معركة السماء الزرقاء: انتصار الدم على السيف

الساعة 12:48 م|14 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

الإعلام الحربي _ خاص

مع بزوغ شروق شمس الرابع عشر من تشرين الثاني تطل علينا اليوم ذكرى الدم والشهادة، ذكرى العزة والفخار والشموخ والانتصار، التي وقف فيها رجال السرايا والمقاومة للعدو الصهيوني بالمرصاد للجمه وللحد من غطرسته وعدوانه ضد شعبنا الفلسطيني.

اليوم نقف على ضفاف مجد الذكرى السادسة لـ "معركة السماء الزرقاء" التي خاضتها سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية, متوجةً انتصارين سياسياً وعسكرياً كبيرين على العدو الصهيوني.

لقد حققت المقاومة الفلسطينية في مقدمتها سرايا القدس، انجازات عسكرية تاريخية باستهدافها مدنا صهيونية تقع في عمق الكيان (تل أبيب) وغيرها لأول مرة، واستطاعت المقاومة أيضاً أن تهدد سلاح الجو الصهيوني، وسلاح البحرية بشكل محدود، إلى جانب تمكن المقاومة للمرة الأولى من ممارسة الحرب النفسية على جيش الاحتلال ومستوطنيه بصورة ذكية فاجأت العدو والعالم.

وأدارت المقاومة الفلسطينية المواجهة مع الاحتلال بثبات واستطاعت أن تتحكم بسير المعركة بطريقة أربكت العدو، وشكلت عنصر المفاجأة عاملاً أساسياً في ضرب معنويات الجبهة الداخلية للعدو.

حصاد المعركة

سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بدورها أعلنت عن دك حصون المحتل خلال "معركة السماء الزرقاء" الجهادية بـ 620 صاروخ وقذيفة من بينها صاروخي فجر ( 3،5)، وصاروخ (كورنيت)، وصواريخ مضادة للبوارج الحربية، وصواريخ C8K، بالإضافة إلى صواريخ جراد و107 وقدس وهاون، في المقابل اعترف العدو الذي لا يزال يتكتم على حقيقة خسائره، بمقتل 3 جنود وضباط صهاينة ، وإصابة نحو ( 19) جندي وضابط آخرين في مغتصبة "اشكول" الصهيونية، عدا عن إصابة العشرات من المستوطنين الصهاينة الذين وصفت جراحهم بين المتوسطة والخطيرة، إلى جانب تدمير شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية بتل الربيع "تل أبيب" وتضرر العديد من المباني والممتلكات الصهيونية بصورة شبه كاملة، حيث قدرت الخسائر الصهيونية المباشرة بمئات ملايين الدولارات.

في حين زفت سرايا القدس إلى علياء المجد والخلود 11 من خيرة مجاهدينا وقادتنا الميامين ارتقوا في عمليات استهداف صهيونية منفصلة في قطاع غزة، وأبرزهم الشهيد القائد رامز نجيب حرب مسؤول الإعلام الحربي في لواء غزة، والشهداء هم (أيمن اسليم "لواء غزة" – محمد ياسين "لواء غزة" – سيف الدين صادق "لواء خان يونس" – محمود شعت "لواء خانيونس" – محمد بدر "لواء الوسطى" – تامر الحمري "لواء الوسطى" – محمد ابو عيشة "لواء الوسطى" – حسن الأستاذ "لواء الوسطى" – محمد شملخ "لواء غزة" - إبراهيم شحادة "لواء الشمال" ).

ومنذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، كانت الحرب النفسية المتبادلة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني عامل هام في تحقيق معادلة توازن الردع، لتتمكن من خلالها المقاومة من دب الرعب في صفوف الصهاينة لا سيما الضباط والجنود منهم.

اختراق الهواتف

فالمفاجأة التي أعلن عنها جهاز الاستخبارات التابع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن اختراقه 5000 جهاز خلوي لضباط صهاينة، وبث إليهم رسالة تقول بالعربية "سنجعل غزة مقبرة لجنودكم ونجعل تل أبيب كتلة لهب"، وهي رسالة واضحة بأن هناك مزيد من المفاجآت لدى المقاومة الفلسطينية.

كما جاءت هذه الاختراقات لهواتف الصهاينة، كرد أولي على محاولات العدو أن يخترق الإذاعات الفلسطينية والفضائيات ويرسل برسائل على الجوالات والتلفونات الأرضية، والأجهزة اللاسلكية للمقاومة، الأمر الذي حذرت من التعامل معه كافة المؤسسات الأمنية الفلسطينية.

