"هذه المرأة التي قادتني للنجاح"

بالصور "ابن البلد" و"مخترع العرب" يكشف 3 أسرار قادته للتفوق ومداواة آلام البشرية

الساعة 06:15 م|02 ديسمبر 2018

فلسطين اليوم

خمس سنوات قضاها الدكتور المخترع وليد البنا في البحث العملي والطبي من أجل الوصول إلى نظارة ذكية تستطيع بوقت قصير التعرف على أسباب الجلطات الدماغية، وتقديم العلاج اللازم للمرضى قبل فوات الأوان.

الدكتور الفلسطيني وليد البنا (35 عاماً) استشاري جراحة المخ والأعصاب في ألمانيا، حصل على لقب نجوم العرب بالمرتبة الأولى عن اختراعه (نظارات تحليل شبكية العين لصحة الدماغ) والذي يهدف لحماية المرضى من مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية المتكررة.

"التحدي والإصرار والعزيمة وعدم الاستسلام" عناوين كبيرة وضعها الدكتور البنا صوب عينيه ليتخطى بها كل الصعاب ويحقق أهدافه في الحياة ويرفع اسم بلاده عالياً بين الأمم المتقدمة.

لم يحصل البنا على لقب مخترع العرب فقط بل نال الكثير من الجوائز عن بحوثه العلمية، ففي عام 2017 حصل على جائزة أفضل بحث علمي في مجال غرف الإنعاش والأمراض العصبية، فمن هو وليد؟ وماذا نعرف عنه؟.

 

من هو وليد البنا

ولد الدكتور وليد مفيد البنا في مدينة غزة، وأنهى دراسة الثانوية العامة في مدرسة خليل الوزير بالمدينة عام 2001، ثم سافر مباشرة إلى ألمانيا والتحق بكلية الطب أملاً في تحقيق حلمه وحلم والديه بأن يصبح طبيباً ويخدم الملايين من البشر.

تخصص الدكتور البنا في مجال جراحة المخ والأعصاب برتبة استشاري عام 2009، ليبدأ حياته العملية في البحث العلمي الطبي، وفي عام 2013 بدأ البنا في البحوث العلمية منها فحص العين ومحاولة تحليل شبكية العين، وأقام عليها بحوث علمية كبيرة، قائلاً: "حصلت عام 2017 على جائزة أفضل بحث علمي في مجال غرف الإنعاش والأمراض العصبية".

بعد أن أتم الدكتور البنا بحوثه العلمية جاءته فكرة انشاء نظارة لمساعدة المرضى خاصة الذين يتنفسون عبر الجهاز الاصطناعي، موضحاً أن "النظارة الذكية عبارة عن كاميرا متخصصة تفحص شبيكة العين وتحلل الأوعية الدموية التي تعكس كل ما يحدث في الدماغ".

وأشار إلى أن النظارة يمكن استخدامها للفحص عن أمراض عديدة وليس للكشف عن الجلطات فقط بل يمكن استخدامها لتقييم مرض السكري ومرضى ضغط الدم أو مرض النسيان.

 

أهمية اختراع وليد

بمجرد حدوث سكتةٍ دماغية، تزداد فرصة الإصابة بسكتة متكررة مباشرةً، ولذلك يراقَب المرضى ثلاثة أسابيع على الأقل في وحدة العناية الفائقة بعد تعرضهم لسكتة دماغية.

ويأتي اختراع وليد ككاميرا آلية تفحص الشبكية بسرعة، وتعكس شبكية العين وأوعيتها التغيرات الدماغية المرضية فوريًّا، ويمكن لمزودي الرعاية الصحية وضعها على رأس المريض للحصول على قراءات شاملة ودقيقة وسريعة.

من خلال تركيب كاميرا ذكية قابلة للارتداء لفحص 


شبكية العين، يعمل الاختراع على تحسين جودة عملية مراقبة الدماغ، ويمنح الأطباء مزيدًا من الطرق الفعالة لمراقبة المرضى خلال مرحلة تعافيهم، كما يوفر بيانات إرشادية يتحدد خلالها مدى الحاجة لإجراء المزيد من التدخل أو الفحوصات.

الصعوبات وطرق مواجهتها

فكرة اختراع الدكتور البنا لاقت الكثير من الاعجاب والتأييد من أصدقائه وزملائه إلا أنه اصطدم في الدعم المالي لتطبيقها على الواقع، قائلاً: هناك صعوبات كبيرة في ألمانيا للحصول على دعم لتطبيق الفكرة، الأمر الذي دفعني للسفر إلى الولايات المتحدة الامريكية في محاولة للحصول على دعم الشركات الأمريكية إلا أنني فشلت".

ورغم عدم حصوله على دعم مالي لتطبيق فكرته أو اختراعه إلا أنه لم ييأس وكرر محاولته مجدداً عن طريق البحث عبر مواقع "الانترنت" عن مؤسسات وبرامج داعمة للاختراعات الطبية، قائلاً: "بحثت عبر الانترنت فوجدت برنامج نجوم العرب الذي يهتم باختراعات العرب وابتكاراتهم ولم اتردد مطلقاً في المشاركة فيه".

لم تتوقف الصعوبات التي يواجهها الدكتور رغم مشاركته في برنامج نجوم العرب، فمن أكثر الصعوبات أو التحديات التي واجهته، عدم امتلاكه الوقت قائلاً: "أكبر تحدي واجهني وفريق العمل الذي تم تكوينه من البرنامج هو كيف نبني نظارة ذكية خلال مدة لا تزيد عن 6 أسابيع فقط"، مشيراً إلى أنه تغلب على نفسه بالسهر والعمل على مدار الأسابيع والاستفادة من كل معلومة ومساعدة من الفريق حتى تمكن من انتاج نظارة ذكية أقنع خلالها المحكمين في البرنامج على أهمية اختراعه ونجاعة فعاليته ليحصل على لقب مخترع العرب في المرتبة الأولى.

وعن حصوله على لقب مخترع العرب قال: "شعور جميل أن يحصل الانسان على لقب وجوائز قيمة علمية ومعرفية ومادية، هذه هي البداية لمواصلة تطوير النظارة في المستقبل واستخدامها في المنازل، مشيراً إلى أن الأجمل هو أنني أمثل فلسطين.

وأوصى الدكتور البنا، الشبان الفلسطينيون المغتربون، بعدم الاستسلام مطلقاً ومواصلة العمل والابداع والتطور حتى تحقيق الأهداف والأحلام التي نسعى لتحقيقها، مؤكداً أن الشباب الفلسطيني لديه طاقات وابداعات لا بد من استغلالها، لافتاً إلى أن القرار الأول والأخير للشخص ذاته وليست للبلد أو المساعدات الخارجية.

اشتاق إلى غزة

وفي نهاية حديثه عبر الدكتور البنا عن حبه واشتياقه إلى قطاع غزة قائلاً: "اشتاق لغزة واعشقها جداً فجميع أهلي هناك وأنا في الغربة وحيداً، متمنياً العودة إلى غزة والعمل فيها خدمة لشعب فلسطين.