كله عبث -معاريف

الساعة 08:54 ص|08 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: ران أدليست

 (المضمون: السؤال الخالد هو من وكيف ستحاسب الحكومة المسؤولة على الثمن الباهظ الذي دفعناه عندنا وفي غزة منذ الجرف الصامد وكان يمكن تفاديه - المصدر).

كل ما كان يمكن تحقيقه في غزة بعد حملة الجرف الصامد يمكن أن يكون متحققا هذه الايام مع حسم القبور والاضرار للسنوات الاربعة منذئذ. فالحصار، بالمناسبة، الذي هو سبب الفوضى، سيستمر. والسؤال الخالد هو من وكيف سيحاسب الحكومة المسؤولة عن تلك القبور وتلك الاضرار ولتواصل الحصار. يفترض بالجمهور ظاهرا ان ينقض على كل من كانت يده ضالعة في القصور. فقد قتل اناس. عبثا. وملايين عانوا في القطاع. عبثا. الجنوب احترق. عبثا. سكان الغلاف عاشوا في خوف دائم. عبثا. كيفما اتفق فان التسوية الصحيحة والعادلة يفترض بهما ان تجبيا من الحكومة ثمنا لا يؤسف له. هذا لم يحصل وهذا هو العبث الحقيقي وعديم التفسير. لا يبدو أن الجمهور في اسرائيل، مثلما في لعبة الاطفال تلك، يفهم ما يجري على يمينه وعلى يساره، من فوقه ومن تحته ومن كل جوانبه. ينبغي فقط الامل في أن يفهم هذا الجمهور على الاقل ان حماس لم تخطط لمهاجمة اسرائيل، ما كان يمكنها أن تهاجم اسرائيل ولم تكن لها مصلحة بمهاجمة اسرائيل باستثناء ذاك الموضوع الصغير: تحطيم الحصار الذي خنقهم.

 

          حسب التقارير، وسعت اسرائيل الان مجال الصيد حتى تسعة اميال بعد أن اغلقت في واقع الامر البحر كجزء من تجويع السكان. وفي حالة التسوية، ماذا سيكون معنا؟ كيف سنتمكن من اجتياز يوم كامل دون أن نسمع زعماءنا يهددون بتصفية حماس او بقتل القيادة أو هنية او يحيى السنوار أو الاقتحام البري لحي واحد فقط، هدمه والخروج، أو قصف حي واحد فقط والعودة الى نادي الطيران بسلام (اذ نحن نريد السلام، أليس كذلك؟)، أو توثيق الحصار الى أن يصرخوا كفى، أو توثيق الحصار الى أن يكفوا عن الصراخ لانه لن تكون لهم قوة، أم انه كان يمكن الوصول الى هذه التسوية منذئذ، والجواب هو بالتأكيد. المقطع المثير للغيظ هو اذا ما تحققت تسوية ما، فان من كان مسؤولا عن القصور، بنيامين نتنياهو هو من يأخذ لنفسه الحظوة على تنفس الصعداء (اللحظي) للجمهور المخدوع. فها هو يسافر الى سلطنة عُمان، وها هي قطر تمول الوقود الذي يدخل الى القطاع ومحطة التوليد التي تقام في غزة (لن تقام، اسرائيل عارضت وافشلت حتى اليوم). ها هي حماس والفصائل توافق على سحب المظاهرات كيلو متر الى الداخل ووقف اطلق البالونات الحارثة. هل حماس ستنزع سلاحها؟ بالتأكيد (بعد يوم من نزع الجيش الاسرائيلي سلاحه).

 

          ان الفكرة الفلسطينية العامة المتعثرة هي شرطة مسلحة مع قيادة مشتركة لغزة والضفة. الصواريخ والمقذوفات الصاروخية تدمر بعد فترة زمنية تثبت فيها اسرائيل ان رغبتها في السلام، بما في ذلك الموافقة على تسوية في حدود 1967، زائد تعديلات. هذا لن يحصل، اي انتصرنا.