بالفيديو "مزمار داود" في غزة.. ما قصة هذا الشاب؟

الساعة 11:45 ص|31 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

وَضَعَ حلمه صوب عينه وانطلق، كَهلٌ صغير بصوته العذب يخترق قلوب المستمعين، يطرب آذانهم بالطمأنينة والسكينة فتخفق قلوبهم خشوعاً لله عزّ وجل، إنه البلبل الشادي محمد الشريف من قطاع غزة.

الشاب الشريف (22 عاماً) استطاع أن يحصل على المرتبة الاولى في مسابقة أجمل صوت في تلاوة القران الكريم على مستوى الوطن العربي، ليلقب بعدها بـ"مزمار داوود"، أسوة باللقب الذي أطلقه رسولنا الكريم على الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري.

20 جزءاً من القرآن الكريم قد حفظها بطل قصتنا، كفلت له أن يتأهل ليتحدى أقرانه من القُراء، ليصدح بصوته عبر مآذن المساجد، وينشد ترانيم العشق لسيدنا محمد {صلي الله عليه وسلم}، كما أنه بصدد نشر أنشودة جديدة بعنوان "عازلتها فتبسمت".

يتنقّل بين مساجد حيّهِ محبوباً بصوته وأخلاقه، يقدّمونه المصلّين ليؤُم بهم في الصلوات الخمس وقيام الليل في رمضان المبارك، فحنجرته الذهبية سّر نجاحه، ولا يدّخر جهده مبادراً في تلاوة القرآن الكريم في الاحتفالات والمناسبات العامة، ناهيك عن براعته في الأناشيد الإسلامية.

ومن جنوب قطاع غزة تحديداً مدينة خانيونس، قرّر الشاب محمد الشريف المشاركة في مسابقة أقامتها إحدى الصفحات الدينية "أجمل صوت في القرآن الكريم"، وبعد أسبوعين من التقييم رفع شهادة العز والفخر باسم فلسطين على مستوى الوطن العربي.

يقول الشريف لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": شاركت في المسابقة بعد رؤيتي لإعلان ممّول على "الفيس بوك"، وقمت بإرسال تسجيل فيديو بآية {وبشِّر الصابرين}، والتي كانت سبباً في قبولي للمنافسة في المسابقة، تعرفت خلالها على متسابق جزائري كان ينافسني على المرتبة الأولى".

وتابع: "الحمد لله وبعد قرابة الأسبوعين، توّجت بالمركز الأول في المسابقة على مستوى الوطن العربي بفضل الله وكرمه"، مشيراً إلى أن الشيخ القارئ محمد البراك أشاد بصوته وبارك له فوزه بالمسابقة ودعمه، مضيفاً أن الشيخ المصري محمد جبريل دعمه أيضا.

وعلى الرغم من أن مشاركة الشريف، بمقاطع الفيديو عن طريق هاتفه المحمول، إلا أنها لاقت رواجاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، وفي إحدى المرات نشر تلاوة مصورة بالفيديو فحصل على مليون ونصف مشاهدة خلال أشهر قليلة وآلاف التعليقات الإيجابية تشيد بجمال صوته.

ولفت إلى أن أداءه في تلاوة القرآن قد تحسّن مع مرور الوقت منذ طفولته في الإذاعة المدرسية ومن خلال إمامته في مساجد خانيونس حين أصبح شاباً، مبيناً أن ذلك دفعه للأمام للعمل على تطوير قدراته في تلاوة القرآن.

وعن المعيقات التي تواجه الشريف، قال: "الإمكانيات لدي ضعيفة في تسجيل المقاطع الصوتية، وكل مقاطعي المُسجلة عن طريق جوالي الخاص، كما أنه لا يوجد مؤسسات أو استديوهات خاصة في قطاع غزة تتبنى موهبتي في تلاوة القرآن"، مطالباً الجهات المختصة والمعنية بالاهتمام بالمواهب الصاعدة ومساعدتهم.

وأردف: "أشقائي الصغار يمتلكون أصواتاً جميلة في تلاوة القرآن، وأتمنى أن تزدهر الأوضاع في قطاع غزة كي تتوفر الإمكانيات اللازمة.

ووجه الشريف، رسالة لكل من يمتلك موهبة بأن يعمل على تنميتها وعدم الاستسلام للواقع والصعوبات في قطاع غزة، ليثبت للعالم أن شعب فلسطين لديه طاقة كبيرة من المواهب وحياة تنبض بالأمل.

 

كلمات دلالية