خبر جيش الاحتلال يفتح جبهة رابعة لتشتيت المقاومة جنوب وشرق وشمال غزة

الساعة 08:05 ص|12 يناير 2009

فلسطين اليوم - غزة

في الوقت الذي قررت فيه الحكومة الإسرائيلية مواصلة حملتها العسكرية على قطاع غزة، شرع الجيش الإسرائيلي في تكتيك عسكري جديد يهدف الى ارهاق المقاومة الفلسطينية في مدينة غزة، وتشتيت جهدها. وفي محاولة منها لوضع المدينة بين فكي كماشة، فتحت القوات الإسرائيلية جبهة رابعة في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، عندما تقدم عدد كبير من الدبابات المتمركزة فوق الأرض التي كانت مقامة عليها مستوطنة نيتساريم، باتجاه مدينة غزة عبر الطريق الساحلي تحت غطاء كثيف من القصف الجوي الذي وفرته طائرات الهليكوبتر والزوارق الحربية. وواصلت الدبابات تقدمها حتى مشارف حي تل الهوى، الذي يقع جنوب غربي مدينة غزة، لكنها فوجئت بمقاومة شديدة عندما تصدى عدد من المقاومين الذين كانوا يتحصنون في الحقول شرق الطريق الساحلي، للدبابات بإطلاق صواريخ «تندوم» و«بي 29» تجاهها، فاضطرت الدبابات في تمام الساعة الخامسة فجراً للانسحاب والعودة للتمركز في «نيتساريم». وأكدت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الشرق الاوسط» أن الجيش الإسرائيلي هدف من خلال محاولة فتح الجبهة الجديدة الى دفع المقاومة الى تقليص عدد المقاومين الذين يتصدون للقوات الإسرائيلية الغازية في قطاعات المواجهة الاخرى، وهي قطاع بيت لاهيا، وقطاع الشجاعية، شرق مدينة غزة، وقطاع حي الزيتون، جنوب مدينة غزة. وأكد المصادر أن الجيش الإسرائيلي هدف من خلال التكتيك الجديد الى اجبار المقاومة على تقليص تواجدها على المحاور الثلاثة الرئيسية الأخرى، لتوفير الظروف أمام ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي للتقدم في هذه المحاور. وأشارت الى أن المقاومة الفلسطينية احتاطت لهذا التكتيك مسبقاً، حيث أن هناك خطا دفاعيا للمقاومة على طول الخط الساحلي، وضمنه التخوم الجنوبية الغربية لمدينة غزة.

واشارت المصادر الى أن الجيش الاسرائيلي معني بدفع خطوط المقاومة الفلسطينية الدفاعية في قطاعات القتال الثلاثة الأولى ونقلها للعمق حتى يتم تقليص مدى الصواريخ التي تواصل حركات المقاومة اطلاقها على المدن الكبرى والتجمعات الاستيطانية جنوب إسرائيل. وتوقعت المصادر أن تقوم إسرائيل في غضون 48 ساعة بتوسيع عملياتها لتشمل مدينة رفح جنوب القطاع، وتحديداً، الخط الحدودي بين مصر والقطاع الذي يعرف بـ«محور فيلاديلفي»، وذلك من أجل السيطرة على هذه المنطقة وتدمير مئات الأنفاق التي تستخدم في عمليات التهريب. وأشارت المصادر الى أن اسرائيل تعتبر أن السيطرة على محور فيلاديلفي لبعض الوقت مهم جداً من اجل تحسين مكانتها عند التفاوض على شروط وقف إطلاق النار. الى ذلك ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا منذ فجر أمس الاحد، الى 22 الى جانب 90 جريحا ليصل عدد القتلى الذين سقطوا منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية الى 870 قتيلا، و3400 جريح. وذكرت مصادر فلسطينية أن عشرة من القتلى هم من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي الذين سقطوا اثناء تصديهم للقوات الاسرائيلية التي حاولت التوغل في حي تل الهوى عبر الطريق الساحلي. وقتل ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة وجرح اثنان اخران في قصف استهدف منزلهم في الحي، في شمال مدينة غزة، وقتل اربعة اشخاص من عائلة واحدة في قصف مدفعي اسرائيلي استهدف احد المنازل في حي الكرامة. من ناحية ثانية قصفت طائرة اسرائيلية نفاثة من طراز «اف 16» منزل احمد الجعبري، أحد ابرز قادة كتائب عز الدين القسام في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وسوته بالأرض. ولم يسفر التدمير عن اي اصابات جراء اخلائه في وقت سابق. من ناحية ثانية أكّدت مصادر أمنية إسرائيلية أن كتائب القسام، استخدمت صواريخ مضادة للطائرات من النوع المتطور وذلك لأول في نهاية الأسبوع الماضي، معتبرة ذلك تصعيدًا جديًا. في نفس الوقت واصلت فصائل المقاومة اطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع. وفي احدث عمليات القصف، سقط صارخ غراد اطلق من قطاع غزة على مدينة اسدود، التي تقع على بعد 38 كيلومترا شمال قطاع غزة. في نفس الوقت اكدت الشرطة الاسرائيلية سقوط عدة صواريخ من طراز «غراد» على مدينة بئر السبع، التي تقع على مسافة 40 كيلومترا شرق قطاع غزة. وسقطت صواريخ المقاومة ايضا على مدن سديروت ونتيفوت وعسقلان. ويأتي هذا التطور عشية قرار الحكومة الاسرائيلية السماح بفتح مؤسسات التعليم بشكل جزئي جنوب إسرائيل.