خبر الأساليب الإسرائيلية المساندة للعدوان على غزة: تضليل وكذب وخداع وحرب نفسية

الساعة 04:33 م|12 يناير 2009

فلسطين اليوم-خاص

بالترافق مع عدوانها المستمر على غزة، تقوم إسرائيل بحملة تضليل وخداع وحرب نفسية متعددة الأوجه وعبر وسائل متعددة، وقد رصدت "شبكة فلسطين اليوم الإخبارية" بعضها وهي: اختراق الإذاعات المحلية وبث مواد دعائية بأن المستهدف من العدوان هي حركة "حماس" وحدها، وبأن عناصر الحركة يختبئون في المساجد والمستشفيات بزى الأطباء والممرضين، وبأن المعابر المؤدية إلى قطاع غزة مفتوحة لإدخال المواد التموينية والطبية.بالإضافة إلى إدعاء ممثلي جيش الاحتلال خلال جلسة للمجلس الأمني الإسرائيلي المصغر مؤخرا بأنهم أبلغوا 100 ألف مواطن فلسطيني هاتفيًا بأنه سيتم قصف مناطق سكناهم، بعشر دقائق قبل القصف.

 

 أيضا هناك  الاتصال على المواطنين مباشرة وإلقاء منشورات من الجو على سكان القطاع تقول فيها إسرائيل: "أنه وبسبب الأعمال الإرهابية، اضطر الجيش للقيام بالرد الفوري والعمل داخل المناطق السكنية، وأن عليكم إخلاء منازلكم فورا من أجل سلامتكم.

 

 وكان رئيس ما تسمى بهيئة الإعلام القومي الإسرائيلي "باردن فاتيكا" والتي أسست منذ ثمانية أشهر لترويج خلفية مفبركة للعدوان على غزة قد قال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" مؤخرا:  لقد حضرنا سلفا المواد الإعلامية التوضيحية والمقابلات والرسائل وبات الموضوع الإعلامي متوحدا مع عملية اتخاذ القرارات”. كما كشفت الصحيفة العبرية أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد وزعت كراسا على المتحدثين الإسرائيليين، وطالبتهم الالتزام بالجمل التي وزعت عليهم- والتي نسمعها يوميا وتتلخص بمسؤولية حماس عما يجري في غزة.

 

 وللوقوف على حقيقة هذه الحرب "الدعائية" استطلعنا أراء بعض المتخصصين في الشأن الإسرائيلي.

شبيب: تقرير "فينوغراد" أوصى بضرورة الغموض والتضليل والفبركة

 

  يرى الدكتور "سميح شبيب" المتخصص في الشأن الإسرائيلي في جامعة بيرزيت أن إسرائيل استفادت من حروبها السابقة، خصوصا حرب تموز 2006، وبتوصيات تقرير "فينوغراد" فيما يتعلق بضرورة أن يكون هناك غموض وتضليل وبث وفبركة معلومات غير حقيقية للطرف الآخر، ونحن لاحظنا أن إسرائيل قد أخفت أمر الحرب البرية على غزة حتى مساء اليوم الثامن من عدوانها، ويشير "شبيب" إلى مسألة استشهاد أطفال الدكتور "نزار ريان"-القيادي في حركة حماس- حيث يدعي جيش الاحتلال أنه اتصل بهذه العائلة قبل قصفها، لكنهم لم يغادروا المنزل، وهم يريدون بذلك إخلاء مسئوليتهم عن هذه المجازر.

 

 كما يروج الجيش أن بحوزته صواريخ صوتية لإفزاع المدنيين قبل قصفهم، كما أن الاتصال بالمواطنين يهدف إلى إشاعة الفزع وخلق اضطراب اجتماعي. وفي المقابل يرى "شبيب" أن المقاومة الفلسطينية قد صدقت في إعلامها، فهي قالت أن الرد سيكون متتاليا، وبدأوا بالتدريج في استخدام صواريخ ذات مدى أقل، ثم أخذت تزيد من مدى هذه الصواريخ، ولذلك فإن الإسرائيليين أيضا في حالة فزع شديد، فهم لا يعلمون مدي هذه الصواريخ.

 

وحسب "شبيب" فإننا كفلسطينيين لدينا أيضا من الوسائل النفسية، ما هو قادر على مواجهة الحرب النفسية الإسرائيلية، وقد تمثل ذلك بحجم المشاركين في جنازة "ريان"، وباختراق إذاعة جيش الاحتلال ومواقع الانترنت الإسرائيلية.

عواودة: الإعلام الإسرائيلي يتصرف مثل "القطيع"

أما الكاتب المتخصص في الشئون الإسرائيلية "وديع عواودة"، فله وجهه نظر خاصة في الإعلام الإسرائيلي، فهو يتصرف مثل "سلوك القطيع" ويتساوق مع الآلة العسكرية وبأن غزة "إمارة إيرانية" سوف ستغرق إسرائيل في البحر، وهم يتجاهلون في إعلامهم "قتل المدنيين وحصارهم وعدم اعترافهم بالقيادة الفلسطينية المنتخبة".

