عرب اسرائيل هم أكثر اسرائيلية مما يعتقد عادة - هآرتس

الساعة 02:32 م|27 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

عرب اسرائيل هم أكثر اسرائيلية مما يعتقد عادة - هآرتس

بقلم: الكسندر يعقوبسون

(المضمون: اغلبية الجمهور العربي في اسرائيل يقبل بالرواية الوطنية الفلسطينية، وينتخب اعضاء الكنيست الذين يعبرون عنه، ولكنه لا يتبنى العلاقة الشعورية بدولة اسرائيل، التي تنبع من هذه الرواية. والاغلبية تريد أن تكون "هذا وذاك"، وهي تتمسك بهذه الرغبة رغم كل المعيقات، بما فيها الرواية الوطنية المنتشرة في اوساطهم - المصدر).

حقيقة أن معظم المواطنين العرب رفضوا بغضب اقتراح افيغدور ليبرمان لـ "تبادل المناطق"، تدل على ضعف الهوية الفلسطينية لعرب اسرائيل – هكذا يعتقد عبد ل.عزب ("هآرتس"، 20/11). وحسب اقواله "في لحظة الحقيقة تبين أن معظمهم يريدون العيش في اسرائيل مع بطاقة هوية زرقاء".

أنا أريد عرض تفسير جديد: ليس أن الهوية الفلسطينية للمواطنين العرب ضعيفة – هويتهم الاسرائيلية قوية: هذا هما التفسيران المحتملان، والثاني مفضل على الاول. كل الدلائل، بما فيها الاستطلاعات، تظهر أن العلاقة مع الشعب الفلسطيني هي عنصر هام في هوية معظم المواطنين العرب في الدولة. من يعتبر نفسه جزء من الشعب الفلسطيني، ومع ذلك يفضل الحكم الاسرائيلي على الحكم الفلسطيني – هذا اشارة على أن هويته/ هويتها الاسرائيلية قوية جدا، أقوى بكثير مما يعتقد في العادة.

الهوية هي أمر مركب. في اساس الامر، الاقلية العربية في اسرائيل تريد ما تريده الاقلية القومية بشكل عام: أن تكون "هذا وذاك". في حالتنا هذه، اسرائيليون وكذلك عرب فلسطينيون. من المفهوم أنه ظل ظروف النزاع القومي فان هذه مهمة صعبة.

إن سن "قانون القومية" بصيغته المتطرفة التي تسبب الضرر، من خلال رفض أن يتضمن المساواة المدنية، استند على افتراض أن المواطنين العرب لا يريدون مطلقا أن يكونوا اسرائيليين، لذلك لا توجد مشكلة في لمس بهم. المس بالدروز، الذين لا يشكك أحد بتماهيهم مع اسرائيل، فان اليمين مستعد لتحمله كضرر جانبي.

ولكن مثلما كتبت اكثر من مرة، فان الاستطلاعات التي اجريت خلال سنين في اوساط العرب في اسرائيل تدل على هوية اسرائيلية قوية. الحديث لا يدور فقط عن تقدير افضليات اسرائيل (والخوف من قصورات الحكم الفلسطيني)، بل ايضا عن اعتزاز اسرائيلي. الاعتزاز هو مفهوم متعدد المعاني في هذا السياق: فقط من يشعر بأنه اسرائيلي يمكنه أن يتفاخر باسرائيل (أو أن يخجل بها).

 

قبل فترة تحدثت مع احد كبار نشطاء "بلد" وقلت له: أريد فهم ليس ما أنت مستعد للنضال من اجل، بل ماذا كنت تريد أن يحدث، لو كان الامر يتعلق بك فقط، دون حاجة الى النضال – هل كنت تريد العيش في "دولة واحدة"، في فلسطين الكاملة، بدون اسرائيل؟ هل كنت تفضل هذه الاحتمالية على خيار مواصلة أن تكون مواطن اسرائيلي؟ "ليس تماما"، أجاب، ولكن وجهه قال "حقيقة لا".

 

من يجيب بهذا الشكل على هذا السؤال فهو يجتاز امتحان الاسرائيلية الذي هو أهم من الامتحان غير المعقول الذي وضعه ليبرمان امام عرب اسرائيل. الاستطلاعات تؤكد ذلك: اغلبية كبيرة في الجمهور العربي ليس فقط لا يريدون العيش في "فلسطين الصغيرة"، التي من غير الواضح متى وفي ظل أي ظروف ستقوم، بل ايضا لا يريدون العيش في "فلسطين الكبرى" من البحر الى النهر. هو يريد العيش في اسرائيل.

هذا لا يعني بالطبع أنه راض عن مكانته الحالية في اسرائيل. ولكن المواطن العربي يجب أن يكون اسرائيلي جدا، وليس مجرد اسرائيلي من اجل أن يفضل جنسية اسرائيلية على "دولة واحدة" في كل البلاد. هذا لا يعني أنه غير مرتبط بالشعب الفلسطيني. هل كل يهودي يفضل العيش في دولته خارج اسرائيل، يدل على أنه غير مرتبط بالشعب اليهودي؟ من المفهوم أنه يجب عدم تجاهل الصعوبة الخاصة التي تنبع من النزاع القومي العميق. حسب الرواية الوطنية الفلسطينية، ليس هناك "هذا وذاك". ربما من المسموح التسليم باسرائيل بصورة الامر الواقع، ولكن محظور منحها الشرعية. حسب هذه الرواية فان المواطن العربي لا يستطيع أن يكون "عربي اسرائيلي"، وكذلك ليس "فلسطيني اسرائيلي". الحديث لا يدور عن رغبة في تأكيد الفلسطينية اضافة الى العربية، بل عن رفض مبدئي لتبني التسمية الاسرائيلية، حتى ولا الى جانب الفلسطينية.

اغلبية الجمهور العربي في اسرائيل يقبل بالرواية الوطنية الفلسطينية، وينتخب اعضاء الكنيست الذين يعبرون عنه، ولكنه لا يتبنى العلاقة الشعورية بدولة اسرائيل، التي تنبع من هذه الرواية. والاغلبية تريد أن تكون "هذا وذاك"، وهي تتمسك بهذه الرغبة رغم كل المعيقات، بما فيها الرواية الوطنية المنتشرة في اوساطهم.

 

كلمات دلالية