قصف "تل ابيب"

سرايا القدس من جانبها تبنت عملية قصف مدينة تل الربيع "تل ابيب" المحتلة وسط الكيان الصهيوني بصاروخ فجر 5 ومدينة بيت يام بصاروخ فجر 3 ، في إطار توسيعها لنطاق الرد على العدوان الصهيوني المتصاعد ضد قطاع غزة، ضمن عملية "السماء الزرقاء".

وسادت حالة من الصدمة الشديدة في مدينة "تل أبيب" التي تبعد ( 75 شمال غزة) بعد أن طالتها صواريخ سرايا القدس، حيث أجبرت رئيس وزراء العدو "نتنياهو" وقادة جيشه الجبان على النزول والهروب للملاجئ لحظة سقوط صاروخ السرايا "بتل ابيب" .

وقالت صحيفة معاريف العبرية على موقعها الالكتروني آنذاك إن حالة من الصدمة الشديدة سادت مدينة "تل أبيب" المحتلة، لافتة إلى أن الصهاينة عاشوا فيها حالة من الرعب والقلق بعد قصفها من قبل سرايا القدس.

ونقلت عن صهيوني قوله "متنا من الخوف!"، وثاني يقول "صداع وضغط وبكاء نتيجة ضرب تل أبيب"، وكذلك "أنا أشعر بالخوف الشديد".

وقال صهيوني آخر للصحيفة: "القصف مخيف، حيث أنني أسكن في الطابق التاسع، واضطررت أن أنزل 3 طوابق لأختبئ، لأن لا مكان محصن في شقتي"، فيما أضاف أخر"أول مرة يحصل هذا لي، وأتمنى أن يكون آخر صاروخ، مخيف للغاية, عجزت عن التحرك، وأصبح جسمي يرجف".

انتصار عظيم

من جانبه أكد الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور المجاهد رمضان شلح أن المؤتمر الإسلامي المنعقد في بيروت يتزامن مع عبق انتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة , مشيراً إلى أن انتصار غزة عظيم وما حدث سابقة في تاريخ الصراع .

وجاءت كلمة الدكتور شلح خلال افتتاح مؤتمر "الإسلاميون في العالم العربية والقضية الفلسطينية في ضوء التغيرات والثورات العربية" الذي يعقد في العاصمة اللبنانية.

وقال الدكتور رمضان عبد الله شلح إن ثوابت القضية الفلسطينية في نظر الإسلاميين في عبارة واحدة " فلسطين آية من الكتاب", مشدداً على أن الشعب الفلسطيني واحد أينما وجد ويحمل هدف ويناضل من أجل فلسطين .

وجدد الدكتور شلح تأكيده على أن "كل القرارات والمعاهدات التي أبرمت مع الاحتلال باطلة ولا نعترف بها لأن ما بني على باطل فهو باطل, مبيناً أن القدس هي عنوان القضية، وحق العودة مقدس ولا يمكن التفريط به".

وبين أن الصراع مع المحتل صراع وجود وليس صراع حدود "صراع أن نكون أو لا نكون" , وطالب الجميع بضرورة إطلاق جرس الإنذار عند الحديث عن التقسيم والتجزئة, محذراً كل من يفكر في التخلي عن فلسطين، قائلاً:" سيقطع الله أوصاله في الأرض ولن يقم له كيان في البشرية كلها ".

وذكر الدكتور شلح بما حدث خلال العدوان الأخير على غزة عندما أخطأ الكيان الصهيوني قراءة الموقف كونه اعتبر أن الحرب على غزة ورقة رابحة في الانتخابات, ولكنه انصدم بأن تل الربيع "تل أبيب" تُضرب من قبل المقاومة الفلسطينية، وهذا يعني أن فلسطين حيّة وتطالب بتحرير ما اغتصب منها من أرض.

وقال الدكتور شلح: "لم يولد الفلسطيني الذي يمكن أن يقدم للكيان الصهيوني تنازلات أكثر مما قدمت السلطة ضمن اتفاق أوسلو, ولم يعد هناك رهان على التسوية والمفاوضات والمقاومة هي التي ستعيد فلسطين كاملة من النهر إلى البحر وستوصلنا لفلسطين كما وصلت الصواريخ "لتل أبيب".

كلمات دلالية