خبر سليمان اجتمع مع قياديي حماس وينقل ملاحظاتهم لـ« إسرائيل » اليوم.. ومهلة 48 ساعة للرد

الساعة 07:58 ص|12 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة

تواصلت أمس، الاتصالات والتحركات المصرية من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستقبلت القاهرة أمس وفدا من حركة حماس، وآخر تركيا يصل يوم الأربعاء، وتنتظر اليوم وصول وفد إسرائيلي.

وحرصت القاهرة قبل بدء اجتماعات أمس على التأكيد رسمياً على ان الوفد التركي، لا يشارك في المفاوضات مع حركة حماس. واجتمع الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية مع وفد حماس الذي ضم قياديين من الداخل هم جمال أبو هاشم وصلاح البردويل وأيمن طه، وقيادييّن من الخارج هما عماد العلمي ومحمد نصر. وقال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن الوزير عمر سليمان عرض على مسؤولي حركة حماس رد مصر على الملاحظات التي أبدتها الحركة على مبادرة الرئيس مبارك، بشأن وقف إطلاق النار في غزة، في المقابل جدد الوفد الحمساوي مطالب الحركة بالوقف الفوري لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وفك الحصار وفتح المعابر بما فيها معبر رفح.

وأشار المصدر إلى أن سليمان أوضح لوفد حماس أن مبادرة الرئيس مبارك تتضمن قضايا يتطلب الرد عليها فورا مثل وقف إطلاق النار، وبها قضايا أخرى تحتاج بعض الوقت مثل انسحاب القوات الإسرائيلية وفتح المعابر وفك الحصار، كما أن هناك قضايا سيتم مناقشتها مع الجانب الإسرائيلي وقضايا أخرى سيتم بحثها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وشددت مصر على الوقف الفوري لإطلاق النار. وأوضح المصدر أن مصر ستطرح هذه الملاحظات على الوفد الإسرائيلي الذي سيزور القاهرة برئاسة عاموس جلعاد رئيس الطاقم الأمني والسياسي لوزارة الدفاع الإسرائيلية.

مصدر من حركة حماس تحدث لـ«الشرق الأوسط» قائلا «إن المشاورات مازالت مستمرة مع الجانب المصري»، وأكد وجود «بعض العقبات التي يمكن تجاوزها بالتفاوض». وكان وفد حماس (الخارج)، قد وصل إلى العاصمة المصرية مساء أول من أمس قادماً من دمشق، فيما جرت اتصالات بين مصر والجانب الإسرائيلي تم بمقتضاها السماح لوفد حماس (الداخل)، بالمرور من معبر رفح. من جانبه قال محمد بسيوني رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى المصري للصحافيين «لقد أمهلنا الجانبين (حماس وإسرائيل) 48 ساعة لتقديم رد كل منهما على مبادرتنا». وأضاف بسيوني وهو سفير سابق لمصر لدى إسرائيل «ليس هناك بديل لوقف إطلاق النار، وهذا ما نعمل من اجله».

وفي ما يتعلق بمسألة تهريب الأسلحة عبر أنفاق تحت الحدود بين مصر وقطاع غزة والتي تعتبرها إسرائيل حاسمة، أكد بسيوني أن السلطات المصرية تقوم «باكتشاف (هذه الأنفاق) وتدميرها».

واستطرد «نحن ضد هذه الأنفاق لأنها تتعارض مع المصالح القومية المصرية»، مشيرا إلى أن مصر اشترت معدات ثمنها 29 مليون دولار لمكافحة الأنفاق. وأكد محمد بسيوني لوكالة الصحافة الفرنسية أن مصر ترفض «بصورة مطلقة» انتشار قوات دولية على الجانب المصري من «خط فيلادلفيا»، موضحا أن إسرائيل على حد علمه لم تطلب ذلك. وقال بسيوني «إننا نرفض وجود أي قوات دولية على أراضينا، ولكن إذا أراد محمود عباس قوة دولية على الجانب الفلسطيني، فلا مانع». وفي ما يختص بفتح معبر رفح، أوضح بسيوني أن مصر تلتزم باتفاق 2005 الذي ينص على أن تتولى السلطة الفلسطينية تأمين وادارة المعبر في وجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي. وأضاف «كان في وسع حماس تسوية هذه المشكلة في ثانية واحدة وذلك بالسماح لخمسة عشر جنديا تابعين للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى الموقع الحدودي».

كما وصل إلى القاهرة وفد تركي يضم مسؤولين سياسيين وأمنيين، على متن طائرة قادمة من اسطنبول، والتقى الوفد التركي مسؤولين أمنيين مصريين رفيعي المستوى، وامتنعت المصادر عن إعطاء أية تفاصيل حول تحركات الوفد التركي، أو اتصالاته. ونفى السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية ما تردد حول مشاركة تركية في المحادثات التي يجريها الجانب المصري مع وفد حركة حماس الموجود في القاهرة حاليا. وقال المتحدث الرسمي في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس إن ما نشر في الإعلام حول هذا الأمر ليس صحيحا، حيث أن تلك المحادثات تقتصر على نحو ما جرت عليه العادة، على الجانبين المصري والفلسطيني دون مشاركة أي طرف ثالث.

من ناحية أخرى ظهرت اليابان للمرة الأولى على مسرح التحركات المصري، إذ زار القاهرة أمس وفد ياباني برئاسة المبعوث الياباني لعملية السلام في الشرق الأوسط تاتسو أريما الذي أكد دعم بلادة للجهود التي تبذلها مصر لتحقيق السلام في المنطقة. وقال المبعوث الياباني للصحافيين عقب مباحثات أجراها مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط «إن الحكومة اليابانية تدعم الجهود المصرية لتحقيق السلام في المنطقة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها». إلى ذلك قالت مصادر مقربة من الرئاسة المصرية إن الرئيس حسنى مبارك سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد غد الأربعاء، ضمن جولة له تشمل عددا من دول المنطقة.