تتعامل مع الموقف بحكمة ومسؤولية عالية

مختص: المقاومة تمتلك من الإمكانيات والجهوزية ما يجعل إسرائيل تعض "أصابع الندم"

الساعة 01:14 ص|19 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

يرى الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي عامر خليل أنَّ رسالتي سرايا القدس وكتائب القسام تعبران في فحوهما عن جهوزيتهما العالية لمواجهة أي عدوانٍ إسرائيلي محتمل على قطاع غزة، مشيراً إلى أنَّ المقاومة تتعامل بحكمة وحنكة عالية سواء على صعيد اتخاذ القرارات أو على الصعيد الميداني العملياتي.

وأوضح خليل في تصريحٍ لـ"فلسطين اليوم" أنَّ رسالتي سرايا القدس وكتائب القسام تؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك أن أي عدوان قادم لن يكون "نزهة"، وأن المقاومة على أتم الجهوزية لتلقين إسرائيل درساً قاسياً إذا ما ارتكبت أي حماقة تجاه غزة، مشدداً على أن الاحتلال يدرك أنَّ المعادلة تغيرت، فإذا كانت إسرائيل تمتلك قرار بدء المعركة فليس بمقدورها التحكم في مسارها أو مجرياتها أو مآلاتها.

وحذرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الاحتلال الإسرائيلي من عواقب ارتكاب أي حماقة تجاه غزة.

وجاءت رسالة سرايا القدس وكتائب القسام في وقت أصدر فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) الذي انعقد مساء أمس لنحو ست ساعات، تعليماته لجيش الاحتلال بتصعيد رده ضد المتظاهرين الفلسطينيين.

وكان المجلس الوزاري المصغر قد رفض الإعلان عن نتائج اجتماعه أمس، وأصدر تعليماته للوزراء بعدم التعليق على فحوى الاجتماع، لكن مصادر صحفية إسرائيلية نقلت عن الوزير يؤاڤ غالنط عضو المجلس المصغر قوله "إن قواعد اللعبة سوف تتغير في قطاع غزة"، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وأشار خليل إلى أنَّ المشهد الفلسطيني أمام مرحلة جديدة ومتطورة من مراحل مقاومة العدو الإسرائيلي تختلف عن التجارب السابقة من جميع النواحي سواء العسكرية أو الأمنية أو السياسية، مبيناً أن المقاومة باتت تمتلك من الإمكانيات ما تستطيع من خلاله أن تتسبب في حالة شلل كامل ليس على صعيد حركة المستوطنين في غلاف غزة، إنما على صعيد حركة المجتمع الإسرائيلي بكامله.

ويعتقد خليل أن الإسرائيليين سيدفعون الثمن باهظاً عند ارتكاب أي حماقة بحق غزة ومقاوميها، مشيراً إلى أنَّ أي حرب مقبلة ستؤثر على مجريات الأحداث في المنطقة والأقليم، لافتاً إلى أن أي حرب على غزة ستكون مضرة بالنسبة لإسرائيل في الوقت الذي تريد فيه التركيز على إيران وبرنامجها النووي ووجودها في سورية.

وأشار إلى أنَّ صناع القرار في إسرائيل يدركون جيداً أن المقاومة في غزة دخلت في مرحلة جديدة من التطور الأمني والعسكري والسياسي، وأنها باتت على مقدرة عالية من المناورة على جميع المستويات، لافتاً إلى أن الإسرائيليين يتحدثون بشكل واضح عن أن نتائج عدوان 2014 تلاشت، وأنَّ مفهوم الردع انتهى أمام قوة المقاومة والشعب الفلسطيني.

ويرى خليل أن المتغير المهم في المشهد الفلسطيني انطلاق قرارات المقاومة بشأن العمل المقاوم من خلال (الغرفة المشتركة للمقاومة)، ذلك يعني أن المقاومة أصبحت عبارة عن جبهة واحدة وتتحرك بنفس واحد وتدير المعركة بحكمة وتنسيق على أعلى المستويات، الأمر الذي يكن المقاومة من مفاجأة العدو بأشياء لم يكن يتوقعها.

ويرى خليل أن المقاومة لن تقبل باستمرار إسرائيل في مجازرها بحق الفلسطينيين، أو الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، أو السكوت على الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 12 عاماً على التوالي.

ويشير خليل، إلى أنّ التهديدات الأخيرة حيال غزة لها علاقة بالرؤية الأمنية الإسرائيلية التي يتم بحثها داخل هذه الأوساط، وما تراه من أنّ الوضع الاجتماعي والاقتصادي والحياتي المتدهور يمكن أن يفجر حرباً جديدة.

ويوضح أنّ الاحتلال يرسل إشارات عن استعداده للتعامل مع أي انفجار للوضع، وكذلك يضغط على الأطراف المختلفة لمنع هذا التدهور والانفجار.

ويلفت إلى أنّ عوامل انفجار غزة في وجه إسرائيل متوفرة، موضحاً أنه إذا لم تتحسن الأوضاع ويجد الفلسطينيون انفراجة حقيقية في الوضع الحياتي، وإذا أقدمت السلطة على فرض عقوبات جديدة وقاسية هذه المرة، فإن الأوضاع ستتعقد أكثر وستصل مرحلة الانفجار.

وأشار إلى أنَّ بقاء غزة على ما هي عليه الآن، وتدهورت الأوضاع بشكل أخطر، وأصبحت الحياة شبه مستحيلة، فخيار أنّ تبادر المقاومة للحرب مطروح، وقد تقدم المقاومة على عمل نوعي يكون بداية الحرب، وفق خليل.