص سيء.

شخصية رئيس الحكومة هي جزء لا يتجزأ من منصبه. وشخصية نتنياهو هي جزء لا يحتمل من وظيفته. القعقعة غير المتوقفة واخراج الفقاعات والهمس الظالم الذي يصدر عنه. غير محتملة هي شخصيته الجشعة، إبنه المضروب، إبن عمه المحتال واصدقاءه اصحاب المليارات. مثل صوت الحفارة الذي يميزونه فقط بعد توقفه، كتب عاموس عوز عن فترة من فترات حكمه.

شخصيته بائسة اكثر مما هي مثيرة الغضب. من المحزن الانشغال بالزجاجات، ومن المحزن موضوع السيجار. ضعوا جانبا الشمبانيا والمجوهرات وستحصلون على مبلغ لا يزيد عن بضعة آلاف من الدولارات (هذا مبلغ صغير جدا) حسب قوله. بائس هو من تفاخر فقط بأنه قام بالعمل الذي كان يجب عليه القيام به.

لا فكرة لدينا عما يساويه العمل الذي يقوم به، لدينا فكرة كم تساوي بوظة الفستق التي يأكلها. متعته بالشيكل تستحضر لدينا الحديقة البدائية، التي تحذر كل اسرائيلي من الاستغلال، ما هذا الغباء، "نشر مؤيد في واللاه؟". ما معنى الانشغال بالاثاث، بطائرة الرئاسة والقصر الخاص؟ لماذا ندفع عن ذلك؟ ماذا يظننا؟ هل نحن رعايا قيصر روماني؟.

ذات مرة اعتقدت أنه يقف وراء نتنياهو المتكبر مع السيجار، شخص ساخر يستخف بمؤيديه ويسمعهم ما يريدون سماعه، لقد اعتقدت أن اللحظات المحببة لديه جدا هي التي يتقاسمها مع بني تسيفر، في محادثة هادئة عن فكر روعي حسن. لقد اعتقدت أنه يفضلهم على البيادق المؤلمة والمهزومة التي تضربه في مركز الليكود.

لقد كنت مخطئا. عندما سمعت خطابه في كفار همكابياه، وهو الخطاب المعرق والمتملق واليائس، فهمت أن هذا هو الرجل. وأنه وراء نتنياهو الذي يحب المتعة والطماع والمناور يقف الطفل الذي لم يسمح بالنسخ عنه، الجندي الذي قضم البسكويت في الظلام، السياسي الذي يرمي اصدقاءه مثلما يرمي الجوارب من اجل الغسيل. لطفل مرفوض مثله هناك مشكلة واحدة في الحياة: أحبوني. أحبوني في "واللاه". أحبوني في هآرتس، أحبوني في مركز الليكود، أحبوني في الامم المتحدة. أحبوه. وعن محبة كهذه هو مستعد أن يدفع. أن يدفع لكل من سيحبه، من شاؤول الوفيتش وحتى دافيد بيتان.

ولكن ايضا محبة بيتان لها حدود. كلما سمعنا "لن يكون شيء لأنه لا يوجد شيء" اعتقدنا أنه ربما يعرف شيء نحن لا نعرفه. ولكن عندما بدأ بـ "أهدرتم دمي"، هذا ظهر كأمر معروف جدا. لأن هذا سمعناه آلاف المرات. لدى الدخول الى المحاكمة وعند الخروج منها. من "حاكوا لي قضية" وحتى "موكلي يتعاون مع محققيه وأنا اثق بأنه سيطلق سراحه هذا المساء".

هذا سنسمعه فقط اذا توصل افيحاي مندلبليت الذي سيكسر الرقم العالمي في الزحف الهاديء للخلف، الى قرار. حتى ذلك الحين، أي ولا في يوم من الايام، سيدور المتهم مع تهمة الرشوة مثلما مع شيء سيء التصق بحذائه. فكروا في هذا، ليس من السهل التجول في اماكن معينة مع شيء سيء التصق بالحذاء، وأنا لا اتحدث عنا، حيث أننا على شيء سيء معتادون. أنا أتحدث عن ميكرون وميركل وحتى عن ترامب. اجل، سيصافحونه، سيتحدثون عن ايران ولكن ليس من مسافة قصيرة جدا. بحذر واصبع تحت الانف.

ولكن اليس هذا ما يريده الشعب؟ سألت شكيد. اجل هو ايضا يريد أن يزيلوا عنه اللجام، وأن يقيلوا كل المدعين العامين وأن يستبدلوا القضاة وأن يلغوا كل القوانين. أخيرا تعلم الشعب كيف يستخدمون الديمقراطية من اجل تفكيكها.

صحيح، هذا ما يريده الشعب. بسبب "الرشوة" الامر لا يستحق اقصاء رئيس حكومة حارب من اجله ضد كل ما هو مكروه لديه: ضد النخب وضد الشرطة وضد الاعلام وضد مباي. واذا كان هذا لا يستحق ثلاث غواصات فأنا حينها حقا لا اعرف ماذا يعني يستحق.