تفاصيل الجريمة التي ارتكبها المستوطنون ضد المواطنة عائشة الرابي

الساعة 08:30 ص|14 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

تحولت الاستعدادات المبهجة للزفاف المنتظر لعائلة الرابي في بلدة بديا بمحافظة سلفيت إلى مأتم بعد أن قضت أم العروس عائشة الرابي (45 عاما) شهيدة إثر اعتداء المستوطنين على السيارة التي كان يقودها زوجها وهما عائدين إلى منزلهما بعد زيارة عائلية إلى الخليل.

وعائشة وهي أم لـ 8 أبناء (2 ذكور و6 اناث)، كانت على موعد قريب (نحو 15 يوما) مع حفل زفاف ابنتها سلام (24 عاما)، قبل أن يباغتها مستوطن اسرائيلي حاقد بحجر اخترق الزجاج الامامي للسيارة التي كانت تستقلها واصابها في وجهها لتنزف حتى الموت قبل أن تصل إلى المستشفى.

"كل شيء تحطم في لحظة غادرة" ومع هذه الحظة ايضا تحول الثوب الابيض الذي كانت سلام منهمكة بتفاصيل ليلته المبهجة، الى جانب أمها وشقيقاتها، إلى ثوب اسود للحداد والحزن والفجيعة.

وفي تفاصيل الاعتداء المرعب، يقول أحد أقرباء الشهيدة، عماد الرابي على لسان زوجها السيد يعقوب الرابي: انه واثناء العودة من الخليل وعلى بعد 2 كلم من حاجز زعترة العسكري وفيما كانت الساعة تقترب من العاشرة ليلا، كانت عائشة وزوجها وطفلتهما راما (9 سنوات) هدفا لهجوم من قبل مجموعة من المستوطنين الذين انقضوا من فوق تلة قريبة من الطريق على سيارة العائلة بالحجارة، ما أدى إلى اصابة عائشة بجروح خطيرة في الرأس والوجه.

وأضاف: "اخترق حجر الزجاج الامامي للسيارة وكأنه رصاصة واصاب عائشة في وجهها وبدأت بالنزف بشدة، ووسط حالة من الرعب والخوف استمر الزوج بقيادة السيارة مسرعا لتفادي اي هجوم اخر من التلة المرتفعة التي تكشف الشارع بوضوح، بينما لا يستطيع من هم على الطريق تحديد مكان القاء الحجارة".

وبعد تجاوز مكان الهجوم استمر الزوج بالقيادة نحو مركز ابن سينا الطبي في بلدة حوارة، حيث كانت عائشة لا تزال على قيد الحياة وبسبب اصابتها البليغة تم استدعاء سيارة اسعاف لنقلها الى مستشفى رفيديا الحكومي، الا ان النزيف الذي تعرضت لم يسعفها لان تصل هناك وهي على قيد الحياة.

ويظهر في صور السيارة التي تم عرضها بعد الجريمة، ان عائشة نزفت بشدة بسبب حجم الاصابة، حتى ان الدماء كانت واضحة على أسفل المقعد الامامي بجانب السائق.

ورغم ان المنطقة التي وقعت فيها الجريمة غالبا ما تشهد تواجدا عسكريا اسرائيليا دائما، الا انه لم يكن هناك اي تدخل لمنع هؤلاء القتلة، حيث اقتصر تدخل قوات الاحتلال بعد ان تم ابلاغهم رسميا بالجريمة على مصادرة السيارة المستهدفة بزعم التحقيق في الحادث، واستدعاء زوج الشهيدة لتوصيف مكان وظروف الجريمة.

وتعقيبا على هذه الجريمة، قال مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، الدكتور عمار دويك "أن الفلسطينيين منذ فترة طويلة يتعرضون لعنف المستوطنين، وأحيانا يتخذ هذا العنف شكلا ممنهجا تنفذه منظمات إرهابية أو مليشيات مسلحة كما حصل في عقد الثمانينات عندما حاول المستوطنون اغتيال عدد من رؤساء البلديات، أو على شكل عنف فردي".

وأضاف: "أن وتيرة العنف متزايدة بشكل بات فيه الفلسطيني لا يؤمن على حياته وحياة أسرته وعلى ممتلكاته، كما حصل مع إحراق عائلة دوابشة، وقتل الطفل محمد أبو خضير، وأخيرا الأم عائشة الرابي"، مشيرا إلى "ان هذا يبدو وكأنه يندرج في إطار سياسة "إسرائيلية" منظمة أداتها إرهاب المستوطنين من أجل دفع الفلسطينيين إلى ترك أراضيهم".

وحول دور قوات الاحتلال حيال الجرائم التي يقترفها المستوطنون بشكل مستمر، يقول دويك: "إن هناك تواطئا اسرائيليا رسميا مع المستوطنين من خلال توفير الحماية لهم وعدم محاسبتهم"، داعيا إلى إطلاق حملة دولية فلسطينية للتصدي لعنف المستوطنين وشرح كيف يؤثر على حياة الفلسطينيين وقدرتهم على التحرك، بما يدفع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي للتحرك من أجل محاسبتهم ووقف هذا الارهاب.

واوضح دويك "أن إسرائيل تتعامل بازدواجية عندما يتعلق الامر بإقدام فلسطيني على قتل مستوطن، حيث تقوم بفرض عقوبات جماعية واسعة على الفلسطينيين، وتقوم باعتقال أسرته وهدم منزله، ولا يتوقف نتنياهو والوزراء والمسؤولين الإسرائيليين عن التصريح والتنديد والوعيد، وأن هذا الإرهاب الفلسطيني جاء نتيجة التحريض من القيادة الفلسطينية، وأن المناهج الفلسطينية تحض على العنف وعلى معادة السامية، وهذا دليل على أن الفلسطينيين لا يريدون السلام، بينما عندما يقتل مستوطن فلسطيني لا يُسمع اي تنديد او محاسبة جدية رغم فظاعة الجرائم التي اقترفها المستوطنون".

كلمات دلالية