خبر الانهاء الان.. فقط ليس « وقف نار » / يديعوت

الساعة 11:24 ص|11 يناير 2009

بقلم: دوف فايسغلاس

المستشار الخاص للرئيس شارون

 

الهدف الفوري الذي ينبغي لاسرائيل ان تتطلع اليه هو وقف النار من غزة وضمان الهدوء والامن للبلدات حولها. عمليا، يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال "تصفية" حماس كقوة مسلحة؛ والخطوة تفترض ضمن امور اخرى، السيطرة العسكرية على قطاع غزة، الانتقال من باب الى باب، اعتقال مشبوهين، البحث والقبض والتدمير للسلاح، المعدات والمنشآت. مثل هذه العملية، في نسج مديني يضم مئات الاف الاشخاص باكتظاظ فظيع، مشكوك أن تكون ممكنة.

ولما كان هذا هو الحال، فانه من الممكن تجربة وتحقيق الهدوء فقط لسياسة رد صلبة: كل عمل عنف فلسطيني يجب أن يؤدي الى رد عسكري حاد وفوري، ولا سيما تجاه المتبوئين للمناصب ومنشآت السيطرة، رد يفرض الرعب على اصحاب القرار ويردعهم من المس باسرائيل. هكذا يبقى الهدوء حاليا في الحدود الشمالية: ليس بسبب "ترتيب" سياسي او بفضل قرار 1701 لمجلس الامن، الهدوء يستند الى حطام بيروت.

الهدف النهائي لاسرائيل، في سياق غزة، هو ابعاد حماس عن الحكم، ولكن لاعتبارات فصلناها اعلاه فان هذا غير قابل للتحقيق بوسائل عسكرية، وكذا سياسة الرد لن تؤدي الى ذلك. فقط خيبة أمل، مرارة وغضب على مدى الزمن من الجماهير الفلسطينية هي التي ستطرد حماس – واغلاق اقتصادي هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بان تدفع الفلسطينيين لعمل ذلك. الاغلاق الاقتصادي هو أمر أليم ولكن ضرره ليس سيئا كالقصف من المدافع او الطائرات.

غاية الحرب في غزة يجب أن تتلخص في اثنين: الحفاظ على "ميزان رعب" ناجع لحماية البلدات، واستمرار الاغلاق الاقتصادي المضبوط على قطاع غزة للدفع باتجاه اسقاط حكم حماس من قبل السكان أنفسهم. كل اتفاق لـ "وقف النار"، في صيغة او بوساطة كهذه او تلك سيحبط الغاية المطروحة: لن يكون ردع، وذلك لان اسرائيل ستمتنع، على عادتها، عن الرد بالنار حتى عندما تخرق حماس، على عادتها، الاتفاق؛ الاغلاق الاقتصادي سينتهي: فتح المعابر، بالنسبة لحماس، هو شرط مسبق لكل اتفاق، والعالم بأسره يؤيد موقفهم.

النتيجة المتوقعة هي بالتالي انه "بفضل هزيمتها العسكرية ستحظى حماس بتحسين وضعها: ضمن امور اخرى لاجراء مفاوضات سياسية مع اسرائيل والعالم ولتحقيق وقف للنار وانهاء الحصار الاقتصادي. التعاظم العسكري لحماس سيستمر – رغم ما يقال في هذا الاتفاق او ذاك – لانه لا يمكن لاي رقابة دولة ان تتمكن من التصدي لقدراتهم في مجال التهريب، الحفر والانفاق.

قرار المجلس الوزاري بعدم القرار يطيل الحملة العسكرية ومن شأنه بالتالي ان يعرض للخطر تحقيق الغاية المذكورة. استمرار النشاط العسكري "يجتذب" تدخلا دوليا متسعا وضغطا لوقف النار. قرار مجلس الامن، وان كان بحد ذاته ليس فيه تخوف عملي، هو مؤشر مقلق. فلاول مرة منذ زمن بعيد تمتنع الولايات المتحدة عن استخدام حق الفيتو لمنع مثل هذا القرار او لفرض التوازن في مضمونه. هكذا تصرفت ادارة مؤيدة وودية، فما الذي سيكون بعد اسبوعين؟ اسرائيل لن تصمد امام الضغط الدولي المتصاعد، وفي نهاية المطاف ستضطر الى الموافقة على وقف النار في تسوية مع حماس.

وهم هو الاعتقاد ان مثل هذه التسوية يمكن أن تتحقق بشكل غير مباشر بين اسرائيل ودول العالم في ظل "القفز" عن حماس. فمنذ الان تشارك حماس في المفاوضات. الجميع يسألون رأيها وموقفها، مبعوثوها يخرجون ويدخلون، ومن خرائب مملكتها المهدمة فانها "تفكر" و "تتردد" وتطرح الشروط وما شابه من اصوات البطولة.

حماس، سواء بفضل تدخل العالم ستنجو من الحرب وفي يدها اتفاق يرفع الحصار الاقتصادي ويقيد قدرة اسرائيل على الرد بالنار، هي حماس التي انتصرت في الحرب، في نظرها وفي نظر محيطها. محظور أن يحصل هذا.

اسرائيل ملزمة بان تنهي الحملة العسكرية لاستنفاد انجازاتها الهامة قبل أن يفرض على اسرائيل اتفاق سيء وضار.