خبر ملك غاضب وقلق / يديعوت

الساعة 11:29 ص|11 يناير 2009

(المضمون: في المملكة الاردنية غاضبون وقلقون من التطورات في غزة ومن احتمالات عودة اسرائيل لتبني الخيار الاردني مما يعرض المملكة للخطر - المصدر).

 

        على هذا الشرف لم يتجرأ ياسر ابو هلال، المراسل الكبير لقناة "الجزيرة" في الاردن حتى ان يحلم. فبعد ان تلقى ظهر يوم الجمعة ضربا مبرحا من قوات الامن، رفع الملك عبد الله الهاتف فاتصل بالمستشفى واهتم بسلامته واغدق عليه كلمات قاطعة في صالح حرية التعبير. رئيس الوزراء، خمسة وزراء، موظفون كبار ووجهاء عامون وقفوا الى جانب سرير هلال، كل واحد حرص على ان تلتقط له الصور الى جانب وجهه المضروب. وفي المساء هبطت عليه رسالة اعتذار لم يكن مثيل لها في علاقات السلطة – الاعلام في المملكة: رئيس جهاز المخابرات بعظمته يعتذر عن الحادثة ويعد بلجنة تحقيق.

        لم يكن هذا تورط من السلطة مع روابط الصحافيين في العالم العربي، التي تسيطر عليها حركة الاخوان المسلمين التي ولدت حماس. يمكن لهذه ببساطة ان تصبح حادثة دبلوماسية زائدة مع امارة قطر، اصحاب الجزيرة. هذا فقط ينقص القصر: ان ياخذ صورة من يصفي الحسابات مع القناة المثيرة، بتكليف من اسرائيل.

        هلال بالاجمال خرج ليغطي مسيرة الغضب التي حاولت اقتحام مجال السفارة الاسرائيلية في عمان. الشرطة صدوا الجماهير الملتهبة الحماس، الجزيرة صورت المناوشات. الشرطة الذي كان بوسعهم ان يخمنوا ما الذي سيصدر على الشاشات، قرروا التعرض للصحافي والمصورين.

        وفي داخل المجال المحروس يمكث السفير الاسرائيلي، يعقوب روزين، ويرى الاردن يغلي، وكيف تنخدش شبكة الاتصالات المتفرعة التي بنيت على احترام متبادل وثقة حميمة. السفير الاردني، علي العايد، تلقى قبل الدخول الى غزة تعليمات بالابتعاد عن مكان مقره في تل ابيب، ومستشارو الملك يلمحون بان هذه ليست نهاية القصة. هكذا، روزين عالق في عمان دون خروج في العطلة الى القدس: اذا خرج ليس مؤكدا ان يكون بوسعه العودة. نصف اعضاء البرلمان الاردني يضغطون ليس فقط لطرده من عمان، بل لتمزيق اتفاقات السلام مع "العدو".

        وفي ظل هذا التورط، فان لقصر الملك يوجد سجل مفتوح، مرير ومشحون، مع قيادة حماس. خالد مشعل لا ينجح في الحصول على موطىء قدم في المملكة، كي لا يشعلها تكليف من الاستخبارات الايرانية.

        نحو شهر قبل الحملة في غزة استدعى الملك عبد الله اولمرت وباراك على عجل (اللذين وصلا الى عمان في مروحيتين منفصلتين، لاعتبارات امنية)، ليحذرهما من اشتعال المشاعر الذي سيكون غير قابل لكبح الجماح، وبالاساس ليذكرهما بالهدوء على الحدود الاردنية بفضل اجهزة الامن التي تحبط بتشدد تهريب السلاح. في الاردن لم يحفروا حتى اليوم الانفاق، لا توجد وسائل اطلاق للصواريخ، وهي حدود تصد التسلل، من يعرف ذلك يعرف كيف يثني على منظومة فاخرة من العلاقات الشجاعة، التي صمدت في اختبارات غير بسيطة. وماذا فعل اولمرت وباراك؟ انصتا دون ان يعدا بشيء.

        والانتخابات عندنا اصبحت عندهم كابوسا، ومنذ الان رسمت هذه سيناريو الرعب الاردني: نتنياهو كرئيس وزراء سينفض الغبار عن مشروع "الاردن هو فلسطين"، يفتح معابر الحدود، يؤدي الى توحيد الضفة الغربية بالشرقية، وبأثر الطوفان الفلسطيني، فان مستقبل ومصير الاسرة المالكة الهاشمية سيتبددان. لا يوجد سبيل في العالم ( بفضل ليبرمان وامثاله) لاقناع الاستراتيجيين في القصر، بان الخيار الاردني لن يصفعهم في وجوههم فور الانتخابات، وان نتنياهو، الذي سبق ان ورطهم في محاولة التصفية الفاشلة لمشعل، لا يعد بنك مغامرات جديدة. اذا سألتم الان الملك، فهو غاضب جدا على اسرائيل وبقدر لا يقل عن ذلك قلق من ان تتعقد الحملة في غزة وتبقيه منعزلا في المعركة، للتصدي للواقع.