خبر مدير مشفى الشفاء: إسرائيل تستخدم مواد مسرطنة في قصف المدنيين

الساعة 01:35 ص|12 يناير 2009

فلسطين اليوم: غزة

قال الدكتور حسين عاشور مدير عام مستشفى دار الشفاء بغزة، إن طبيعة الجروح والإصابات التي يصاب بها القتلى والجرحى الذين يصلون المستشفى هي «إصابات غير عادية»، وتدلل على أن اسرائيل تستخدم أسلحة محرمة دولياً.

 

وفي حديث مع «الشرق الاوسط»، قال عاشور إن طبيباً نرويجياً يعمل متطوعاً في مستشفى دار الشفاء، وسبق له أن عمل في مستشفيات العراق ابان الغزو الأميركي، أكد له أن طبيعة الجروح والاصابات تؤكد أن المواد المتفجرة التي تستخدمها إسرائيل تشتمل على مواد صابغة مسرطنة، مشيراً الى أنه سبق للجيش الأميركي أن استخدم هذه المواد في عمليات قصف العراق.

 

واضاف عاشور، أنه حسب شهادة الطبيب النرويجي فإن كل شخص يصاب بهذا النوع من المتفجرات يحتاج الى جلسات علاج كل ستة أشهر، حتى لا يتطور لديه ورم سرطاني. ورفض عاشور نفي أو تأكيد أن تكون إسرائيل قد استخدمت قنابل الفسفور الأبيض في عمليات القصف التي تستهدف الفلسطينيين في القطاع.

 

وقال إنه لا يوجد في قطاع غزة معامل يمكن أن تدلل على استخدام مثل هذا النوع من القنابل. وكانت مصادر طبية فلسطينية قد أكدت أن طبيعة الحروق التي تصاب بها جثث القتلى والجرحى الفلسطينيين، الذين يصلون المستشفيات في قطاع غزة، تدلل على أن الجيش الاسرائيلي يستخدم قنابل الفسفور الأبيض في قصف للتجمعات المدنية الفلسطينية. وأضافت المصادر، أن الذي يؤكد استخدام هذا النوع من القنابل في عمليات القصف، هو حقيقة أن جثث القتلى والجرحى التي تتعرض للقصف بهذا النوع من القنابل تأتي محترقة، مؤكدة أنه حتى عظام القتلى والجرحى تكون محترقة. وأفاد الكثير من الأهالي الذين يقطنون في كل من بلدتي بيت لاهيا، ومخيم جباليا وبلدة بيت حانون والأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة، بأن الدخان الذي ينبعث بعد عمليات القصف التي تقوم بها الطائرات الإسرائيلية يؤدي الى الكثير من حالات الاختناق وضيق التنفس.

وأكدت المصادر الطبية أن الفسفور الأبيض المستخدم في القنابل يتميز بشدة نشاطه الكيماوي، حيث انه يلتهب بمجرد تعرضه للاوكسجين، مشيرة الى أنه بمجرد أن يلامس الفسفور الابيض الهواء يشتعل ويتأكسد بشكل سريع وأن هذا التفاعل يؤدي الى كمية كبيرة من الحرارة، بحيث يتولد لهب أصفر اللون ينتج دخاناً كثيفاً أبيض اللون.

 

وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية، قد كشفت النقاب في مطلع الحملة العسكرية الاسرائيلية على القطاع، عن أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الفسفور الابيض في عمليات القصف. من ناحية ثانية طالب القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، بتحرك دولي عاجل من اجل ارسال لجان تحقيق متخصصة في استخدام الاحتلال الاسرائيلي اسلحة محرمة دوليا بحق تجمعات المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وفي بيان صادر عنها تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، اكد القطاع أن الاحتلال الاسرائيلي يستخدم حالياً اسلحة متفجرة غريبة تسبب حروقا تصل الى عظام الجرحى والشهداء، اضافة الى استخدام اسلحة تطلق دخانا وغازا غريبين يؤديان الى ضيق في التنفس وبخاصة لدى الاطفال. من جانبها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية امس، إن على إسرائيل أن تكف عن استخدام الفسفور الأبيض في العمليات العسكرية في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين في غزة. وقالت انه في 9 و10 يناير شاهد باحثوها في إسرائيل إطلاق عدة قذائف مدفعية من الفسفور الأبيض استهدفت على ما يبدو مدينة غزة ومنطقة جباليا.

 

وترى هيومن رايتس ووتش أن استخدام الفسفور الأبيض في الأماكن المزدحمة بالسكان في غزة يخالف القانون الإنساني الدولي القاضي باتخاذ كل الاحتياطات المستطاعة لتفادي إلحاق الإصابات بالمدنيين، أو التسبب في قتلهم.