حماس لا تريد مواجهة في مستوى عالٍ- اسرائيل اليوم

الساعة 01:22 م|21 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أمنون لورد

 (المضمون: السؤال هو هل "التسوية" مع حماس ممكنة. واذا كان نعم، فالمشكلة توجد ايضا في جانب اسرائيل. لا يذكر ان هناك موضوعا مثل الوضع في غزة كان يخضع للعبة سياسية عديمة المبرر مثلما تبدو الامور الان - المصدر).

شيء واحد يمكن بالفعل استخلاصه من سياق الامور في الاسبوع الماضي ومن نهاية الاسبوع الهادئة نسبيا على حدود القطاع – حماس ردعت او مردوعة، من التدهور الى مواجهة بمستوى عال لانها تفهم اكثر مما مضى بان لاسرائيل خيارا عملياتيا ضدها لا يحتاج الى الدوس بنعال عالية في داخل غزة نفسها.

كما ان الخيار الاكثر تطرفا الذي يفكرون به في الكابنت، وهناك من يعزونه لوزير التعليم بينيت، يرتبط بضربة قصيرة وشديدة دون معركة برية. هذا الامر يعني أن حماس دخلت في تخلف في السنتين الاخيرتين. فهي يمكنها ان تلحق بنا ضررا بنارها الصاروخية، ولكن رد الجيش الاسرائيلي سيكلفها خسائر اكثر بكثير جدا بينما في طرفنا يمكن تقليص الخسائر الى الحد الادنى. وحتى في شبه الجولة القصيرة، التي جاءت في اعقاب اطلاق الصاروخ على بئر السبع، اصيب دون أن نكاد نعرف بذلك عشرات الاهداف التي هي ذخائر امنية تسجل لدى حماس في جانب الناقص – وذلك فقط على صاروخ واحد.

 

          وبالتالي فان اسرائيل توجد في معركة بديلة يبدو أنه مريح اكثر للجمهور وللحكومة التعاطي معه اكثر مما مع معركة كبيرة اخرى يلف بالغموض نتائجها السياسية. وفي هذه اللحظة ينتظر الجميع مرة اخرى رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، المندوب المصري الرفيع الذي يحتل منصب الرئيس السيسي قبل أن يطرد الاخوان المسلمين من الحكم.

 

السؤال هو هل "التسوية" مع حماس ممكنة. واذا كان نعم، فالمشكلة توجد ايضا في جانب اسرائيل. لا يذكر ان هناك موضوعا مثل الوضع في غزة كان يخضع للعبة سياسية عديمة المبرر مثلما تبدو الامور الان. فمع اقتراب نهاية الاسبوع تحدث وزير الدفاع ليبرمان عن ضربة شديدة ضد حماس، ولم يعد يتحدث بالضبط عن معركة كاملة. وبقدر ما كان ليبرمان مصمما، هكذا اصبح وزير التعليم بينيت فجأة حمامة ورفض الخروج في حملة كبيرة. ومن الجانب ينفخ في قذالة صقور اليمين العائلات التي تطرح مطالبها.

 

          المطالبة من اليسار، التي عبر عنها رئيس العمل آفي غباي، ببساطة غير معقولة: ببساطة ان تحسب اسرائيل المعركة مع حماس وتسلم القطاع على طبق من الفضة ودمائها للمخادع السياسي ابو مازن، الاخطر اليوم من يحيى السنوار. فابو مازن مسؤول اكثر من الجميع عن الخنق والمعاناة للسكان، ولكن ممثلي اليسار يلمعون حذاءه. واحد يخرج كي يرتبط بوفد م.ت.ف في الامم المتحدة، الاخرون يحجون الى رام الله ويمنحون الشرعية للزعيم الهدام. يبدو أنه رغم العناق الايديولوجي من غباي ولفني، حفظ ابو مازن اللهيب في اعقاب رسائل تلقاها من الاردنيين والمصريين.

 

          وبالتالي فقد بقي نتنياهو هو الجهة الاقل ترددا. فقدرته على الصمود في الموجات الاعلامية وضغوط الشارع هي ظاهرة لا يذكر مثيل لها في القيادة الامنية. من الجانب الفلسطيني، يرون العرض السخي للامريكيين من بداية السنة. وهذه على ما يبدو "لوحة الاهداف"- او جزء منها – التي يتحدث عنها رئيس الوزراء. يدور الحديث عن استثمار مليار دولار، يتضمن منشآت تحلية، شبكة كهرباء، توسيع المنطقة الصناعية ايرز وربما ميناء مراقب في قبرص. مثل هذه الخطوة تجعل غزة كيانا مستقلا، يخرج من الازمة الانسانية الدائمة له. كما أنها تحطم احد اساسات المشروع الوطني الفلسطيني، من خلال قطع منطقة غزة عن السلطة الفلسطينية. ان إرث ابو مازن لن يكون الصمود دون التنازل عن أي شبر وعن أي حق – بل فقدانه نحو ثلث اراضي الدولة الفلسطينية.