بقلم: جلعاد شارون
(المضمون: عصام عقل، من سكان اسرائيل، يمكث في سجن السلطة بخلاف القانون وبخلاف الاتفاقات ويعاني من التعذيب ولا تقع أي دراما -المصدر).
يهودي من سكان اسرائيل يحمل الجنسية الامريكية، محتجز منذ شهرين في اسر السلطة الفلسطينية في رام الله. فهل تصدقون؟ هل يحتمل؟ يبدو انه لا يحتمل. ولكن هذا بالضبط ما يحصل، مع اختلاف بسيط فقط لا يفترض به أن يغير شيئا – الرجل هو عربي. الجريمة البشعة التي يشتبه بها – بيع بيت لليهود. مخالفة كما هو معروف العقوبة عليها لدى جيراننا هي الموت.
تصوروا قانونا يمنع بيع البيوت للعرب في اسرائيل. كل العالم كان سيهاجمنا ويقاطعنا، وعن حق. ماذا عن بعض التبادلية؟ الان تصوروا قانونا يمنع اليهود من شراء بيت في الولايات المتحدة، في بريطانيا او في فرنسا. ماذا كنا ستفعل؟ كنا سنقلب العوالم ونلغي القضاء اللاسامي. إذن لماذا في هذه الحالة نحن لا نفعل شيئا؟ السلطة الفلسطينية تعيش على حراب الجيش الاسرائيلي، والا لحصل لها ما حصل لها في غزة، واناسها كان سيلقى بهم من اسطح البيوت، ومن نجح فر بملابسه الداخلية نحو جنود الجيش الاسرائيلي. في الاختيار بين اخوانهم وبين جنودنا اختاروا الجنود، وقد عرفوا جيدا جدا لماذا. إذن كيف يحصل أننا نعيش بتسليم مع هذا القانون المناهض لليهود؟
الرؤيا الفلسطينية كما عبر عنها أبو مازن: أرض نقية من اليهود. عصام عقل، من سكان اسرائيل، هو المشبوه الذي في السجن. من سكان اسرائيل الذي بخلاف القانون وبخلاف الاتفاقات يجلس في السجن الفلسطيني، ومن شبه المؤكد يتعرض للتعذيب، ولا تقع أي دراما. البلاد لا تصخب ولا تهتز، وبدلا من استخدام قوتنا لوقف هذه المهانة فورا، نحن نجر الارجل. لنفترض أنه بالفعل باع بيتا ليهود في القدس؟ هذا يزيد فقط من واجبنا لتحريره. فأي رسالة ننقلها هنا بالضبط؟ من هو على ما يرام معنا القي به الى الكلاب ونحن لا نأبه له؟ لماذا يتطلع أحد في المجال لحياة طبيعية معنا، اذا كنا نتصرف على هذا النحو؟
في تلك الايام، تروي "المكرا" – احد الكتب المقدسة الى جانب التوراة – اختار ان أناس جفعون اختاروا العيش معنا بسلام، وعقدوا عهدا مع يهوشع بن نون. اعتدى عليهم الملوك الخمسة، الذين ارادوا ضربهم لعقدهم الصلح مع اسرائيل. فانطلق يهوشع والشعب لانقاذ حلفائنا – "الشمس في جفعون دوم والقمر في غور ايالون". المعجزة من السماء لم تأتي كي تنقذ بني اسرائيل. فلم تكن حاجة الى ذلك – فالنصر قد تحقق. كان هذا فقط من أجل استكمال مهامة الدفاع عن الجفعونيين، فقط من أجل معالجة الهاربين الذين فروا من ميدان المعركة. الى هذه الدرجة كان هاما حماية الحلفاء.
واليوم؟ ما الذي نفعله نحن اليوم من أجل جفعوني اراد ان يعيش الى جانبنا بسلام؟ أربع كيلو مترات تفصل بين جفعون المكرائية ورام الله. لا حاجة للسير على الاقدام من جلجل الذي في الغور ولا حاجة الى المعجزات من السماء.
لا حاجة الا الى التصرف كما يتصرف البشر.