خبر رائحة موت الغزيين لم تصل بعد إلى الرأي العام الإسرائيلي

الساعة 10:05 ص|10 يناير 2009

رام الله: فلسطين اليوم

في كل يوم وعلى مدار ال15 يوما متتالية انشغلت الفضائيات ووسائل الإعلام الصهيونية بنشر صور و أفلام  رصدها المراسلون العسكريون الإسرائيليون عن تحركات الجيش وما وصفوه بإنجازاته وانتصاراته العسكرية في قطاع غزة، وقد لا يبدو هذا الأمر غريباً في أي حرب، لكن الغريب هنا أن هذه الأفلام والصور هي الوحيدة التي تسمح بنشرها الحكومة الإسرائيلية أمام الرأي العام الإسرائيلي.

و بناء على ذلك أكد صحفيون عرب وأجانب أن صور الأطفال والنساء الشهداء والجرحى والمشردين والنازحين وصور الدمار والهدم والأشلاء كلها لا يلتفت إليها الإسرائيليون بل يهتمون بإنجازات وانتصارات الجيش كما يرونها من وجهة نظرهم.

وعلى الرغم من حجم العدوان غير المسبوق على الفلسطينيين في قطاع غزة استعملت الحكومة الإسرائيلية خطة تقضي بتجنب تأنيب الرأي العام لها جراء قتل المدنيين وهدم المنازل فوق رؤوسهم بعد عدة تجارب في هذا المجال كانت آخرها الحرب على لبنان في صيف عام 2006.

و تقضي تلك الخطة المحكمة بمنع وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية المختلفة من دخول القطاع أثناء الحرب لمنعهم من رؤية ما لا تريد الحكومة أن يراه شعبها، كما يعتمد الجيش الإسرائيلي سياسة التكتم الإعلامي على خسائره من الجنود والمعدات والآليات.

و في هذا الشأن يؤكد الصحفي الفلسطيني محمد وتد أن الرأي العام الإسرائيلي ما زال حتى الآن لا يبصر حجم الدمار وأعداد الشهداء في قطاع غزة، معتبراً أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تعد مجندة فحسب بل تحولت إلى بوق عسكري إسرائيلي.

و أبدى وتد استغرابه من نشوة النصر التي بدأت تتسرب إلى بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول نتائج الحرب في القطاع، قائلاً إن تلك الاعتقادات هي ما تثبت أن الإسرائيليين لا يعلمون بعد ماهية سير الحرب في القطاع والتصدي الشرس من المقاومة الفلسطينية.

و أضاف:" قبل أيام تناول برنامج على القناة العاشرة الإسرائيلية أهداف الحرب على غزة وتساؤلات حول الإنجازات والإخفاقات فيها، وعندما وجه المذيع سؤال: هل فقد جيشنا إنسانيته؟ تم إسكاته من قبل الضيوف قائلين إننا في حرب يسقط فيها ضحايا! الأمر الذي يدل على أن الحكومة جندت آراء الإسرائيليين قبل بدء عدوانها بأن الحرب ستحقق لهم الأمن والاستقرار".

ولفت وتد إلى أن المظاهرات الشعبية التي ينظمها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد ما يرتكبه الجيش في قطاع غزة من قتل للمدنيين يتم تجاهلها من قبل الإسرائيليين ووسائل إعلامهم رغم مشاركة عشرات الآلاف فيها ورفعهم صوراً مؤلمة لتلك "المحرقة".

و تابع:" حتى القضايا التي تطرحها المؤسسات الحقوقية حول ارتكاب جرائم حرب على يد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، يتم تجاهلها وعدم الالتفات إليها أصلاً، واعتقد أن إسرائيل ماضية في عدوانها ولن يوقفها قرار من مجلس الأمن ولا صور للضحايا، وهي قامت بإتباع سياسة التكتيم الإعلامي والتجاهل كي تلجم الرأي العام لديها".