خبر مراقبون إسرائيليون: جيشنا لم يواجه حتى الآن « جيش حماس » الذي ينتظر داخل المدن

الساعة 06:24 م|11 يناير 2009

فلسطين اليوم: غزة

دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أسبوعها الثالث، فيما يتواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المواقع والمستوطنات الإسرائيلية، والتي كانت السبب الرئيس للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،  والتي زاد مداها، ليصل على 50 كيلومترا، وبدأت تطال المواقع العسكرية، والقواعد الجوية في الجنوب.

 

وفي تقييمهم لمجريات الحرب، ورغم التعتيم الإعلامي الذي تفرضه إسرائيل، على خسائرها، اعترف مراقبون إسرائيليون أن القوات الإسرائيلية دخلت في اليومين الأخيرين إلى مرحلة "الجمود والمراوحة في المكان"، وحذروا من تحول تلك القوات إلى صيد سهل لفصائل المقاومة.

 

واعترف ضباط ومسؤولون عسكريون أن "جيش حماس" لا يظهر بالشكل الذي يتوقعوه، وأعربوا عن خيبة أملهم من أن المقاومين الفلسطينيين، لم ينجروا إلى الفخ الذي نصبته لهم قوات الاحتلال، ولم  يندفعوا باتجاه القوات الإسرائيلية، التي تتمركز في  المناطق المفتوحة ليتسنى "اصطيادهم"  عن طريق الجو وقال أحد الضباط "لا نراهم ولا ندخل في مواجهات معهم".

 

وانتقد ضباط ومسؤولون عسكريون المماطلة من قبل دائرة صنع القرار في اتخاذ قرار حول استمرار أو وقف الحرب، وأكدوا على أهمية "اتخاذ قرار فوري إما بوقف الحرب أو توسيعها لأن الوضع الحالي يعني تراجع زخم الحملة العسكرية، وانتقالها إلى مرحلة المراوحة في المكان التي تعتبر خطيرة على القوات المتواجدة في محيط قطاع غزة"،  وقالوا إن الجنود "بدءوا يغرقون في المستنقع الغزي" .

 

وقالوا إن استمرار الوضع الحالي، يعطي "حماس" الوقت الكافي لتخطيط هجمات على المواقع التي يتواجد فيها الجنود، محذرين من أن الانتشار الحالي دون شن عمليات هجومية سيكون منوطا بالتعرض لهجمات وفقدان مزيد من الجنود. وأكدوا أنه يجب حسم الموقف بسرعة إما باتجاه الانسحاب أو البقاء، مؤكدين أن "البقاء منوط بأثمان".

 

وأكد  مسؤولون عسكريون أن "حماس" ما زالت تحافظ على قوتها. وأشاروا إلى أنه "لا يوجد مواجهة حقيقية مع فصائل المقاومة التي، تبقى في مواقعها وتخطط لعمليات قنص وتفجير ضد القوات".

 

كما أكد المسؤول العسكري أن الذراع العسكري لحركة "حماس" لم يتضرر تقريبا. "وباستثناء خلايا معدودة فإن القوات العسكرية لحركة حماس لم تأخذ بعد دورا في القتال". ويضيف "في غزة هناك جيش مدرب تلقى التدريب من أفضل المدربين الإيرانيين، وهو مزود بسلاح وصواريخ متطورة. والجيش الإسرائيلي لم ير هذا الجيش الذي ينتظره داخل المدن" بحسب المسؤول العسكري.

 

وتابع "واضح للجميع أن الجيش الحقيقي ينتظر في شوارع وأزقة قطاع غزة ..  وحماس تنتظر خياران: عملية نوعية ضد القوات الإسرائيلية أو أسر جنود لإنهاء الحرب، وهذان السيناريوهان من شأنهما تأجيج الرأي العام الإسرائيلي والضغط على الحكومة لوقف الحرب واستعادة الجنود من غزة".  وأعرب عن رأيه أنه من الممكن أن يكون هناك سيناريو آخر لإنهاء الحرب، وهو "خطأ إسرائيلي يؤدي إلى مجزرة على غرار مجزرة قانا تزيد الضغوطات على إسرائيل لوقف الحرب".

 

ويضيف أن القادة العسكريين يؤمنون أن العملية البرية المحدودة استنفذت وأن حالة المراوحة في المكان ستؤدي إلى أحد السيناريوهات المذكورة أعلاه. لذلك يضغطون على المستوى السياسي لاتخاذ قرار أما بتوسيع الحملة أو وقفها، مع العلم أن رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال، غابي أشكنازي ووزير الأمن إيهود باراك، يفضلان وقف الحرب والتوصل إلى تسوية في حين ترى وزيرة الخارجية أنه ينبغي وقف الحرب بشكل أحادي مع التلويح بتجديدها إذا ما تجدد قصف الصواريخ.

 

ويتضح من بعض التسريبات في تصريحات لجنود إسرائيليين، أن الآليات الإسرائيلية تتعرض للقصف من قبل فصائل المقاومة، وتلحق بها أضرار، إلا أن قوات الاحتلال تفرض تعتيما شديدا على مجريات العمليات والخسائر في الآليات والأفراد. كما أكد المسؤولون أن القوات الإسرائيلية لم تتقدم إلى داخل المناطق ذات الكثافة السكانية، وأنها ما زالت تتواجد في مواقع محيطة بقطاع غزة.

 

ورغم التصريحات باستمرار الحرب ، إلا أن المسؤولون الإسرائيليون  ، يحاولون رسم صورة لانتصار وهمي ، ينهي المعارك حيزا، ويكون المشهد الأخير من الحرب مثل  قتل أو أسر أحد كبار قادة "حماس".

 

وقال مسؤول عسكري إنه واضح للجميع أن ساعة انتهاء العمليات قريبة. لكن بسبب عدم تحقيق الأهداف فإن وقف العمليات الآن يقرب الدخول القادم لغزة.