خبر محاصرون بالقنابل...عائلة غزية تبحث عن تفاصيل حياتها الغائبة وراء الموت

الساعة 09:27 ص|11 يناير 2009

 

غزة: فلسطين اليوم

منذ 16 يوما و عائلة شاهين من مدينة غزة في قطاع غزة، تعيش حياه استثنائية لا شئ مما كان و لا تفاصيل طبيعية ليومهم العادي الذي كان يبدأ بنهار و ينتهي بليل...فالظلام دائم ورائحة الأرض استبدلت برائحة الدماء والقنابل التي حولت شتائهم الهادئ لدمار.

و قد تكون العائلة و التي تسكن في حي النصر وسط غزة محظوظة إلى حد كبير فلا جرحى و لا قتلى لديها، إلا أنها تعيش كابوسا يوميا خوفا من بموت قد يدق بابها في أي لحظة، و جمود ساعات طوال لا تكاد تتحرك، و عزل يفصلها عن كل ما حولها إلا من صوت قذائف تدق الجوار.

ففي صباح يوم السبت 27/12 خرجت الأسرة من بيتها على أصوات قصف الطائرات بشكل مفاجئ على المقرات الأمنية و مراكز الشرطة التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن البيت، و بحسب الابنة شذى "22" عاما، فأنه اليوم الأصعب رغم أنهم لم يتوقعوا أن يستمر الأمر:" اليوم الأول من العدوان لم يكن له مثيل كنا نعيش بخوف و هلع" فعنصر المفاجأة في بدء الغارات كان السبب الرئيسي الذي جعلهم يعيشون هذا الكم الكبير من الخوف.

وتكمل:" كنا في البيت و فجأة سمعنا صوت انفجار هائل اهتزت له أركان المنزل، فاجتمعنا معاً و اختبأنا في غرفة واحدة، واستمر القصف عدة ساعات، حتى أن ابن عمي والذي لم يتجاوز بعد 4 سنوات شعر بخوف شديد وبدأ يرتجف ويبكي بشكل غير طبيعي".

و بعد انتهاء وجبة القصف التي استهدفت تلك المقار، تقول شذى إن أفراد العائلة خرجوا من الغرفة الصغيرة مسرعين إلى نوافذ البيت كي يروا نتائج الغارات "المجنونة"، ليجدوا كل المباني الممتدة على طول الشارع الرئيسي و قد سويت بالأرض فوق من كان يتواجد فيها أو يمر بالقرب منها لحظة القصف.

و منذ ذلك اليوم بدأت شذى تعد أيام العدوان على القطاع وتوثق حادثة صغيرة في كل يوم كي تتذكر جيداً ملامح الحرب، ففي اليوم الأول قصفوا مركز الشرطة المجاور، وفي اليوم الثاني دمروا مقر فضائية الأقصى القريبة، وفي اليوم الثالث استهدفوا بيت أحد الأقارب فلجئوا إلى منزلنا..

وعند وصفها لليل مدينة غزة أكدت شذى أن أصوات الطائرات الحربية وقصفها المستمر للمنازل والمنشآت تحول الليل إلى نهار، وأن العائلة تنسى النوم وتبقى تعد الغارات طوال الليل أو تتحدث عن الأماكن التي من الممكن أن تستهدفها الطائرات:" أفكر طويلا عندما اسمع القصف في ماهية المبنى الذي تم تدميره و أدعو الله ان لا يكون مكانا اعرفه".

وبعيداً عن تفاصيل الغارات اللامنتهية تبدأ شذى في شرح حياة عائلتها بلا تيار كهربائي ولا مياه منذ أكثر من عشرة أيام، فتوضح أن انقطاع الكهرباء لا يمكّنهم من صنع الخبز بل اللجوء إلى "الطوابير" الطويلة أمام المخابز المنهكة بانتظار الحصول على نصف كيس من أرغفة الخبز.

و تتابع:" بعد انقطاع الكهرباء تلفت كل الأطعمة المتواجدة في الثلاجة والتي كانت لتكفينا أياماً طويلة، ويزداد الأمر سوءاً لأننا في فصل الشتاء حيث نشعر بالبرد الشديد أثناء ساعات الليل وليس لنا سوى الأغطية كي نستدفئ بها".

و من جهة أخرى تحرم العائلة من مياه الشرب وتلك التي تستخدم في التنظيف إلا مرة كل أسبوع، حيث تصلها المياه عبر مولدات ضعيفة لا تستطيع نقلها إلى البيت بصورة دائمة.

ولأن بيت شذى غير بعيد عن ساحل قطاع غزة فتقول إن البارجة الإسرائيلية المتواجدة قرب الشاطئ لا تكف عن عمليات القصف واستهداف المنازل بشكل عشوائي، مضيفة أن كل أخبار الغارات وأعداد الشهداء لا يعرفها الكثير من السكان بسبب صعوبة التواصل.

و قالت:" أتصل على صديقتي صباح كل يوم اسألها عن عدد الشهداء وآخر أخبار العدوان، هذا الأمر من أكثر الأمور المزعجة لنا فنحن في قلب الحدث والقصف و مع ذلك لا نعرف تفاصيل ما يجري بالخارج"، و تضيف:"لكن بالرغم من كل تلك الظروف نسمع السكان يرددون شعارات الانتصار!.