خبر حراك دبلوماسي بشرم الشيخ لبحث مبادرة الهدنة المصرية بغزة

الساعة 05:47 م|09 يناير 2009

فلسطين اليوم – وكالات

يزور وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير شرم الشيخ ليبحث المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة مع الرئيس حسني مبارك، قبل أن يلتقي غدا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في المنتجع المصري وينتقل إلى إسرائيل.

 

وتأتي الزيارة في وقت مرّر فيه مجلس الأمن قرارا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لم يمنع استمرار القصف الإسرائيلي.

 

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إنهما يعملان من أجل ضمانات أمنية لإسرائيل لإنهاء القتال تشمل وقف تهريب الأسلحة، بحيث تُستأنف بعثة المراقبين الأوروبيين لمساعدة مصر في هذا المجال.

 

أسس المبادرة

وإنهاء التهريب أحد عناصر مبادرة مصرية لإطلاق هدنة لمدة معينة تشمل فتح معابر غزة ودعوة الفصائل إلى محادثات مصالحة.

 

وعاد إلى إسرائيل من مصر وفد إسرائيلي أطلع رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية الإسرائيليين على المبادرة المصرية التي بحثها مع رئيس المخابرات المصرية.

 

وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها ترحب بمبادرة يجب أن تحقق الهدوء في جنوب إسرائيل وتمنع تسلح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مجددا.

 

إشراف أميركي

وحسب مراسل الجزيرة في القاهرة يريد الإسرائيليون تعديل المبادرة لمنع حماس من تعويض قدرات "فقدتها" خلال الحرب، ويقترحون إشراف مهندسين أميركيين على حدود مصر والقطاع مع نشر قوات دولية منعا لتهريب السلاح. 

 

ورفضت فصائل فلسطينية المقترح المصري -الذي دعمته الولايات المتحدة وتوسطت فيه فرنسا جزئيا- لأنه بحسب ما تقول "يطلق يد إسرائيل"، وتحفظت عليه حماس وقالت إنها تدرسه بين مقترحات أخرى.

 

وقالت حماس إنها لن تقبل أقل من وقف فوري للهجمات الإسرائيلية وفتح المعابر الحدودية وإنهاء الحصار.

 

سيادة مصر

وحسب مراسل الجزيرة، قالت مصر إنها ترفض وجودا عسكريا على حدودها لأنه مس بسيادتها، لكنها تقترح مساعدات أميركية متقدمة لكشف الأنفاق وموافقة إسرائيل على زيادة القوات المصرية على الحدود بما يتجاوز المنصوص عليه في معاهدة السلام.

 

وقال المعلق السياسي الإسرائيلي ألون بنكاس إن مباركة إسرائيل للمبادرة دون موافقة رسمية صياغة دبلوماسية حتى لا يهان الرئيسان المصري والفرنسي وإشارة للعالم إلى أنها مستعدة لقبول صيغة أفضل.

 

مصلحة مشتركة

وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال دان روتشيلد إن "مصر معنية بأن تتلقى حركة حماس ضربة" لإضعاف الإخوان المسلمين، وهي تناور كي لا تبدو "متعاونة" مع إسرائيل، ومقترحها أقرب لشروط إسرائيل وهي تحاول تبريره بالتظاهر بتعرضها لضغوط أميركية وأوروبية.

 

وهدف المبادرة المصرية، حسب مدير مركز يافا للدراسات في القاهرة الدكتور رفعت سيد أحمد، إيجاد شريط بغزة كما حدث بجنوب لبنان وإيجاد أنطوان لحد جديد وإنْ في شكل قبعات مصرية أو قوات عربية، واعتبر حديث مصر عن مقترح جاء لحفظ أمنها مجرد ادعاءات لأن هذا الأمن "يبدأ تاريخيا من غزة".

 

ولم يستبعد غيرنوت إيرلر نائب وزير خارجية ألمانيا إرسال بلاده قوات في إطار مهمة أممية للإشراف على الهدنة إذا طلب ذلك الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، رغم أن فكرة إطلاق جنود ألمان النار على جنود إسرائيليين مثيرة للجدل في ألمانيا بسبب ماضي البلد النازي.

 

وقالت حماس إنها ستعتبر أية قوات دولية في القطاع قوات معادية، وحذرت من إقامة مناطق أمنية إسرائيلية "لأنها ستكون هدفا مباشر للمقاومة".

 

ولاية عباس

وتأتي المباحثات حول مبادرة مصر في وقت صدر فيه أكثر من تصريح من حماس بشأن موقفها من مستقبل الرئيس محمود عباس الذي تقول إن ولايته رئيسا للسلطة الفلسطينية انتهت منتصف الليلة الماضية.

 

فقد قال نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق إنه بدءا من اليوم بات عباس مجرد مواطن فلسطيني لا يمثل الفلسطينيين في المفاوضات. كذلك قال ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان إن الحركة ستتعامل معه كرئيس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، لكن الناطق باسم الحكومة في غزة الطاهر النونو قال أيضا إن أولوية الحركة الآن ليست مواجهة عباس وإنما التصدي للهجوم الإسرائيلي.