خبر اسرائيل لا تريد الانتصار / يديعوت

الساعة 11:45 ص|13 يناير 2009

بقلم: سيفر بلوتسكر

        (المضمون: اذا لم ننتصر الان على حماس بل فقط "نرد بعصف" ونعاقب – ليس من حيث النية ولكن من حيث الفعل – السكان المدنيين الفلسطينيين، سيعتبر الاسرائيليون مخلوقات عاصفة ليس مكانهم بين شعوب الثقافة وحماس ستخرج منتصرة -  المصدر).

        هدف الحملة تحقق: اسرائيل "ردت بعصف" على نار صواريخ حماس و "حسنا ان هكذا"، قالت امس في مقابلة في الراديو وزيرة الخارجية تسيبي لفني. اذا كان "رد عاصف" الوسيلة الاساس في حملة "رصاص مصهور" فلا عجب في ان، في اثنائها قتل مدنيون فلسطينيون بهذه الكثرة، وزعماء من حماس بهذه القلة. واذا كان "الرد العاصف" هو الوسيلة السليمة، فلا عجب في انه في نهاية الحملة ستجد اسرائيل نفسها تعيد قطاع غزة مرة اخرى الى حكم حماس.

        اذا كان "الرد العاصف" هو الوسيلة السليمة، فماذا كان الهدف بالضبط؟ ها هو الجواب الوارد: كي الدرس في وعي قادة حماس. كي يعرفوا لاحقا بان اسرائيل مجنونة، فاقدة الصواب منذ الولادة، وعلى كل قسام يطلق باتجاهها سترد بمحو بيت سكني في اطراف غزة.

        لندع للحظة جانبا المسائل الاخلاقية ولنسأل فقط سؤال المنفعة: هل هذا حقا سيردع حماس؟ اشك في ذلك. في اثناء الحرب العالمية الثانية حاول الحلفاء كي وعي القيادة النازية بقصف كثيف على المدن الالمانية دون نجاح. المدن محيت اما الوعي فلم يتغير. من اجل اخضاع النازيين اضطرت جيوش الحلفاء الى الوصول حتى برلين.

        مجلة "تايم" ادعت هذا الاسبوع بان اسرائيل لا يمكنها ان تنتصر على حماس. على عادتها، "تايم" مخطئة. مفهوم ان اسرائيل يمكنها ان تنتصر عليها. فحماس ليست حركة تحرر وطني جماهيرية للشعب الفلسطيني: هي منظمة اسلامية – فاشية صغيرة، سيطرت بقوة الذراع على اقليم يائس وجعلته كابوسا من الدولة اسلامية.

        الا يوجد سبيل ناجع للانتصار على حماس؟ يوجد سبيل ناجع. مثلا، على كل قسام يطلق من قطاع غزة يقصف هدف لحماس في دمشق. مثلا، على كل قسام يطلق نحو اسرائيل يصفى كبير في حماس، "عسكري" او "مدني". لقد انتصرت اسرائيل على الانتفاضة الثانية ليس بقصف المدن والاحياء والمخيمات الفلسطينية، بل بالتصفية التدريجية والمنهجية لقادة الارهاب. عندها كنا نريد الانتصار.

        اما الان فنحن لا نريد ان ننتصر، اسرائيل الرسمية لا تريد ان تصفي حكم حماس في غزة. رغم ان العالم كله، بما في ذلك العالم العربي، منحنا اذنا بعمل ذلك. بل ناشدنا عمل ذلك، شريطة الا يسفك بحر من الدم الفلسطيني ولكننا نخيب الامال: نسفك بحرا من الدم وفي نفس الوقت لا نعتزم الانتصار. ربما بسبب اقتراب الانتخابات، من يدري.

        عندما صفي الشيخ احمد ياسين توقع الكثيرون هزة ارضية ولم يحصل شيء، وماذا كان رد الشارع العربي على مقتل كبار مسؤولي حماس اخرين، بمن فيهم من صفي في حملة "رصاص مصهور"؟ رد صفر. المواطن العربي شاهد بث الجزيرة وقال لنفسه "الاسرائيليون وحشيون، حماس غبية". وعاد الى اعماله.

        يمكن الانتصار على حماس وازاحتها من هنا ولكن قيادة اسرائيل تعتقد على ما يبدو بان حسنا انه توجد حماس في الحكم في غزة، حسنا انه يوجد من لا يعترف بوجودنا وعليه لا حاجة للحديث معه. هذه القيادة تخطىء خطئا تاريخيا من شانه ان يكون مصيريا. الورم الخبيث يجب اجتثاثه في الوقت المناسب.

        تصفية حماس وتصفية حكمها كان ينبغي ان يكون المصلحة الواضحة لليسار الحمائمي في اسرائيل ايضا، ذاك الذي يتطلع الى حل متفق لدولتين لشعبين. اذ انه طالما بقيت حماس تسيطر على فلسطين او على اجزاء منها فليس لاسرائيل مع من وعلى ماذا تتحدث. حماس تبرر الاحتلال وليس العكس. ولكن اليسار الاسرائيلي ايضا مدمن على الحجة الكاذبة بان حماس تعكس الاماني الحقيقية للشعب الفلسطيني. واليسار يعارض بحزم التصفيات المركزة لرؤوس الافعى السامة. وهو يوصي بترويض الافعى ومناشدة الى قلبها.

        اذا لم ننتصر الان على حماس بل فقط "نرد بعصف" ونعاقب – ليس من حيث النية ولكن من حيث الفعل – السكان المدنيين الفلسطينيين، سيعتبر الاسرائيليون مخلوقات عاصفة ليس مكانهم بين شعوب الثقافة وحماس ستخرج منتصرة.