 

 ويضيف "عواودة" أن الإعلام الإسرائيلي يستخدم ذخائره الإعلامية فيما يتعلق بالحرب على غزة من خلال تشويه الرواية، وبيع رواية مشوهة للإسرائيليين وطمس الرواية المضادة حيث تقوم المؤسسة الحاكمة بتلقين هذا الإعلام بما يجب أن يقوله، وبما أن هذا الإعلام "كسول" فهو لا يقوم بالتأكد بما يتم تلقينه به. ويستشهد "عواودة" بما قام به سلاح الجو الإسرائيلي خلال العدوان الحالي على غزة، من نشر صور لإحدى طائراته، وهي تقصف شاحنة محملة بصواريخ "غراد" كما زعم، وبعد أقل من 24 ساعة كشف منظمة "بيتسيلم" لحقوق الإنسان في إسرائيل أن الشاحنة كانت محملة بأنابيب الأوكسجين الخاصة بالمستشفيات.

 

 ويخلص عواودة إلى أن هناك اتفاقا غير مكتوب بين الحكومة والإعلام الإسرائيلي يهدف إلى "كي وعي الفلسطينيين" نفسيا من خلال "الصدمة والترويع"، وبإظهار المجتمع الفلسطيني على أنه غير متماسك وتطبيق نظرية "فرق تسد". وحسب "عواودة" فإن بإمكان الجانب الفلسطيني مواجهة هذه الأساليب الإسرائيلية من خلال ترشيد المعركة الدائرة وإظهار أنها تستهدف المدنيين وليس "حماس" فقط، وإظهار الحقائق حتى في الأزمات بشكل مدروس، والاهتمام بشكل كبير بمخاطبة الإسرائيليين باللغة العبرية.

 

نصر: هناك من يزج باسم "الصليب الأحمر" في هذه الحرب

 

منظمة الصليب الأحمر الدولي لم تسلم أيضا من الزج باسمها في آتون هذه الحرب الدعائية، فقد انتشرت في غزة "شائعات قوية" بأن الصليب الأحمر يقوم بإبلاغ العائلات والمؤسسات الفلسطينية، بأن جيش الاحتلال سوف يقصف أماكنهم بعد مدة معينة، وعندما توجهنا للدكتور "إياد نصر" الناطق باسم الصليب الأحمر في غزة، نفي نفيا قاطعا هذه الأنباء، أو أن يكون الصليب الأحمر قد قام بذلك ولو لمرة واحدة، وأضاف "نصر": أنا أتحدى من يقول ذلك بأن يقدم دليلا واحدا على أننا قمنا بذلك، مشددا على هذا الدور ليس دور الصليب الأحمر نهائيا، ولهذا يكفي ما يمر به شعبنا من نكبات.

 

محاميد: المطلوب فلسطينيا وقف بعض الأقلام "النشاز فورا

وبرأي العضو السابق في الكنيست الإسرائيلي "هاشم محاميد" فإنه مهما حاولت "ماكينة الإعلام الصهيوني" قلب الحقائق"، فإن الصورة المرئية تعبر عن ألف مقال، ويستذكر "محاميد" أنه في حرب تموز قال جيش الاحتلال أنه سيحطم حزب الله وسيقتلع المقاومة وسيضرب إيران وسوريا، وتبين في النهاية أنهم نسوا لماذا خرجوا للحرب، ولذلك يتوقع "محاميد" بأن ينزلوا عن الأهداف العليا التي رسموها في غزة، كما حدث مع لبنان.

 

 وعن المطلوب فلسطينيا لمواجهة الكذب والتضليل الإسرائيلي، يقول "محاميد" أن المطلوب وفورا هو وقف بعض الأقلام "النشاز" التي لا تعبر عن شعبنا والتي هي بصدد المحاسبة مع "حماس" الآن، ولذلك فإن القضية أعمق من "التضليل الإسرائيلي"، ولهذا أنا أدعو رأس الهرم الفلسطيني، الرئيس محمود عباس بأن يتصرف كرئيس للشعب الفلسطيني وليس لفصيل معين، وأن لا يكتفي بالدعوة للحوار ولكن بأن يتوجه إلى غزة فورا، وأن يجتمع مع "إسماعيل هنية" في أي مكان آمن وأن يتوقف هذا "العبث"، فنحن أمام "قضايا مصيرية"، ولهذا فأنا لا أقبل وكذلك جماهير شعبنا، بأن يخرج أحد المسئولين الفلسطينيين ويحمل "حماس" مسئولية هذه الحرب، ويضيف: هذه هي الأصوات التي تخدم الدعاية الإسرائيلية، وإسرائيل ليست بحاجة إلى هذه الأصوات أصلا.