خبر باتوا في دائرة الاستهداف .. الصحفيون الفلسطينيون يدفعون حياتهم ثمناً للحقيقة !!

الساعة 08:43 ص|10 يناير 2009

فلسطين اليوم - فادي عبيد

هو الحقد الصهيوني ذاته الذي اختطف عشرات الأطفال الرضع من أحضان أمهاتهم ، وسلب مئات الأسر الفرحة بشباب أبنائها ، يظهر مجدداً من خلال استهداف الحقيقة وأصحابها ؛ إنهم "الصحفيون" ، فمع دخول الحرب العدوانية الصهيونية المفتوحة على قطاع غزة أسبوعها الثالث ، تواصلت عمليات استهداف الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين فقدوا الليلة الماضية زميلهم الصحفي علاء مرتجى خلال قصف استهدف منزل عائلته في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

مرتجى والذي كان يعمل في إذاعة ألوان المحلية لحق باثنين من فرسان مهنة البحث عن المتاعب هما: باسل فرج وكان يعمل بالتلفزيون الجزائري ، وإيهاب الوحيدي وكان يعمل بتلفزيون فلسطين.

وعن ظروف استشهاد كل منهما ، تشابه علاء بحادثة استشهاد إيهاب ، حيث استهدفت قوات الاحتلال بقذائفها العشوائية منزليهما، غير أن إيهاب رحل برفقة والدته وزوجته وهي مغربية الأصل.

أما باسل فقد أصيب في اليوم الأول من العدوان الجوي على القطاع ، حيث كان في مهمة عمل بالقرب من بيت "الأسير الفلسطيني" بالتزامن من قصفه ؛ الأمر الذي أدى إلى إصابته وعدد من زملائه ؛ لكن حالته كانت حرجة حيث أصيب في رأسه بشظية، أدخلته في غيبوبة تامة توفي بعدها بـ 11 يوماً ، بعد أن تعرض لنزيف في المخ.

الاستهداف لم يتوقف عند هذا الحد ، فبينما كان عدد من الصحفيين يحضرون أنفسهم لنقل بعض الرسائل المباشرة من على سطح "برج الجوهرة" وسط غزة ، استهدفتهم طائرات الحرب الصهيونية بصاروخ ، على الرغم من أنهم يرتدون ستراً خاصة بالصحفيين وعليها الإشارات التي توضح ذلك ، الأمر الذي أدى إلى إصابة ثلاثة منهم بجراح مختلفة.

لم يمض وقت طويل على هذه الحادثة ، حتى استهدفت دبابات الاحتلال منزل الصحافي سمير خليفة الذي يعمل مراسلاً للتلفزيون السوداني في حي الزيتون بعد استهداف منزل مجوار له بقذيفة مدفعية ؛ لكن قدر الله ألا يصاب سكان المنزل بأذى.

يشار إلى أن قوات الاحتلال عمدت إلى استهداف الصحفيين منذ بدء عدوانها الهمجي على القطاع عبر أشكال متعددة في مقدمتها : عمليات القصف المباشر لهم ولمقراتهم مثلما حدث مع "فضائية الأقصى" التابعة لحركة حماس ، إلى جانب الاختراق المتكرر لموجات البث الإذاعي المحلية كما هو الحال بالنسبة لإذاعة صوت القدس. 

وفي ضوء هذه الاعتداءات  المتواصلة بحق فرسان الحقيقة ،طالبت نقابة الصحافيين الفلسطينيين في بيان لها الاتحاد الدولي للصحافيين ولجنة حماية الصحافي والمؤسسات الصحافية الدولية والمجتمع الدولي بتوفير الحماية للصحافيين الفلسطينيين، مؤكدة أن منع الصحافيين الأجانب من الدخول لغزة هو دليل على أن الاحتلال الصهيوني يريد فرض تعتيم إعلامي على ما يرتكبه من جرائم ضد المدنيين.

التجمع الإعلامي الفلسطيني من جانبه أكد أن هذا الاستهداف يرمي إلى تخويف وترويع الصحافيين لعدم تمكينهم من نقل الحقائق وفضح جرائم الاحتلال البشعة والمتصاعدة بحق الأطفال والنساء في غزة.

كما أكد التجمع على أن هذا الاستهداف لن ينال من عزيمة الصحفيين الذين بذلوا أرواحهم في سبيل خدمة القضية الوطنية ، وتعرية مسئولي الحرب في دولة الكيان.