خبر صبي من غزة يروي قصة منزل الموت الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية

الساعة 09:04 ص|10 يناير 2009

فلسطين اليوم-رويترز

 قال أحمد إبراهيم السموني ــ وهو صبي فلسطيني عمره (13 عاماً)، أصيب بجروح في ساقه وصدره، لكنه نجا من الـموت في القصف الإسرائيلي لـمنزل في غزة في الرابع من كانون الثاني ــ "أبو صلاح مات، وماتت زوجته. أبو توفيق مات وكذلك ابنه وزوجته. ومحمد إبراهيم مات وماتت أمه. إسحق مات وناصر مات. وماتت زوجة نائل السموني. مات كثير من الناس".

 

وقال الصبي: "ربما كان يوجد أكثر من 25 شخصاً قتلوا".

وذكر تقرير لـمكتب منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم الـمتحدة: أن 30 شخصاً على الأقل قتلوا في الحادث، معظمهم من عائلة السموني.

ونقلت إليجري باتشيكو، نائب رئيس مكتب منسق الشؤون الإنسانية، عن شهود عيان في حي الزيتون قولهم: إن القوات الإسرائيلية أمرت نحو 100 مدني بدخول الـمنزل والبقاء داخله بعيداً عن طريقهم. لكن في اليوم التالي ضرب الـمنزل بقذائف إسرائيلية.

وقالت: "لا توجد مخابئ من القنابل في غزة".

 

ونفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس ذلك.

وقال جاكوب دلال لرويترز: "قوات الجيش الإسرائيلي لـم تجمع أشخاصاً في أيّ مبنى محدد".

وتابع: "وبالإضافة إلى ذلك قمنا بتحريات بشأن قيام قوات الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار في اليوم الخامس من الشهر. ولـم تستهدف القوات أي مبنى في الزيتون أو بالقرب منه في اليوم الخامس".

 

وروى الصبي الذي كان يتحدث إلى "رويترز" من سريره في مستشفى بغزة كيف تم اقتياد عائلته إلى الـمبنى الذي استهدف في وقت لاحق.

وقال الصبي بصوت هزيل: "كنا نائمين عندما هاجمتنا الدبابات والطائرات وكنا ننام في غرفة واحدة".

 

وأضاف: "قذيفة واحدة أصابت منزلنا. والحمد لله أننا لـم نصب".

وقال "ركضنا خارج الـمنزل وشاهدنا 15 رجلاً ... نزلوا من طائرات مروحية على أسطح الـمباني". وضرب الجنود السكان وأجبروهم على التجمع في منزل واحد.

 

لكن الـمنزل الذي كان يفترض أن يوفر لهم مخبأ من الـمعركة أصيب في اليوم التالي وكانت أم السموني من بين القتلى. وتمكن السموني من حماية أخيه يعقوب وأخويه الآخرين الأصغر منه سناً وحاول مساعدة البالغين الجرحى الذين كانوا ممددين بين القتلى.

وقال: "لـم يكن هناك ماء أو خبز أو أي شيء نأكله".

وأضاف: "تمكنت من النهوض بنفسي. وقمت بربط جرحي ونهضت لكي أحضر لهم الـماء من الخارج وأنا أحاول الاختباء من الدبابات والطائرات. وذهبت إلى الجيران وأخذت أنادي عليهم إلى أن أغشى علي تقريباً. وأحضرت جالوناً من الـمياه".

 

وقال يعقوب، البالغ من العمر (11 عاماً): إنه ذهب "ليطمئن على أمه، لكنه وجدها ميتة ووجد إخوته بجوارها. وكان شقيقي الأكبر محمد ميتاً وكذلك أيضاً أصغر إخوتي الذي كان في حجر أمي".

 

وتمكن عمّال إنقاذ من الهلال الأحمر الـمحلي وفريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى الـمنزل في السابع من كانون الثاني بعد إن منعهم الجيش الإسرائيلي من الدخول فيما وصفه الصليب الأحمر بأنه فترة "غير مقبولة".

وقال فريق طبي فلسطيني: إن الفريق كان ينادي على الباقين على قيد الحياة وسمع أصوات أطفال.

 

وقال خالد أبو زياد: "كسرنا الباب ودخلنا ووجدنا أربعة أطفال مصابين يرقدون على الأرض بين 16 شهيداً".

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومقرها جنيف: إن الاطفال كانوا يتضورون جوعاً عندما وصلت اليهم الـمساعدات في نهاية الـمطاف.

 

وقالت: "كانوا على درجة من الضعف لـم يتمكنوا عندها من الوقوف على اقدامهم من تلقاء انفسهم. وعثر على رجل أيضا على قيد الحياة في حالة ضعف شديد ولـم يتمكن هو ايضا من الوقوف. وبصفة اجمالية كانت هناك 12 جثة على الاقل ترقد على حشايا".

وحالت الجدران الترابية التي اقامتها الجرافات الإسرائيلية دون وصول سيارات الإسعاف أو الاقتراب من الـمنزل. وقالت باتشيكو لرويترز: "تعين نقل الجرحى على عربات تجرها الحمير".

 

وقال بيير ويتاك، رئيس شؤون إسرائيل والاراضي الفلسطينية الـمحتلة باللجنة الدولية للصليب الأحمر: "هذا حادث مروع".

واتهمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إسرائيل بتأخير دخول سيارات الإسعاف إلى الـمنطقة وطالبت بمنح ممر آمن لسيارات الهلال الأحمر الفلسطيني للعودة واجلاء مزيد من الجرحى.

وقال ويتاك: "لابد وان الجيش الإسرائيلي كان يعلـم بالـموقف لكنه لـم يساعد الجرحى. ولـم يسمح لنا أو للهلال الأحمر الفلسطيني بمساعدة الجرحى".

 

وقالت جيسيكا مونتيل رئيسة منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية (بتسيلـم): إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لـم تقدم بعد روايتها لهذا الحادث.

وقالت: "ليس لدينا تفسير من قوات الاحتلال  الإسرائيلي بشأن سلوكهم في حي الزيتون ولا بشأن السبب في قصف منزل السموني في الـمقام الاول ولا السبب في عدم تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى".

وفي رد مكتوب، قال الجيش الإسرائيلي: إنه يعمل بتنسيق مع هيئات الـمساعدة "حتى يمكن تقديم الـمساعدة للـمدنيين" وإنه "لا يستهدف عمداً بأي حال الـمدنيين".