غزة: دراسة أكاديمية تسلط الضوء على السياسة الإسرائيلية تجاه طالبي اللجوء الأفارقة

الساعة 05:51 م|20 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

منحت جامعة الأزهر بغزة مؤخراً، الطالبة مها نزيه الحسيني، درجة الماجستير في العلوم السياسية، عن أطروحتها الموسومة ب "السياسية الإسرائيلية تجاه طالبي اللجوء الأفارقة .. السودان، جنوب السودان، إريتريا 2006- 2017".

وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الأستاذ الدكتور كمال محمد الأسطل، أستاذ التنظير السياسي بجامعة الأزهر مشرفاً ورئيساً، والدكتور رياض علي العيلة مناقشاً داخلياً، والدكتور خالد شعبان مناقشاً خارجياً.

وتناولت الباحثة في دراستها السياسية الإسرائيلية تجاه طالبي اللجوء الأفارقة، معتبرة أن مشكلة الوافدين الأفارقة تهدد وجود إسرائيل كدولةٍ يهوديةٍ.

وأشارت الدراسة إلى أنه في الوقت الذي تتجه فيه أنظار المجتمع الدولي إلى اللاجئين وطالبي اللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي، باعتبارها الوجهة الأهم بالنسبة للاجئين والمهاجرين، فإن أغلب طالبي اللجوء الوافدين إلى إسرائيل الذين يعانون من سياساتٍ أكثرها عنصرية، يواجهون غياب تسليطٍ كافٍ للضوء على معاناتهم أو مطالبة إسرائيل بالوقوف أمام التزاماتها في الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها بشأن حقوق اللاجئين والمهاجرين.

ولفتت الدراسة إلى أنه منذ نهاية عام 2006، ازداد تدفق اللاجئين وطالبي اللجوء إلى إسرائيل بشكلٍ ملحوظ، لتُشكل مقصدًا رئيسًا للعديد من المواطنين الأفارقة الذين عبروا بطرقٍ غير شرعية، من خلال الحدود الجنوبية لإسرائيل مع مصر في شبه جزيرة سيناء، التي تعتبر منطقة غير مستقرة أمنيًا وتسيطر عليها جماعات مسلحة.

ويشكل طالبو اللجوء من كلٍّ من السودان وجنوب السودان وإريتريا نسبةً كبيرةً من بين الوافدين إلى إسرائيل سنويًا، حيث يجد أغلبهم في إسرائيل ملاذًا آمنًا من النزاعات المسلحة في بلادهم، وعصابات الاتجار بالبشر التي انتشرت بشكلٍ كبيرٍ خلال الأعوام القليلة الماضية.

وتقوم هذه الدراسة على تتبع المسار التاريخي لحركة طالبي اللجوء الأفارقة في إسرائيل، والأسباب التي تدفع بهم إلى ترك بلدانهم والذهاب في رحلات محفوفة بالمخاطر، من أجل الوصول إلى إسرائيل وطلب اللجوء فيها. من جهة أخرى، تحلل الدراسة تعاطي السلطات الإسرائيلية مع الزيادة الحادة في أعداد طالبي اللجوء الأفارقة، ومراحل السياسات المتبعة في معالجة قضيتهم، كما تحلل الموقف الرسمي الإسرائيلي، والدوافع الكامنة وراء فرض السياسات التمييزية المتبعة تجاه طالبي اللجوء الأفارقة في إسرائيل.

وانتهجت الدراسة ثلاثة مناهج رئيسيةٍ في جمع وتحليل البيانات والمعلومات؛ وهي المنهج التاريخي، المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج المقارن، والذين اعتمدوا بشكلٍ أساسيٍ على البحث في الأدبيات وتحليل البيانات ومقارنتها. إلى جانب ذلك، استخدمت الدراسة أداة المقابلات الشخصية مع طالبي لجوءٍ أفارقة للتحقق من المعلومات.

وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية: تُحرِّك القومية الإثنية السياسات الإسرائيلية المتبعة تجاه طالبي اللجوء الأفارقة بشكلٍ رئيسي، بحيث تتجه إسرائيل، بما فيها الكنيست والحكومة، نحو سَن قوانين مستحدثة وتطويع نظام اللجوء الإسرائيلي بما يعالج مخاوف السلطات من فقدان يهودية الدولة وجعل السكان اليهود أقليةً فيها، الغالبية العظمى من المواطنين الأفارقة الذين يتوافدون إلى إسرائيل عبر الحدود مع مصر هم طالبو لجوء بالفعل، وليسوا "مهاجرين" أو "متسللين" كما تحاول الحكومة الإسرائيلية إظهارهم. يظهر ذلك بشكلٍ واضحٍ من خلال البحث في الظروف التي دفعت بهم إلى الفرار إلى إسرائيل رغم خطورة الرحلة، كون غاياتهم الأساسية تتمثل في البحث عن الأمان وليس العمل أو جمع المال، وهو ما تبيّن من خلال المقابلات الشخصية مع طالبي لجوء أفارقة، إلى جانب المعلومات المقدمة عبر الدراسات والتقارير الحقوقية الميدانية.

ومن التوصيات كذلك، يستخدم صناع القرار الإسرائيليون والإعلام الرسمي الحكومي الخطاب الأمني في التطرق إلى قضايا طالبي اللجوء الأفارقة والحوادث المتعلقة بهم، ويتم توظيف كافة المعلومات التي من شأنها أن تعكس خطر تواجدهم بين اليهود في الخطابات الرسمية بشكلٍ واضحٍ وصريح. تنتهج الحكومة الإسرائيلية هذه السياسة كنوعٍ من التبرير للسياسات الجائرة التي تتبعها تجاه طالبي اللجوء الأفارقة، ولانتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني، بما فيه الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها بشأن حقوق اللاجئين وطالبي اللجوء، هناك ثغرة كبيرة بين نظام اللجوء الإسرائيلي المتبع تجاه طالبي اللجوء الأفارقة، ونظام "علياه"، أو الهجرة اليهودية، التي توافد –ولا يزال- من خلالها مئات الآلاف من المهاجرين اليهود على مدار السبعين عامًا الماضية، وهو ما يظهر جليًّا من خلال القيود والتضييقات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على طالبي اللجوء الأفارقة، من أجل إما الحد من توافدهم، أو لتشكيل بيئةٍ طاردةٍ لأولئك الموجودين أصلًا ودفعهم إلى المغادرة الطوعية، أو ترحيلهم قسريًا في كثيرٍ من الحالات. في المقابل، تُقدم السلطات الإسرائيلية كافة التسهيلات لترغيب اليهود حول العالم بالهجرة إلى إسرائيل، وتبذل جهودًا حثيثةً في محاولة إدماجهم واستيعابهم في المجتمعات الإسرائيلية، كما تُوفر لهم جميع سبل الراحة والرفاهية لتشجيعهم على البقاء واستدعاء أفراد عوائلهم.

كلمات دلالية