خبر الجنود حبيسو الدبابات العالقة ...عشرة أيام على العملية البرية وغزة تصد العدوان

الساعة 09:48 ص|12 يناير 2009

كتب:عبد الغني الشامي

بعد مرور عشرة أيام على بدء المرحلة البرية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا يزال جنود الاحتلال عالقين في دباباتهم، ولم يتمكنوا من النزول منها إلى الشوارع، فيما لا تزال دباباتهم متموضعة في المحاور الرئيسة التي أتاح رجال المقاومة الوصول إليها، دون تمكنهم من التقدم شبراً واحداً.

 

وتفيد المصادر الميدانية أنّ جنود الاحتلال الذين يشاركون في هذه العملية البرية، والذين يتحصنوا في دباباتهم، لا يمكنهم مغادرتها أو النزول منها، حتى لقضاء حاجاتهم، محاولين الإيحاء أنهم على أهبة الاستعداد، وذلك من خلال ما يقومون به خلال تواجدهم في تلك الدبابات لاسيما في ساعات الليل.

 

وقال سكان محليون يقطنون في محيط المناطق التي تمركزت تلك الدبابات في محيطها، إنّ تلك الآليات تقوم طوال الليلة بعمليات إحماء وتشغيل لها دون التحرّك، ليوحي هديرها بأنّها تقوم بالتقدم. كما لا تكفّ تلك الدبابات عن إطلاق القذائف بشكل كثيف وعشوائي، لإشعار رجال المقاومة أنّ جيش الاحتلال على أهبة الاستعداد ومتيقظ لأي هجوم.

 

إلاّ أنّ ذلك كله لم يمنع رجال المقاومة من التسلل إلى مواقع تمركز دبابات الجيش الإسرائيلي، والوصول إلى تلك الآليات والسعي لإعطابها وإيقاع خسائر في صفوف قوات الاحتلال، كما ذكرت عدة أذرع للمقاومة الفلسطينية.

 

وأضاف السكان أنّ القوات الإسرائيلية الخاصة التي تنزل في مهمات راجلة، تضطر للقيام بذلك فقط بعد أن تكون الطائرات الإسرائيلية قد قصفت المنطقة التي من المقرّر السير فيها. كما تساهم المدفعية في إفساح السبيل أمام المشاة، قبل أن تتقدم تلك القوات ببطء بغطاء من الطيران الحربي، وسط أنباء عن أنّ نسبة عالية من أولئك المغامرين ليسوا يهوداً.

 

هذه الاحتياطات التي تتبعها القوات الخاصة لم تمنع رجال المقاومة من إيقاع تلك القوات في العديد من الكمائن، والتصدي لها، ومواجهتها وجهاً لوجه. وتتوارد الأنباء عن تمكن المقاومين من إيقاع خسائر جسيمة في صفوف القوات الخاصة، بينما تتمسك القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى التكتم الشديد على مجريات الأوضاع الميدانية حسب ما أعلنت عنه قيادة جيش الاحتلال.

 

وقد أعلنت "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، أنّ مقاوميها تمكنوا من تنفيذ عدة مهام خاصة ونصب كمائن في عدة محاور، عرضت بعضها من خلال توثيق مصوّر. وقد أسفرت تلك الهجمات والكمائن، حسب "القسام"، عن إيقاع قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال، التي اعترفت ببعض خسائرها بالفعل.

 

كما أعلنت "سرايا القدس"، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها نفذت عدّة كمائن وخاضت أكثر من اشتباك مع قوات الاحتلال، مؤكدة إيقاع عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين، بل أوردت أنها غنمت بعض المعدّات التي عرضتها.

 

وتقوم قوات الاحتلال البرية مع حلول الليل، بإطلاق رشقات كثيفة من القنابل الدخانية، حتى لا تظل دباباتها مكشوفة لرجال المقاومة الذين يواصلون إمطارها بقذائف الهاون، فيما فشلت في التقدّم من أكثر من محور جنوب حي الزيتون وشرق التفاح وغرب بيت لاهيا، بل تراجعت في عدة محاور مثل شرق رفح ومحور "كيسوفيم" شمال خان يونس وتل الهوى المعروف باسم تل الإسلام.

 

وبعد اجتياز أذرع المقاومة سبعة عشر يوماً متواصلاً من العدوان الضاري، وإدارتها الجيدة للمعركة في شقها البري على امتداد عشرة أيام، ثمة مؤشرات على أنّ الأمر يتعلق بنجاح لم يكن عفوياً. إذ يبدو أنّ المقاومة قد أعدت عدتها لهذه المعركة، واتبعت تكتيكات جديدة للصمود أمام القصف الجوي والمدفعي المكثف ومباغتة الاحتلال بعمليات نوعية. بالمقابل؛ فإنّ جنود الاحتلال عمدوا إلى ارتكاب الكثير من المجازر بحق عشرات الأسر الفلسطينية، التي أبيد بعضها بالكامل تقريباً، في مسعى يهدف على الأرجح لرفع كلفة المعركة بالنسبة للجانب الفلسطيني، وللضغط على المقاومة للتسليم بشروط الاحتلال.

 

وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة، قد حذّرت في تعليق لها، من أنّ استمرار قوات الاحتلال على هذا الحال مكشوفة للمقاومة، يحول جنودها إلى "بط يسهل اصطياده" من قبل المقاومة الفلسطينيين. وتقول القناة، لا ينبغي أن يظل الجيش في هذه الحالة، فعليه إما أن يكمل عمليته في المرحلة الثالثة وهي صعبة جداً، أو أن ينسحب بمبادرة سياسية كسلّم للجيش الإسرائيلي "لينزل عن الشجرة دون ان تكشف عورته".