بالصور رزان النجار تبعث من جديد!

الساعة 04:54 م|03 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

"كانت جنازة حاشدة والجميع جاء ليشيَّع المسعفة البطلة رزان النجار فيما عداي، فقد كانت دموعي تجيب بدلًا مني في الاختبار الأول لامتحان للثانوية العامة، جلست وحيدة بعيدةً عن الطلاب حتى لا يتسعَّر خوفهم، ولكي أنفرد بدموعي التي تنزف على شقيقتي".

رغم مرور أشهرٍ على رحيل الشهيدة رزان النجار إلا أن صوت شقيتها ريعان وهي تروي تفاصيل وجع الفراق لا زال يعتريه الكثير من الحزن والوحشة، لكنها حاولت جاهدةً أن تشدَّ من أزر صوتها لتكون خيرَ خلفٍ لخير سلف.

التحقت ريعان (18 عامًا) بكلية التمريض في إحدى الجامعات الغزية، لتسير على الدرب الذي تمنته رزان ولم تستطع خوض غماره بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة لعائلتها، مما زاد من حسرة شقيقتها وهي تبدأ أول يوم في دوامها الجامعي.

"كنت أطمح لدراسة القانون، لكن رحيل رزان خلق في نفسي دافع كبير لإكمال مسيرتها، حتى تبقى ذكراها حية في كل ما أقوم به في هذا المجال، رغم أنني لا أستطيع حتى اليوم تصديق رحيلها، وكيف استطاع جنود الاحتلال قتل مسعفة بدم بارد".

واستشهدت المسعفة المتطوعة رزان النجار في الأول من يونيو/حزيران خلال "مسيرات العودة الكبرى"، تلك التظاهرات السلمية التي خرج فيها سكان قطاع غزة للمطالبة بإنهاء الاحتلال والحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة المفروض منذ 12 عامًا.

ورغم عدم قدرتها على الالتحاق بتخصص التمريض في الجامعة إلا أن رزان لم تترك طريقًا إلا وتعلمت من خلاله، فتخرجت من العديد من الدورات التي تشرف عليها مؤسسات محلية ودولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كما أثبتت جدارتها وشجاعتها عندما تطوعت لإنقاذ حياة المصابين وإسعافهم خلال المسيرات التي شهدت استخدام مفرط للقوة من قبل جنود الاحتلال.

وعن يوم الرحيل تروي ريعان لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، "في الصباح طلبت مني مرافقتها للذهاب إلى المسيرة، وكان ردي بالقبول سريعًا، لكنها ضحكت وبينَّت أن الأمر مزاح فقط، وأنها تريد منِّي أن أجتهد وأتفوق في امتحان العامة، وقد اعتدت البقاء في غرفتها والدراسة فيها".

في لحظة شعرت ريعان بشيء غريب وإحساس سيء، مما دفعها للطلب من والدتها أن تكلم رزان للاطمئنان عليها، ليتفاجؤوا باتصال من أحد أفراد العائلة يبلغهم بأن رزان أصيبت خلال اسعافها للمصابين، ولم يمر على الاتصال الأول سوى 10 دقائق، قبل أن تفتح جروح العائلة على مصراعيها حين عملوا باستشهاد ابنتهم الشجاعة.

"كان الأمر سريعًا موجعًا صعبًا أو حتى لا يوصف، لكن أمي احتضتني وقالت لي أنني سأذهب غدًا لدخول أول امتحانات الثانوية العامة، وسأكون قوية لأن هذا ما أرادته رزان دومًا لي، ولأنني أصدق أمي كنت كذلك مع كثيرٍ من الدموع". أضافت ريعان.

اليوم ومن خلال منحة مالية قدمت للعائلة بعد استشهاد رزان تبدأ شقيقتها الصغيرة حياتها الجامعية وفي قلبها وعقلها رسالة مسعفة وتضحيات شعب والكثير من الأحلام والطموحات.

 

ريعان النجار 1
ريعان النجار 2
ريعان النجار 3
 

كلمات دلالية