خبر مصر وحدها يمكنها ان تسد الثغرة / اسرائيل اليوم

الساعة 11:43 ص|13 يناير 2009

بقلم: تسفي مزال

(السفير الاسرائيلي في مصر سابقا)

        (المضمون:  حل بسيط للمشكلة لا يبدو في الافق وسنحتاج الى الكثير من الدبلوماسية كي نجد مخرجا يضمن امننا ولا يضع ايضا مصر في حالة حرج. يحتمل ان يكون جزءا من الحل يكمن في اتفاق يتحدث عن "تكنولوجيا" ولا يمس الكرامة المصرية  - المصدر).

        بعد اكثر من اسبوعين من القتال يتبين ان دور مصر في احلال النهاية هو دور هام للغاية. الهدف المركزي للحرب - وقف النار من غزة – لا يمكن تحقيقه الا اذا "جففنا" حماس من الوسائل القتالية من خلال الرقابة على محور فيلادلفيا مضاف اليه تعهد من حماس، مشكوك ان نحصل عليه في اي مرة، بوقف النار.

        مصر وحدها فقط يمكنها ان تساعد اسرائيل في سد محور التهريب. وحتى لو احتل الجيش الاسرائيلي محور فيلادلفيا فهذه لن تكون خطوة كافية من ناحية امنية، لانه سيكون من الضروري ان يمنع احد ما في الطرف الاخر وصول الوسائل القتالية الى الداخل. ومع ان مصر سبق ان تعهدت بعمل ذلك في اتفاق فك الارتباط، ولكن بانعدام رغبة – ولم تف بتعهداتها. مصر تفهم جيدا وضع اسرائيل، ولكنها على الاقل في هذه المرحلة غير مستعدة لان ترابط قوات اجنبية في اراضيها.

        في اتفاق فك الارتباط نسيت اسرائيل ان مصر معنية بالحفاظ على مكانتها كزعيمة للعالم العربي، وبالتالي لا يمكنها ان تتخذ صورة من يحافظ على حدود اسرائيل وقتل الفلسطينيين حتى لو كان من حماس. مشكلة داخلية مصرية اخرى تتعلق بالبدو من سكان سيناء ممن لا يحبون الحكم المصري ويتلقون الرشوة، في ظل مساعدة حماس.

        مصر توج بالتالي في معضلة عميقة: فمن جهة حماس تشكل خطرا كبيرا على استقرارها، بصفتها جزءا من الاخوان المسلمين الذين يسعون "اسلمت" الشرق الاوسط ويتآمرون على كل الدول العربية. من جهة اخرى كان بودها ان تقوم اسرائيل هي "بالعمل" فتصفي حماس، غير ان الرأي العام المصري سيثور في ضوء تعاونها مع اسرائيل. الى جانب ذلك علينا ان نتذكر بانه في المواجهة الحالية ايضا مبارك وان كان يتهم حماس ولكنه الى جانب ذلك يتهم الاسرائيليين البرابرة.

        حل بسيط للمشكلة لا يبدو في الافق وسنحتاج الى الكثير من الدبلوماسية كي نجد مخرجا يضمن امننا ولا يضع ايضا مصر في حالة حرج. يحتمل ان يكون جزءا من الحل يكمن في اتفاق يتحدث عن "تكنولوجيا" ولا يمس الكرامة المصرية.