خبر أزمة قبور في غزة مع تزايد أعداد الضحايا واستمرار العدوان

الساعة 07:57 م|11 يناير 2009

فلسطين اليوم: غزة

مشاهد الدمار والخراب والمعاناة والقتل الجماعي التي ما زال يرتكبها العدوان الاسرائيلي المستمر في قطاع غزة لليوم الخامس عشر على التوالي، تعجز الكلمات والصور عن تصوير حجم المعاناة الحقيقية التي تخلفها على اهالي القطاع. ويواجه اهالي غزة منذ اكثر من 21 شهرا، نقصا في كل شيء بدءا في مواد البناء مرورا بالمواد الغذائية والطبية والأدوية والوقود. والآن ومنذ بدء العدوان وما خلفه من اعداد كبير من القتلى، ظهرت هناك أزمة جديدة. انها أزمة «القبور» التي يُكرم فيها الميت على وجه السرعة، عملاً بقول رسول الله «إكرام الميت دفنه». وسبب هذه الازمة ضخامة اعداد الضحايا اضافة الى نقص المواد اللازمة لاعداد القبور.

 

فلم يشفع لهؤلاء الضحايا تقطيع أجسادهم إلى أشلاء ممزقة وفي أحيان أخرى محروقة لا معالم لها، من شدة القصف المدفعي والصاروخي الذي تعرضوا له، في أن يجدوا قبرا يُكرموا به. وامام هذه المشكلة الخطيرة اضطر أهالي بعض القتلى الى دفن موتاهم في قبور اقارب لهم.

 

فمنع إسرائيل دخول مواد البناء والاسمنت منذ عدة أشهر للقطاع، أدى إلى وجود أزمة في القبور. وما فاقم الأزمة وجود مقابر قريبة من الحدود مع اسرائيل ولا يستطيع أحد الوصول إليها خشية من استهدافهم من قبل المدفعية والطيران الحربي الاسرائيليين، مما اضطر بعض ألاهالي لدفن موتاهم في قبور أقارب لهم، حيث فتحوا القبور ووضعوا العظام جانباً ليدفنوا الى جانبها جثة جديدة. وهذا ما حدث مع سامي الحلبي الذي دفن في قبر شقيقه خالد في مقبرة الشيخ رضوان، وهي الحادثة ذاتها تكررت مع ماجد مطير الذي تم دفنه داخل قبر أمه. وقال المواطن يوسف عبد ربه لـ«الشرق الأوسط» الذي شارك في تشييع جثمان سامي الحلبي: «نظراً لعدم العثور على مكان لدفن الشهيد في مقبرة الشيخ رضوان، اضّطر أهله لفتح قبر والدته ووضعوا عظامها جانباً ومن ثم وضعوا الشهيد سامي». وذكر شهود عيان أن المشهد تكرر مع عدة شهداء آخرين.

 

بدوره أكد صلاح الدين أيوب الذي يعمل في تجهيز قبور الموتى في مقبرة بيت لاهيا شمال قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط»، أن أزمة القبور جاءت بسبب عدم وجود اسمنت لتجهيز القبور، مما خلق أزمة منذ عدة أشهر، ولكنَّ حجم الشهداء الذي سقطوا في أيام قلائل كشف المشكلة بسرعة خصوصاً في اليومين الاولين من العدوان. وأضاف، أن مقبرة الشهداء شرق جباليا التي تتسع لآلاف الموتى وبها قبور جاهزة للدفن منذ فترة طويلة، لا يستطيع أحد ان يدفن فيها في هذا الوقت لأن الاحتلال يستهدف كل من يقترب من الحدود بصواريخه وقذائفه المدفعية، ولا يضع محرمات أمامه.

 

ومنعت اسرائيل دخول الاسمنت خلال فترة التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل التي انتهت في 19 ديسمبر (كانون الاول) الماضي بحجة ان فصائل المقاومة تستخدمه في انشاء الأنفاق.