غباي، لبيد، غانتس، وباقي جبناء اليسار.. هآرتس

الساعة 02:44 م|12 أكتوبر 2018

بقلم

غباي، لبيد، غانتس، وباقي جبناء اليسار.. هآرتس

بقلم: رافيت هيخت

(المضمون: ان محاولة أن تكون "هذا وذاك" تفتت اليسار أمام اليمين. ليس هنالك شيء اسمه "هذا" و"ذاك" في الواقع الاسرائيلي. اليمين مسيطر بسلطته، ومصر على تحويل اسرائيل ثيوقراطية يهودية عنصرية على حساب الديموقراطية. اليسار ما زال يخاف من أن يسمي نفسه يساراً.- المصدر).

لقد كان وما زال الطموح الأساسي للمستوطنين هو خلق تحريف بصري، وكأنه يوجد تطابق كامل بين مصالحهم وبين مصالح دولة اسرائيل. هذا ما وقف خلف شعار "لنستوطن في القلوب" هذا هو التفسير لشعور الانكسار في المعسكر الاستيطاني، الذي يشعر أنه تم التخلي عنه من قبل الجمهور في فترة الانفكاك، وهذا هو الدافع الذي يحرك بنجاح الحكومة.وهذا أيضاً ما يقف خلف حالات التوقيف، التحقيق ورفض الدخول المجنونة في مطار بن غوريون. هذه حالات مضحكة ،فيها طالبة ابنة 22 عاما حصلت على موافقة لحضور الحدث، يتم توقيفها طوال 9 أيام في منشأة اعتقال أو مواطنة من ملاوي ابنة 46 عام عضوة مجلس الكنائس متهمة بتوثيق الواقع في الضفة الغربية، " متجاهلة نشاطات الجيش الاسرائيلي في تحسين وضع السكان الفلسطينيين".

كل عاقل، بمن فيهم أردان وزملائه - يعرف جيداً أن هؤلاء الأشخاص لا يشكلون أي خطر على اسرائيل. وهكذا ففإن المناخ الخطابي هنا تحول إلى مناخ لا يحتمل. هذا الأسبوع مثلاً وُصف زئيف إلكين كبير رجالات التحريض،ب "يساري"، على خلفية التنافس على رئاسة بلدية القدس، وأهين حتى الأعماق. ولكن الدافعية الحقيقية لإبقاء هؤلاء الأشخاص خارجاً هو محاولة قمع وتشويه معارضات واضحة للاحتلال، محاولة تنفذ أيضاً تجاه الداخل بواسطة وسم منظمات مثل "نحطم الصمت" و"بتسيلم".

في ظل المنحى الحالي، ربما انه في القريب لن يحتاج اليمين مطلقاً إلى أقنعة مثل الـ بي.دي.اس وتأييدها. بل إن الأمور ستقال ببساطة: من سينتقد الاحتلال- أجنبياً أو اسرائيلياً- هو شخص غير مرغوب به في اسرائيل. مكوثه أو حياته هنا ستتحول إلى جهنم، سوف يفهم بنفسه أنه محظور عليه فتح فمه وانتقاد سياسات اسرائيل أو الجيش في المناطق، نظراً لأن هذا الأمر من شأنه أن يكلفه مصدر رزقه، وأنّ عدد "اللايكات" التي وضعها على ادعاءات ليست مؤيدة للسلطة ستربض كغمامة فوق رأسه. إن التوق للحسم بمسألة المناطق تغلي في اليمين الأيدلوجي، الذي يشعر الآن بأنه في ذروة قوته، وهي حتى تطارد بنيامين نتنياهو نفسه، الذي اضطر في الماضي إلى استخدام جثة ديفد بيتان من أجل وقف مبادرات ضم داءت من حزبه.

من الافضل والايسر لأردان بالتأكيد أن ينشغل بالطالبة لارا القاسم من الانشغال بتحقيقات رئيس الحكومة والتي تقع هي أيضاً تحت مسؤوليته، ولكن ياللخسارة أنه في الوقت الذي تعهد فيه زعماء اليمين خدمة اللوبي الاستيطاني فإن زعماء اليسار- الوسط يهربون من هذه المسألة كظباء مذعورة.

أفي غباي ويئير لبيد يتحدثان على الأكثر عن انفصال عن الفلسطينيين؛ بيني غانتس الذي ينهش في كليهما، لم يقل بعد كلمة في هذا الموضوع، وبالإمكان التقدير أنه أيضاً لن يقول؛ أورلي ليفي أبيكسيس، والتي جزء كبير إن لم تكن ألاغلبية من قاعدة دعمها يأتي بشكل عام من اليسار، تمتنع من إعطاء موقف واضح بهذا الشأن، و حتى أنها عضو على الأقل على الورق، في رابطة من أجل أرض اسرائيل الكاملة في الكنيست. أيضاً خارج العالم السياسي فإن حركات مثل "طريقنا" والتي أخذت على نفسها تنظيم اعتصام في ذكرى اتسحاق رابين -الذي قُتل، بالمناسبة لأنه فكّر بإعطاء قطعة ما من أرض اسرائيل في يوم ما إلى الفلسطينيين –تفضل تشويش الدماغ برسائل صامتة عن مكافحة التطرف والأغلبية المعتدلة، بدلاً من القول: أجل في المسألة الأكثر استقطاباً وتقلباً في المجتمع الاسرائيلي ألا وهي السيطرة العسكرية على ملايين بني البشر في المنطاق التي احتلت في 1967، نحن نعارض الاحتلال الجائر والمفسد والذي ليشس به أخلاق ولا ضرورة أمنية، بل يوجد به وجود مسيحاني لأمر ديني ما والتي تنجح مجموعة واحدة فقط في فرضه على مجموعة سكانية كاملة، هذه المحاولة في أن تكون "هذا وذاك" تفتت اليسار أمام اليمين. ليس هنالك شيء اسمه "هذا" و"ذاك" في الواقع الاسرائيلي. اليمين مسيطر بسلطته، ومصر على تحويل اسرائيل إلى ثيوقراطية يهودية عنصرية على حساب الديموقراطية. اليسار ما زال يخاف من أن يسمي نفسه يساراً.