خبر نطاق وابزيم ايضا.. معاريف

الساعة 10:51 ص|12 يناير 2009

بقلم: اللواء (احتياط) شلومو غازيت

رئيس شعبة الاستخبارات سابقا

ترمي عملية "الرصاص المسكوب" بمراحلها الاربع الى احراز هدف واحد هو واقع أمني جديد في منطقة الجنوب. وبكلمات اسهل واوضح – تمكين سكان الجنوب من العيش بلا خوف من اطلاق الصواريخ التي تطلق عليهم من داخل قطاع غزة.

كان يمكن في ظاهر الامر احراز هذا الهدف بتغيير الواقع السياسي داخل القطاع – اسقاط سلطة حماس وانشاء سلطة تحميها اسرائيل، ترى غايتها تأسيس دولة مصغرة فلسطينية داخل قطاع غزة وتسلم بتعايش بين السكان العرب في المكان وبين دولة اسرائيل. اقول "في ظاهر الامر" لاننا نعترف وندرك ادراكا يكاد يكون مطلقا ان هذا الهدف لا يمكن احرازه. حتى لو احتللنا القطاع كله، وحتى لو راينا قادة حماس في هذا المكان مغتالين او مطرودين (بالضبط كما طرد ياسر عرفات من بيروت في 1982). لا نستطيع ان ننشىء في هذا المكان نظاما مواليا لاسرائيل متعاونا معها، نظاما فلسطينيا يدوم زمن طويل.

نريد أن نحرز الواقع الامني الجديد اليوم بطريقتين أو – على مرحلتين – اولا القضاء على الدافع الفلسطيني الى مواجهة اسرائيل والجيش الاسرائيلي، وثانيا – اذا لم يبطل الدافع – سد انابيب تزويد القطاع بالوسائل القتالية، لمنع مجرد القدرة على استعمال النار علينا.

تم احراز الهدف الاول بحسب جميع الاراء. لا ينبغي أن نتوقع "راية بيضاء" وتصريحات دراماتية لقيادة حماس تعبر عن ندم لسياسة اطلاقها الصواريخ وتلتزم الهدوء. يستطيع نظام حماس أن يسلم للواقع الجديد وان يتبنى سياسة تهدئة. انه لا يستطيع تحمل اذلال علني. فضلا عن ذلك لا اشك في انهم سيعلنون عشية وقف اطلاق النار الذي سيتم احرازه، انتصارهم ويؤكدون اطلاق الصواريخ الى آخر ساعة قبل سريان فعل وقف اطلاق النار.

اعادت اسرائيل بناء قوة ردعها، وقد فعلت ذلك الضربة الابتدائية لسلاح الجو في يوم السبت 27 كانون الاول. ان زرع الدمار في جميع انحاء القطاع شهادة لا لبس فيها على أنه لا ينبغي لهم أن يعودوا الى التحرش باسرائيل.

بيد أن اسرائيل غير مستعدة للاكتفاء بذلك. فهي لا يكفيها "نطاق" اعادة بناء الردع بل تريد ان تضيف اليه ايضا "الابزيم". تريد اسرائيل التحقق من الا يسقط السروال فضلا عن ان يستطيع السقوط. وطريقة احراز ذلك السد التام لانابيب التزويد بالوسائل القتالية من سيناء.

نريد أن نطرح هذه المهمة على المصريين. لكن القاهرة غير راغبة في فعل ذلك. ان منع التهريب يقتضي مواجهة مصرية للفلسطينيين، ويخاطر بتحرش وضغوط من قبل الجهات الاسلامية داخل مصر، ويحدث خطرا حقيقيا على مستقبل نظام حسني مبارك. اذا اردنا حقا الوقوف على وجود هذا "الابزيم" فلن نحرز ذلك بالمحادثات التي يجريها عاموس جلعاد في القاهرة. فثمّ طريقة واحدة فقط لاحراز ذلك – انشاء واقع عسكري جديد على حدود سيناء – هي سيطرة الجيش الاسرائيلي على كامل الشريط الحدودي للقطاع مع سيناء ومع مصر، سيطرة تضمن سدا فعالا تحت مسؤولية اسرائيلية. يجب ان يكون هذا المرحلة النهائية البرية للجيش الاسرائيلي، ويجب أن يكون الوضع الذي يفضي الى محادثة سياسية مختلفة، واشتراط خروج الجيش الاسرائيلي من هذه المنطقة بسد حقيقي لانبوب التهريب. هكذا فقط ثمّ احتمال لان نستطيع تحقيق "الابزيم" ايضا اضافة الى النطاق.