المشروبات الساخنة في أكواب البلاستيك.. سموم نشربها بأيدينا

الساعة 06:27 م|07 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

كثيرون منا يستخدمون الكؤوس البلاستيكية الصغيرة، في تناول الشاي أو القهوة أو غيرها من المشروبات الساخنة أو الباردة، وكثيرون منا أيضا يستخدمون الملاعق والسكاكين والشوك البلاستيكية في تناول الأطعمة المختلفة السخونة.

ويصر الكثيرون على الاستمرار في استخدام هذه الكؤوس البلاستيكية، على وجه التحديد، على الرغم من التحذيرات الكثيرة والعديدة من خطورتها على الجسم والصحة وأضرارها والإصابة بالأمراض مثل مرض السرطان.

ولكن هل تساءل أحدنا عن السبب وراء استخدام مثل هذه الكؤوس البلاستيكية أو لماذا لا نستخدم الزجاجية أو المعدنية بدلا منها؟

على أي حال، ثمة أسباب كثيرة وعديدة للتوقف عن استخدام الكؤوس البلاستيكية وغيرها من القطع البلاستيكية الاستهلاكية التي تستخدم لمرة واحدة.

أما السبب الرئيسي وراء مثل هذا التحذير فيتمثل بالطبع في معرفة التركيبة الأساسية التي تصنع منها الكؤوس البلاستيكية، ألا وهي "البيسفينول" و"البولي بروبيلين"، وهما مادتان كيماويتان صناعيتان.

وتستخدم هاتان المادتان في تصنيع المواد البلاستيكية منذ ستينيات القرن العشرين، وغالبا ما تدخلان في تصنيع الأوعية المستخدمة في تخزين المواد الغذائية والمشروبات.

مثل هذه المادة ليست مضرة بالإنسان فحسب، بل تشكل تهديدا كبيرا للبيئة، خصوصا أن استخدامها أصبح كبيرا جدا وشائعا للغاية.

الآثار المدمرة

عندما نستخدم هذه الكؤوس البلاستيكية في تناول السوائل الساخنة، فإن حرارة السوائل تعمل على تسخين الكؤوس البلاستيكية، وبالتالي المواد الداخلة في تصنيعها، وهو ما يعمل على تلبك المعدة بعد تناول تلك السوائل، كالشاي والقهوة.

بالإضافة إلى ذلك، يساعد التفاعل بين المواد الكيماوية والمواد السائلة الساخنة في زيادة السمنة ويؤثر سلبا في البلوغ، كما أنه يقود إلى الإصابة بأمراض السرطان، من بين أمراض عديدة أخرى.

كذلك تؤثر مادة البيسفينول بشكل مباشر على الهرمونات ما يسبب اضطرابات في تطور ونمو الجهاز التناسلي ونمو الدماغ؛ كما تؤثر على خلايا ألفا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس، لذلك فإن وجود مثل هذه الكيماويات في الجسم يمكن أن يؤثر على مستوى الجلوكوز والسكري، بحسب ما جاء في موقع أوميلايتس.

وبالمثل، فإن غسل وجلي الكؤوس البلاستيكية بمياه حارة من أجل استخدامها ثانية، تتسبب بضرر مماثل، حتى وإن استخدمناها لتناول مشروبات باردة.

وأظهرت نتائج اختبارات أجريت على أشخاص تناولوا مشروبات ساخنة بواسطة كؤوس البلاستيك أن 95 في المئة منهم احتوى بولهم على معدلات مرتفعة من مادة البيسفينول الكيماوية.

ووجود معدلات عالية من البيسفينول في الجسم يمكن أن يكون خطيرا للغاية بالنسبة للنساء الحوامل والأجنة على السواء، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي، كما قد يؤدي إلى الإجهاض.

وعند الرجال، قد يتسبب تناول المشروبات الساخنة بواسطة الكؤوس البلاستيكية إلى الإصابة بمرض سرطان البروستات، كما أنه يقلل من مستوى وعدد الحيوانات المنوية لديه، وبمعنى آخر فإنه يقود إلى إصابة الرجال بالعقم.

ومن النتائج المثيرة لتناول المشروبات بواسطة الكؤوس البلاستيكية أنه يساهم في خفض مناعة الجسم.

ومن الآثار الأخرى أن الإنسان قد يصبح أكثر عدائية وفائق النشاط، كما أشار موقع ويكيبيديا.

وأخيرا فإن تناول المشروبات الساخنة بواسطة هذه الكؤوس  يجعل من عملية إعادة تدويرها مسألة صعبة وغير مكتملة، ما يجعل منها مشكلة بيئية أيضا.