الشخصان المرفوضان لمنصب وزير الدفاع- هآرتس 

الساعة 05:13 م|29 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

الشخصان المرفوضان لمنصب وزير الدفاع- هآرتس 

بقلم: مور التشولر

(المضمون: بسبب حساسية مشروع انبوب الغاز يجب أن تجري المناقصة بشفافية كاملة وباشراف وزارة المالية ووزارة الدفاع، لذلك يجب ابعاد كل من لا يناسب هذه الشفافية وأولهم الوزير بينيت وليبرمان - المصدر).

في توقيت مدهش، جولة العنف في الجنوب أخلت مكانها لاخبار متفائلة: وزير الطاقة د. يوفال شتاينيتس وقع اتفاق لمد أنبوب بحري، يضخ الغاز عبر قبرص واليونان الى ايطاليا. الخطة حظيت بمباركة الاتحاد الاوروبي الذي يريد تقليل اعتماد اوروبا على الغاز الروسي. التوقيت مناسب تماما لأن القرن الواحد والعشرين يسير بسرعة الى استبدال النفط بالغاز. ويمكن رسم مستقبل وردي فيه اسرائيل تكسب من بيع الغاز ومن الجباية مقابل استخدام الانبوب. مثلا، قطر التي لديها حقل غاز يعتبر الثالث من حيث حجمه في العالم، فهي خططت لمد انبوب غاز بري الى اوروبا عبر السعودية والاردن وسوريا وتركيا. ولكن الخطة تبخرت عندما سيطرت ايران ورسيا على سوريا. ولكن من اجل الارتباط بالانبوب الاسرائيلي ستضطر قطر الى التصالح مع السعودية، ويمكننا تصور بنيامين نتنياهو وهو يتوسط بين الرياض والدوحة باشراف الرئيس دونالد ترامب.

ولكن قبل أن نحلق في الاحلام يجب أن نتذكر الوجه الآخر للعملة: نحن نوجد على هامش "حرب الغاز" التي تجري على ارض سوريا، وتشارك فيها الدول الثلاثة التي تملك أكبر احتياطي للغاز في العالم – روسيا وايران ضد قطر، التي تؤيد معارضي نظام الاسد. المنتصرون سيسيطرون على الطريق البري والبحري لنقل الغاز من شواطيء البحر الابيض المتوسط الى اوروبا.

إن خطة وضع انبوب غاز في عمق البحر المتوسط ولدت في ايران. المشروع الذي حظي باسم "انبوب الغاز الاسلامي" كان يتوقع أن ينقل الغاز من ايران عبر العراق الى سوريا، ومن هناك في انبوب بحري الى اليونان وايطاليا. حلم "الانبوب الاسلامي" قطع في ايام سيطرة داعش على هذه المناطق، ولكن يمكن الافتراض أنه سيتجدد الآن، حيث سوريا تزداد فيها سيطرة روسيا وايران. فلادمير بوتين الذي يسيطر على ميناء طرطوس يمكنه انشاء الانبوب وأن يجبي من ايران رسوم استخدام وأن يبقي في يده السيطرة على اسعار الغاز.

الانبوب الاسلامي سيتحول الى شريان حياة حيوي بالنسبة لاقتصاد ايران واقتصاد روسيا التي تعتمد على تصدير الغاز. ومن الصعب الافتراض أنهما ستتنازلان عن المكاسب الكبيرة. ايضا من الصعب الافتراض أنهما ستوافقان على الخسارة لاسرائيل، التي تريان فيها مبعوثا ايديولوجيا للولايات المتحدة والتي توجد مثل الشوكة في جسدهما. من المعقول اكثر الافتراض بأنهما ستواصلان ضعضعة الهدوء في الشمال وفي الجنوب من اجل ابعاد المستثمرين المحتملين عن مشروع الانبوب الاسرائيلي.كلما تقدم المشروع من المحتمل أن تواجه اسرائيل "لعنة النعمة". دولة صغيرة وغنية، التي جيرانها واعداءها يمدون اليها أيدي الجشع.

يجب أخذ تكتيك معاكس في الحسبان ايضا لمصيدة عسل. أي أن تقوم شركة الغاز الروسية "غاز بروم" بالتقدم للمناقصة الدولية لبناء الانبوب وطرح خطة أرخص.

لذلك، من المهم أن تجري المناقصة بشفافية، بدون مقربين ومثبتين، وتحت اشراف قانون وثيق لوزارة الطاقة ووزارة الدفاع. ومن المهم ايضا أن الوزراء الذين سيكونون في هذه الوزارات يجب أن يكونوا يقظين لما يجري من تحت أنفهم. لذلك من الواضح أن شخصين قد أبعدا أنفسهما عن منصب وزير الدفاع في الحكومة القادمة: نفتالي بينيت الذي اعلن حزبه الحرب على المستشار القانوني غير المستقل، رغم أن المستشار القانوني في وزارة الدفاع كان هو الجهة الوحيدة نظيفة اليدين، الذي موظفوه غير متورطين في قضية الغواصات. وافيغدور ليبرمان الذي نشاطاته التجارية والمالية في الماضي تقتضي ابعاده عن صفقة حساسة كهذه.

 

كلمات دلالية